قد يكون مستقبل مالكي سيارات “تويوتا” مختلفًا عما اعتادوا عليه منذ سنوات، إذ تشير مؤشرات حديثة إلى أن حمل مفتاح السيارة التقليدي قد يصبح شيئًا من الماضي قريبًا. فقد ظهرت تسريبات تشير إلى أن سيارات الشركة اليابانية قد تحصل في المستقبل القريب على دعم ميزة “Apple Car Key”، وهي تقنية مبتكرة من شركة “أبل” تتيح لأصحاب السيارات فتح السيارة وتشغيلها باستخدام أجهزة “آيفون” أو “Apple Watch” فقط، دون الحاجة إلى استخدام المفتاح المادي التقليدي. هذه الميزة تأتي ضمن توجه عالمي متزايد نحو الرقمنة والتقنيات الذكية التي تهدف إلى تسهيل حياة المستخدمين وزيادة مستوى الراحة والأمان.
على الرغم من أن شركة “أبل” لم تصدر بعد أي بيان رسمي حول دعم سيارات “تويوتا” لهذه الميزة، إلا أن التسريبات التي ظهرت في أنظمة الشركة الداخلية تشير إلى أن العمل جارٍ على إدراج عدد من طرازات “تويوتا” ضمن منظومة مفاتيح السيارات الرقمية الخاصة بـ “أبل”. ويبدو أن هذه المؤشرات تمثل خطوة أولى نحو دمج تقنيات السيارات الذكية مع أجهزة شركة التكنولوجيا الأمريكية، ما يفتح الباب أمام تجربة جديدة للسيارات الذكية، بحيث يمكن التحكم بالسيارة بالكامل من خلال الهاتف الذكي أو الساعة الذكية، بما في ذلك فتح الأبواب، تشغيل المحرك، وربما الوصول إلى إعدادات السيارة الأخرى.
ميزة “Apple Car Key” تعتمد على بروتوكولات أمان متقدمة تتيح للمستخدمين حماية سياراتهم بشكل أفضل من السرقة أو الاستخدام غير المصرح به، إذ يمكن قفل السيارة أو فتحها عن بُعد، كما يمكن تقييد الوصول لبعض الأشخاص، مثل أفراد العائلة، عبر مشاركة مفتاح رقمي مؤقت. هذا التطور يجعل تجربة القيادة أكثر سهولة وراحة، خصوصًا في الحالات التي ينسى فيها صاحب السيارة المفتاح التقليدي في المنزل أو أثناء السفر. كما يعكس هذا التوجه الحرص على مواكبة التطورات التكنولوجية في قطاع السيارات، الذي يشهد تحولًا مستمرًا نحو الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
في الوقت نفسه، لم تكشف شركة “تويوتا” عن موعد محدد لإطلاق هذه الميزة، بحسب ما ذكره تقرير نشره موقع “phonearena”. وهذا يشير إلى أن الميزة لا تزال قيد التطوير وربما تحتاج إلى بعض الوقت قبل أن تصبح متاحة للمستهلكين على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن ظهور مؤشرات الدعم في الأنظمة الخلفية يعكس جدية الشركة في النظر إلى هذا التوجه، وربما يشير إلى إطلاق تدريجي يبدأ ببعض الطرازات قبل توسيع الدعم ليشمل جميع سياراتها في المستقبل. ويترقب عشاق سيارات “تويوتا” ومهتمو التكنولوجيا الحديثة بشغف الإعلان الرسمي عن هذه الميزة، التي من المتوقع أن تغير الطريقة التي يتعامل بها المستخدمون مع سياراتهم، وتضيف مستوى جديدًا من الراحة والأمان لتجربة القيادة اليومية.
هذا التوجه الجديد يضع “تويوتا” ضمن قائمة الشركات التي تسعى لمواكبة التحول الرقمي في صناعة السيارات، حيث بدأت العديد من الشركات حول العالم بالاعتماد على المفاتيح الرقمية والتقنيات الذكية لتحسين تجربة العملاء. وبمجرد تفعيل هذه الميزة، سيصبح الهاتف الذكي أو الساعة الذكية جزءًا أساسيًا من السيارة، بحيث يمكن للمستخدمين الاعتماد على أجهزتهم الذكية للتحكم بالسيارة بشكل كامل، ما يقلل من الاعتماد على المفاتيح التقليدية ويجعل من التعامل مع السيارة أكثر مرونة وعصرية.
أبل تعلن عن توسع ميزة Car Key
أعلنت أبل خلال مؤتمرها WWDC 2025 أن 13 شركة سيارات جديدة ستدعم ميزة Car Key قريباً، ومن بين هذه الشركات أودي وAcura وبورش وكاديلاك وشيفورليه وريفان وLucid، ما يعزز التكهنات باحتمالية انضمام تويوتا في المستقبل القريب.
مستقبل مفاتيح السيارات
ميزة Car Key ليست جديدة كلياً، إذ أطلقتها أبل لأول مرة في عام 2022، وتتيح تخزين مفتاح السيارة الرقمي داخل تطبيق Wallet، واستخدام الهاتف أو الساعة الذكية بدلاً من المفتاح التقليدي.
تعتمد الميزة على تقنية NFC، حيث يكفي تقريب الجهاز من مقبض الباب لفتح السيارة أو تشغيلها، بشرط أن يدعم الطراز هذه التقنية.
وتوفر الميزة خيار المصادقة عبر Face ID، أو استخدام وضع Express الذي يسمح بفتح السيارة بسرعة دون الحاجة للتحقق البيومتري.
حالياً، تتوفر Car Key في عدد من العلامات التجارية مثل بي أم دبليو وهيونداي وكيا ومرسيدس وفولفو، بينما لا تزال شركات أخرى، من بينها تويوتا، خارج القائمة رسمياً حتى الآن.
تويوتا تمتلك حلاً مشابهاً
تقدم تويوتا بالفعل خدمة مشابهة تُعرف باسم Remote Connect، تتيح فتح السيارة باستخدام الهاتف الذكي ضمن باقة مدفوعة.
لكن الفارق أن Car Key من أبل توفر تكاملاً أعمق مع نظام iOS، خصوصاً لمستخدمي Apple Wallet الذين يعتمدون عليها في الدفع وبطاقات السفر والهوية الرقمية.
خطوة قد تغير تجربة القيادة
في حال تأكد دعم سيارات تويوتا لميزة Car Key، فقد تمثل هذه الخطوة تحولاً مهماً لملايين المستخدمين، خاصة أولئك المنغمسين في منظومة أبل.
وجود مفتاح السيارة داخل الهاتف أو الساعة الذكية يعني عنصراً أقل يُحمل يومياً، وحلاً عملياً لمشكلة نسيان المفاتيح.
ورغم أن الميزة قد تقتصر في البداية على الطرازات الأحدث المزودة بالتقنيات اللازمة، فإن الاتجاه العام في صناعة السيارات يشير بوضوح إلى أن المفتاح الرقمي قد يصبح الخيار الافتراضي خلال السنوات المقبلة.
كما تتيح أبل ميزة مشاركة المفتاح الرقمي مع أفراد العائلة عبر Wallet، مما يوفر مرونة أكبر مقارنة بالمفاتيح التقليدية ويعزز من جاذبية هذه التقنية بوصفها بديلاً عملياً وحديثاً لمفاتيح السيارات المعروفة.
