تقنية

أندرويد

تُعدّ تقنية التعرف على الوجه ثلاثي الأبعاد واحدة من أكثر الميزات تطورًا في مجال الهواتف الذكية، لكنها لا تزال حتى اليوم تُصنَّف ضمن التقنيات الراقية أو الترفية التي لا تتوفر على نطاق واسع. فعلى الرغم من التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنيات الكاميرات، إلا أن شركة أبل تبقى حتى الآن الشركة الكبرى الوحيدة التي تدمج هذه التقنية بشكل مستمر في هواتفها، من خلال ميزة “Face ID” التي باتت عنصرًا أساسيًا في سلسلة هواتف آيفون الحديثة.

أندرويد
أندرويد

ورغم وجود بعض المحاولات من شركات منافسة، فإن معظم الهواتف الذكية في السوق لا تزال تعتمد على مستشعرات بصمة الإصبع أو أنظمة التعرف على الوجه ثنائية الأبعاد، والتي لا تتمتع بنفس مستوى الأمان والدقة الذي توفره تقنية التعرف على الوجه ثلاثي الأبعاد.

لكن يبدو أن هذا الواقع قد يشهد تغييرًا قريبًا. فقد كشف تقرير جديد عن أن العديد من الشركات الصينية العاملة في مجال تصنيع الهواتف الذكية، مثل شاومي، أوبو، فيفو، وهواوي، بدأت تجري اختبارات داخلية مكثفة على نماذج أولية لهواتف ذكية جديدة تتميز بوجود كاميرات سيلفي مخفية تحت الشاشة، بالإضافة إلى دعم تقنيات التعرف على الوجه ثلاثي الأبعاد. هذه الخطوة، إن تم تنفيذها بنجاح، قد تمثل نقلة نوعية في طريقة تصميم الهواتف الذكية، حيث ستمكّن من تحقيق تجربة شاشة كاملة دون الحاجة إلى نوتش أو ثقب مخصص للكاميرا الأمامية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على وسائل الأمان المتقدمة.

وبحسب ما أورده موقع “gsmarena” المختص بأخبار الأجهزة المحمولة، فإن هذه التقنية قيد التطوير حاليًا داخل معامل البحث والتطوير، ويُتوقع أن نرى أولى الأجهزة المزودة بهذه التقنية الجديدة في السوق خلال الأشهر أو السنوات القليلة المقبلة. التقنية المقترحة تتضمن مستشعرات عمق مدمجة بشكل ذكي تحت الشاشة، يمكنها تحليل ملامح الوجه بدقة عالية حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة، مع ضمان استجابة سريعة وسلسة.

الجدير بالذكر أن عملية دمج الكاميرات تحت الشاشة قد شهدت تحسينات ملحوظة في الفترة الأخيرة، وبدأت بعض الشركات بإطلاق هواتف تجريبية بهذه الخاصية، لكن التحدي الأكبر لا يزال في دمج مكونات التعرف ثلاثي الأبعاد التي تتطلب مستشعرات خاصة مثل الأشعة تحت الحمراء ومرسلات النقاط، وهي مكونات يصعب إخفاؤها بالكامل دون التأثير على جودة الشاشة أو أداء الكاميرا.

في حال نجاح هذه الشركات في تجاوز العقبات التقنية، فإن سوق الهواتف الذكية قد يشهد موجة جديدة من الأجهزة التي تجمع بين التصميم العصري والتقنيات الأمنية المتقدمة، مما سيعزز المنافسة مع أبل ويمنح المستخدمين خيارات أكثر تنوعًا. كما أن ذلك قد يساهم في انتشار أوسع لتقنية التعرف على الوجه ثلاثي الأبعاد، لتتحول من ميزة “ترف” إلى معيار أساسي في الهواتف الرائدة مستقبلاً.

بالرغم من أن تقنية التعرف على الوجه ثلاثية الأبعاد أصبحت ميزة مألوفة في هواتف آيفون منذ سنوات، إلا أن تبنيها في هواتف أندرويد لا يزال محدودًا للغاية. فعدد قليل جدًا من الشركات قررت الاستثمار في هذه التقنية المتقدمة، وتُعد شركة “أونور” واحدة من الأسماء البارزة في هذا المجال. وقد أطلقت مؤخرًا هاتف Magic7 Pro، والذي جاء مزودًا بتقنية التعرف ثلاثي الأبعاد على الوجه، مما يميز الهاتف عن كثير من الأجهزة المنافسة في سوق الأندرويد.

في الوقت نفسه، نشهد تطورًا ملحوظًا في تصميم الكاميرات الأمامية، حيث تعمل العديد من الشركات على تقنيات تسمح بإخفاء الكاميرا السيلفي أسفل الشاشة. من بين أبرز الشركات التي طورت هذه التقنية شركة ZTE، والتي قدمت نماذج متعددة من سلسلة nubia تدعم الكاميرات الأمامية المدمجة تحت الشاشة (Under Display – UD). ومن أحدث أمثلتها هاتف Z70S Ultra ، الذي يبرز كنموذج متطور في هذا المجال، ويوفر للمستخدمين تجربة شاشة كاملة بدون أي انقطاعات بصرية ظاهرة.

لكن حتى الآن، لا يوجد أي هاتف ذكي استطاع أن يجمع بين هاتين الميزتين معًا: تقنية التعرف على الوجه ثلاثية الأبعاد وكاميرا أمامية مدمجة بالكامل تحت الشاشة. ويرجع ذلك على الأرجح إلى التحديات التقنية الكبيرة التي تصاحب الجمع بين هذين الابتكارين، حيث تتطلب تقنية التعرف ثلاثي الأبعاد وجود مستشعرات وكاميرات متعددة تلتقط العمق وتُحلل تفاصيل الوجه بدقة عالية. دمج هذه المستشعرات خلف شاشة شفافة دون التأثير على كفاءة الأداء أو دقة الصورة يُعد تحديًا هندسيًا معقدًا للغاية.

ومع التقدم السريع في تكنولوجيا الشاشات والذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن نرى حلولاً مبتكرة تُمكن من دمج هذه العناصر دون التضحية بجودة الاستخدام أو الأمان. السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن هو: من ستكون الشركة الأولى التي تنجح في هذا التحدي وتُطلق هاتفًا ذكيًا يُوفر خاصية مسح الوجه ثلاثي الأبعاد من خلال كاميرا غير مرئية مدمجة تحت الشاشة؟

إذا نجحت إحدى الشركات في تحقيق ذلك، فقد تُعيد تعريف معايير الأمان والجماليات في الهواتف الذكية، وتفتح الباب أمام جيل جديد من الأجهزة ذات التصاميم النقية والمتكاملة. وحتى يحدث ذلك، ستظل الأنظار مترقبة للمنافسة بين الشركات التقنية الكبرى، مثل سامسونج، أوبو، هواوي، وشاومي، بالإضافة إلى الشركات الصاعدة مثل أونور وZTE، والتي يبدو أنها تسعى بجدية لتكون في طليعة هذا الابتكار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى