شاومي

شاومي تطلق نموذج ذكاء اصطناعي صوتي مفتوح المصدر لتعزيز تقنياتها في السيارات والأجهزة الذكية
في خطوة جديدة تؤكد سعيها المتواصل للريادة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية، أعلنت شركة “شاومي” الصينية، المتخصصة في صناعة الهواتف الذكية والمركبات الكهربائية، يوم الاثنين، عن إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي صوتي مفتوح المصدر، أطلقت عليه اسم “MiDashengLM-7B”

ويعد هذا النموذج الصوتي المتقدم جزءًا من استراتيجية شاومي الأوسع لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس فقط في مجال الهواتف المحمولة، وإنما أيضًا في تطبيقات أوسع تشمل السيارات الذكية والأجهزة المنزلية الذكية. ويمثل النموذج الجديد تطورًا مهمًا في مشهد الذكاء الاصطناعي الصيني، خصوصًا في ظل التنافس العالمي المتصاعد على تطوير حلول ذكية تتعدى المعالجة النصية إلى تقنيات الصوت والكلام والتفاعل البشري الطبيعي.
النموذج “MiDashengLM-7B” يعتمد على تقنيات تعلم الآلة المتقدمة، ويستند إلى بنية لغوية قادرة على معالجة وفهم وتحليل الأصوات البشرية بدقة وفعالية، ما يجعله مؤهلًا ليكون نواة للتفاعل الصوتي في مجموعة واسعة من منتجات شاومي الذكية. ويأمل المطورون في أن يكون هذا النموذج أداة فعالة لتحسين تجربة المستخدم من خلال تسهيل الأوامر الصوتية، وزيادة استجابة الأجهزة الذكية بطريقة أكثر طبيعية وسلاسة.
ومن خلال جعله مفتوح المصدر، تسعى شاومي إلى إشراك مجتمع المطورين والأكاديميين في تحسين أداء النموذج وتطويره باستمرار، وهو ما يعكس توجهًا عالميًا نحو التعاون في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق استفادة تقنية أوسع. وتتيح هذه الخطوة لشاومي أيضًا منافسة الشركات الكبرى التي تعتمد على نماذج مغلقة، من خلال تقديم بدائل مفتوحة تتيح مرونة في التخصيص والتطوير حسب الحاجة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تتسابق فيه كبرى شركات التقنية العالمية والمحلية في الصين على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متعددة الأغراض، خاصة بعد الانتشار الكبير لتقنيات النماذج اللغوية الضخمة (LLMs) التي بدأت تستخدم في تطبيقات المحادثة، توليد المحتوى، الترجمة، التفاعل الصوتي، وغيرها. غير أن شاومي تهدف من خلال “MiDashengLM-7B” إلى تجاوز الاعتماد على النصوص المكتوبة فقط، من خلال التركيز على تجربة الصوت كوسيلة أساسية للتفاعل مع التكنولوجيا.
ويرى محللون أن إطلاق هذا النموذج يأتي أيضًا في إطار سعي شاومي لتعزيز مكانتها في سوق السيارات الكهربائية الذكية، التي تعتمد بشكل متزايد على تقنيات التفاعل الصوتي والتحكم الصوتي بالأنظمة الداخلية للمركبة، بالإضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي الصوتي في تحسين تجربة الاستخدام في المنزل الذكي، من خلال التحكم بالأجهزة مثل المكيفات، الإضاءة، التلفزيونات، وأنظمة الأمان.
وبهذا الإطلاق، تؤكد شاومي التزامها بمواكبة التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، والاستثمار المستمر في بناء بنية تحتية رقمية متقدمة، تدعم توجهها نحو التحول إلى شركة تقنية شاملة، لا تقتصر على الهواتف، بل تمتد إلى كافة مناحي الحياة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
في خطوة تعكس تطور شركة شاومي في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت الشركة عن إطلاق نموذجها اللغوي الجديد “MiDashengLM-7B”، الذي يعتمد في جوهره على النموذج الصوتي الأساسي المستخدم سابقًا في سيارات شاومي وأجهزتها المنزلية الذكية. وقد تم تعزيز هذا النموذج المتقدم من خلال دمجه مع نموذج “Qwen2.5-Omni-7B”، وهو نموذج مفتوح المصدر طورته شركة علي بابا، مما ساعد على تقوية قدراته وتوسيع نطاق تطبيقاته.
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” واطلعت عليه “العربية Business”، فإن “MiDashengLM-7B” ليس مجرد تحديث للنموذج الصوتي، بل يُمثل نقلة نوعية في قدرات المعالجة اللغوية والذكاء الاصطناعي، حيث يقدم أداءً استثنائيًا على مختلف الأصعدة. وقد أظهر النموذج تفوقًا ملحوظًا من خلال تسجيله أرقامًا قياسية على 22 معيارًا عامًا، وفق ما ذكره موقع “XiaomiTime” المتخصص في أخبار شاومي.
ومن أبرز ما يميز “MiDashengLM-7B” هو السرعة العالية والكفاءة في المعالجة، إذ لا يتجاوز زمن التوكين الأول (أي الوقت الذي يستغرقه النموذج للبدء في إصدار أول كلمة بعد إدخال الاستعلام) نسبة 25% من الزمن الذي تحتاجه النماذج الأخرى المماثلة، مما يجعله من أسرع النماذج في الاستجابة. هذه السرعة في الاستجابة تعزز من فعاليته في التطبيقات التفاعلية، مثل المساعدات الصوتية وأنظمة الرد الآلي، وتجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وواقعية.
علاوة على ذلك، يتمتع النموذج بقدرة فائقة على معالجة عدد كبير من العمليات المتزامنة دون الحاجة إلى زيادة في سعة الذاكرة، إذ يمكنه تنفيذ عمليات تفوق النماذج المنافسة بـ 20 مرة. هذه الميزة تمنحه مرونة عالية في العمل ضمن بيئات تتطلب استجابات سريعة ومتعددة في آنٍ واحد، مثل مراكز الخدمة الذكية، أو في تطبيقات التشغيل الآلي واسعة النطاق.
أما من ناحية التدريب، فقد استخدمت شركة شاومي بيانات متاحة للعامة في تدريب نموذجها الجديد، مما يعكس التزامها بتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي شفافة وقابلة للتطوير. هذا النوع من البيانات يتيح للنموذج التعلم من مجموعة واسعة ومتنوعة من النصوص، مما يسهم في تحسين جودة الاستجابات وزيادة دقة الفهم والسياق.
ومن الواضح أن “MiDashengLM-7B” يُعدّ خطوة استراتيجية ضمن خطة شاومي لتعزيز مكانتها في قطاع الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال دمج هذه التقنية في أجهزتها المختلفة، أو من خلال طرح نموذج يمكن استخدامه في مجالات متعددة مثل الترجمة الفورية، وخدمة العملاء، والمساعدة الذكية، بل وحتى في تطوير روبوتات المحادثة المستقبلية.
بالمجمل، يُظهر هذا النموذج أن شاومي باتت تقترب أكثر من اللاعبين الكبار في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي، وتضع نفسها في موقع تنافسي قوي يدفعها نحو مزيد من الابتكار في السنوات المقبلة.