شركة سناب تفرض حدًا جديدًا للتخزين على ميزة “الذكريات” وتطلق باقات مدفوعة
أعلنت شركة “سناب“، المالكة لتطبيق “سناب شات”، عن إدخال تغيير جديد على واحدة من أبرز مزايا منصتها، وهي ميزة “الذكريات” (Memories)، وذلك من خلال فرض حد أقصى لحجم التخزين المجاني، مع تقديم باقات مدفوعة للمستخدمين الذين يتجاوزون هذا الحد.
وكانت ميزة “الذكريات” قد أُطلقت لأول مرة في عام 2016، وسرعان ما أصبحت عنصرًا أساسيًا في تجربة استخدام التطبيق، حيث تتيح للمستخدمين حفظ صورهم ومقاطع الفيديو داخل التطبيق للاطلاع عليها لاحقًا أو مشاركتها مجددًا. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الميزة بمثابة أرشيف رقمي ضخم لحياة المستخدمين، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية لتوثيق اللحظات اليومية.
ووفقًا للبيان الصادر عن الشركة، فقد تجاوز عدد “الذكريات” التي حفظها المستخدمون على المنصة حاجز **التريليون** (ألف مليار) ذكرى، وهو رقم ضخم يعكس مدى الإقبال على هذه الميزة. هذا الحجم الهائل من البيانات أدى إلى إعادة النظر في الطريقة التي تُدار بها خدمات التخزين على التطبيق.
ابتداءً من الفترة المقبلة، سيتم تحديد حد أقصى للتخزين المجاني يبلغ **5 غيغابايت** لكل مستخدم. وفي حال تجاوز المستخدم هذا الحد، سيكون عليه الاشتراك في إحدى “باقات تخزين الذكريات” الجديدة التي توفرها سناب، والتي لم تُعلن الشركة بعد عن أسعارها التفصيلية أو مستوياتها المختلفة، لكنها أكدت أنها ستوفّر خيارات متعددة تناسب مختلف احتياجات المستخدمين.
وأكدت “سناب” في بيانها أن هذا التغيير يأتي في إطار حرصها على تقديم تجربة أكثر كفاءة وتنظيمًا للمستخدمين، بالإضافة إلى ضمان استدامة الخدمات على المدى البعيد، خاصة مع استمرار النمو المتسارع في حجم البيانات المخزّنة.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من جهود سناب لتوسيع مصادر إيراداتها، بعيدًا عن الإعلانات، من خلال تقديم خدمات مدفوعة ذات قيمة مضافة، وهو اتجاه بدأته سابقًا مع خدمة “سناب شات بلس” التي تقدم مزايا حصرية للمشتركين.
وقد لقي هذا الإعلان تفاعلًا متباينًا من قبل المستخدمين. فبينما تفهّم البعض ضرورة فرض قيود تنظيمية على التخزين المجاني، أبدى آخرون قلقهم من احتمال فقدان ذكرياتهم القديمة أو الحاجة إلى دفع مبالغ إضافية للاحتفاظ بها.
ومن المتوقع أن تبدأ سناب في إرسال إشعارات للمستخدمين الذين اقتربوا من الحد المجاني أو تجاوزوه، لتنبيههم وإتاحة الفرصة لهم للاطلاع على الباقات واختيار الأنسب منها.
ومع استمرار تطور استخدامات “سناب شات”، يبدو أن الشركة تسعى لإعادة صياغة علاقتها بالمستخدمين من خلال نموذج يجمع بين المجانية والاشتراكات، مع المحافظة على طابع التطبيق المرح والتفاعلي الذي ميّزه منذ انطلاقه.
في خطوة جديدة تهدف إلى تنظيم استهلاك التخزين وتوفير خيارات أكثر مرونة للمستخدمين، أعلنت شركة سناب عن تقديم باقات مدفوعة جديدة لمساحة التخزين في ميزة “الذكريات” على تطبيق سناب شات. وتشمل هذه الباقات مستويات متعددة تتيح للمستخدمين تخزين صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم بناءً على احتياجاتهم وسعة استخدامهم.
الباقة الأولى التي تم الإعلان عنها تُعرف باسم “باقة التخزين الابتدائية”، وتمنح المستخدمين إمكانية تخزين حتى 100 غيغابايت من الذكريات مقابل اشتراك شهري يبلغ 1.99 دولار. وتستهدف هذه الباقة المستخدمين الذين يحتاجون إلى قدر بسيط من التخزين الإضافي دون تكلفة مرتفعة، ما يجعلها خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يحتفظون بكمية معتدلة من المحتوى.
أما بالنسبة لمشتركي خدمة “سناب شات بلس”، والتي تتوفر مقابل 3.99 دولار شهريًا، فسيحصلون على سعة تخزينية أكبر تصل إلى 250 غيغابايت. وتُعد هذه الباقة مثالية للمستخدمين الأكثر نشاطًا والذين يرغبون في الاحتفاظ بعدد أكبر من الذكريات لفترة أطول دون الحاجة إلى حذفها أو نقلها.
وعلى رأس هذه الاشتراكات تأتي باقة “بلاتينيون”، وهي الفئة الأعلى ضمن اشتراكات سناب شات. يحصل المشتركون في هذه الفئة، الذين يدفعون 15.99 دولارًا شهريًا، على سعة تخزين ضخمة تصل إلى 5 تيرابايت، ما يتيح لهم الاحتفاظ بأرشيف رقمي واسع يشمل آلاف الصور ومقاطع الفيديو دون القلق بشأن نفاد المساحة.
وفي توضيح من الشركة، أكدت سناب أن الغالبية العظمى من مستخدمي التطبيق لن يتأثروا بهذا التغيير، حيث إن معظمهم لا يقتربون حتى من استهلاك الحد المجاني البالغ 5 غيغابايت. إلا أن هذه الباقات الجديدة تستهدف شريحة معينة من المستخدمين الذين يحتفظون بآلاف الذكريات، وتُعد خطوة لتقديم خيارات تخزين مناسبة وفقًا للاحتياجات الفردية.
ولتفادي الإرباك أو الإزعاج لدى المستخدمين الذين قد يجدون أنفسهم فجأة قد تجاوزوا الحد المجاني، ستوفر سناب لهؤلاء المستخدمين مساحة تخزين مؤقتة إضافية لمدة عام كامل، ما يمنحهم وقتًا كافيًا لتقييم الباقات المتاحة واختيار الأنسب منها دون فقدان محتواهم أو الشعور بالضغط.
يُذكر أن هذه الباقات تأتي ضمن سلسلة من التحديثات التي تقدمها سناب في إطار استراتيجيتها الجديدة لتحقيق إيرادات إضافية من خلال خيارات اشتراك متنوعة. وكانت الشركة قد أطلقت مؤخرًا أيضًا خدمة اشتراك “+Lens” التي تتيح وصولًا مميزًا إلى عدسات خاصة في التطبيق، مقابل 9 دولارات شهريًا، ما يعكس توجه سناب نحو تعزيز التجربة المدفوعة وتوسيع مصادر دخلها بعيدًا عن الإعلانات فقط.
بشكل عام، تمثل هذه الخطوة تطورًا طبيعيًا في مسار سناب شات لمواكبة النمو المتزايد في تخزين البيانات الرقمية، مع الحفاظ على تجربة مستخدم سلسة ومرنة تعتمد على احتياجات كل مستخدم على حدة.
