سيري

أكد كريغ فيديريغي، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في شركة أبل، أن فريقه قد نجح في إعادة تصميم المساعد الصوتي “سيري” بطريقة مبتكرة، مما سمح بتقديم تحسينات وترقيات كبيرة تتجاوز ما أعلنت عنه أبل سابقًا. وأوضح فيديريغي خلال اجتماع خاص عقده تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، مع موظفي أبل في مقر الشركة في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، أن هذا الإنجاز يعكس التزام الشركة القوي بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز قدرات منتجاتها الذكية.

جاء الاجتماع في إطار جهود تيم كوك لتحفيز فريق العمل وتحريك حماستهم تجاه مستقبل الشركة، خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي الذي بات يشكل محور اهتمام الشركات التقنية الكبرى حول العالم. وأشار كوك إلى أن أبل تركز على الابتكار المستمر وتطوير تقنيات متقدمة تتيح للمستخدمين تجربة أكثر سلاسة وذكاء في التعامل مع أجهزتهم وخدماتها الرقمية.
وشدد كريغ فيديريغي على أن إعادة تصميم “سيري” لم تقتصر على مجرد تحسينات سطحية، بل شملت تطوير هيكلية البرمجيات الأساسية للمساعد الصوتي، مما مكّن الفريق من إدخال ميزات جديدة وتقديم أداء أكثر سرعة ودقة في الاستجابة لطلبات المستخدمين. وأضاف أن هذه التحديثات تشمل قدرات تعلم عميقة تسمح لـ”سيري” بفهم السياق بشكل أفضل، والتفاعل بطريقة أكثر طبيعية وإنسانية مع المستخدمين، وهو ما يعزز من قيمة المساعد الشخصي كجزء لا يتجزأ من النظام البيئي لأبل.
كما أكد فيديريغي أن هذه التطورات تتماشى مع رؤية أبل في بناء تقنيات ذكية تحترم خصوصية المستخدمين، حيث تم التركيز على تصميم حلول تعتمد بشكل أكبر على معالجة البيانات داخل الجهاز نفسه بدلاً من الاعتماد على الخوادم الخارجية، مما يعزز من الأمان ويقلل من مخاطر تسرب المعلومات الشخصية.
من جهته، عبّر تيم كوك خلال الاجتماع عن تفاؤله الكبير بقدرات فريقه في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الشركة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق قفزات نوعية في هذا المجال، بفضل الاستثمارات الضخمة في البحث والتطوير والتعاون مع فرق متخصصة داخل أبل وخارجها. وأوضح أن هذه المبادرات ستجعل من أبل لاعبًا رائدًا في ثورة الذكاء الاصطناعي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام المستخدمين ويعزز موقع الشركة في السوق العالمي.
كما شدد كوك على أهمية العمل الجماعي وروح الابتكار التي تميز ثقافة أبل، مشيرًا إلى أن نجاحات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي تعتمد على مساهمة كل فرد في الفريق، من المهندسين والمصممين إلى القادة التنفيذيين. وناشد الموظفين الاستمرار في بذل الجهود والتركيز على تطوير حلول تكنولوجية تجمع بين الذكاء والسهولة، مع الحفاظ على قيم الشركة في الخصوصية والأمان.
في المجمل، تعكس تصريحات فيديريغي وتيم كوك حرص أبل على تعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تحسين المساعد الصوتي “سيري” وتطويره ليكون أكثر ذكاءً وكفاءة. هذه الخطوات تعزز من تنافسية الشركة وتؤكد التزامها بتقديم تجارب مبتكرة تلبي تطلعات المستخدمين في عصر التحول الرقمي السريع.
تحدث إيدي فيديريغي، المسؤول التنفيذي في شركة “أبل”، خلال اجتماع داخلي عن مستقبل المساعد الصوتي “سيري”، وذلك وفقًا لتقرير لوكالة بلومبرغ الذي اطلعت عليه “العربية Business”. وأوضح فيديريغي أن “أبل” كانت تخطط لإطلاق تحديث شامل لمساعدها الصوتي “سيري” في إطار ميزات الذكاء الاصطناعي التي تُعرف باسم “Apple Intelligence”، وكان من المقرر أن يتضمن التحديث الجديد قدرة أكبر على استخدام بيانات المستخدم لتحسين الاستجابة للطلبات بشكل أفضل وأكثر دقة.
لكن هذا التحديث لم يُطلق في الوقت المحدد، حيث واجهت الشركة تحديات تقنية وإدارية دفعتها إلى إعادة النظر في استراتيجية تطوير “سيري”. وأكد فيديريغي أن السبب الرئيسي في التأخير يعود إلى محاولة الشركة دمج نظامين مختلفين في نسخة واحدة من “سيري”: النظام الأول مخصص للتعامل مع الأوامر الصوتية التقليدية، بينما يعتمد النظام الثاني على نماذج لغوية ضخمة تشكل الأساس لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي الحديثة.
وقال فيديريغي إن “أبل” كانت تسعى إلى بناء هيكل هجين يجمع بين النظامين، إلا أن التجربة أظهرت أن هذا النهج لن يحقق الجودة العالية التي تشتهر بها الشركة. وأضاف: “لقد أدركنا أن النهج الهجين لن يصل بنا إلى مستوى الجودة الذي تلتزم به أبل، لذلك قررنا إعادة التفكير بالكامل في بنية المساعد الصوتي“.
تعمل الشركة الآن على تطوير نسخة جديدة كليًا من “سيري” تعتمد على بنية موحدة تغطي جميع قدرات المساعد الصوتي، وتتيح له تقديم تجربة متكاملة ومتطورة. ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذا الإصدار الجديد في أوائل فصل الربيع، رغم أن المسؤولين في “أبل” لم يؤكدوا حتى الآن أي مواعيد محددة سوى الإعلان عن طرح التحديث خلال العام المقبل.
وأشار فيديريغي إلى أن عملية إعادة التصميم تمت من الألف إلى الياء، وأن الفريق التقني حقق نتائج إيجابية للغاية من خلال هذه العملية. وقال: “العمل الذي أنجزناه لإعادة تصميم سيري من الصفر أعطانا النتائج التي كنا نأملها، وهو ما يضعنا في موقع يسمح لنا ليس فقط بتقديم ما أعلنَّا عنه، بل أيضًا بتقديم ترقيات وتحسينات أكبر مما كنا نتخيله سابقًا“.
كما تطرق فيديريغي إلى التغييرات في القيادة المتعلقة بمشروع “سيري”، حيث تم تعيين مايك روكويل، مبتكر جهاز “Vision Pro” وفريقه القيادي في قسم برامج سماعات الرأس، ليقودوا جهود تطوير “سيري”. واعتبر فيديريغي أن تعيين روكويل وفريقه كان بمثابة دفعة قوية ومهمة لتحسين المنتج وتعزيز أداء المساعد الصوتي. وقال إنهم “أعطوا دفعة هائلة” للعمل في هذا المجال، مما يعكس أهمية المشروع وأولوية الشركة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
بشكل عام، يعكس حديث فيديريغي رؤية “أبل” التي تركز على تقديم تجربة مستخدم متميزة مع “سيري” تعتمد على تقنيات متقدمة للذكاء الاصطناعي، مع الالتزام بمعايير الجودة التي تميز منتجاتها. ويبدو أن الشركة عازمة على تجاوز التحديات التقنية والإدارية التي واجهتها سابقًا، عبر إعادة هيكلة المشروع والاستفادة من الكفاءات القيادية الجديدة، بهدف إطلاق مساعد صوتي أكثر ذكاءً وفعالية في المستقبل القريب.