تقنية

ذكاء اصطناعي

قالت مجموعة “noyb” النمساوية، المتخصصة في قضايا حماية الخصوصية والبيانات، يوم الثلاثاء، إنها تقدّمت بدعوى جنائية أمام السلطات في النمسا ضد شركة “كليرفيو إيه آي” (Clearview AI) الأميركية، متهمةً إياها بانتهاك قوانين حماية البيانات الأوروبية من خلال جمع واستخدام صور ومقاطع فيديو لمواطنين أوروبيين دون موافقتهم، بهدف إنشاء قاعدة بيانات ضخمة للتعرّف على الوجوه.

ذكاء اصطناعي
ذكاء اصطناعي

وذكرت المجموعة في بيانها أن شركة “كليرفيو” قامت بجمع بيانات بيومترية من الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل منهجي وغير قانوني، ثم استخدمتها لتطوير تقنياتها الخاصة بالتعرّف على ملامح الوجه. وأوضحت أن هذا السلوك يتعارض بوضوح مع اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) المعمول بها داخل الاتحاد الأوروبي، والتي تفرض قيودًا صارمة على جمع البيانات الشخصية واستخدامها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمعلومات الحساسة مثل البيانات البيومترية التي يمكن أن تُستخدم للتعرّف على هوية الأفراد.

وبحسب “noyb”، فإن الشركة الأميركية لم تحصل على موافقة صريحة من الأشخاص المعنيين ، كما لم تلتزم بواجبات الشفافية والإخطار المنصوص عليها في القانون الأوروبي، الأمر الذي يُعدّ خرقًا مباشرًا للقواعد التنظيمية. وأضافت أن الشركة تجاهلت كذلك طلبات الحذف والوصول إلى البيانات التي تقدم بها مستخدمون أوروبيون، وهو ما يُعد مخالفة إضافية يمكن أن تُعرّضها لعقوبات مالية وجنائية.

وأكدت المنظمة أن الأحكام الجنائية في القانون النمساوي المتعلقة بانتهاك اللائحة العامة لحماية البيانات يمكن أن تؤدي إلى تحريك دعوى ضد المسؤولين التنفيذيين في “كليرفيو” شخصيًا، مشيرةً إلى أن العقوبات قد تصل إلى عقوبات بالسجن في حال ثبوت ارتكاب الانتهاكات عمدًا أو بإهمال جسيم.

وقالت المجموعة إن هذه الخطوة تمثل سابقة قانونية مهمة في أوروبا، لأنها المرة الأولى التي تُوجَّه فيها تهم جنائية في النمسا ضد شركة أجنبية بسبب انتهاكات تتعلق بالبيانات البيومترية. وأوضحت أن الهدف من الدعوى ليس فقط محاسبة الشركة على أفعالها، بل أيضًا إرسال رسالة قوية إلى الشركات الأخرى التي تحاول استغلال البيانات الأوروبية خارج الإطار القانوني.

وأشار ممثلو “noyb” إلى أن الممارسات التي تتبعها “كليرفيو” تثير قلقًا واسعًا في أوساط خبراء الخصوصية وحقوق الإنسان، إذ تُستخدم تقنياتها في مجالات الأمن وإنفاذ القانون، ما يطرح تساؤلات خطيرة حول الرقابة والمراقبة الجماعية . كما شددوا على أن استخدام صور الناس من الإنترنت دون إذنهم لأغراض تجارية أو أمنية يمثل انتهاكًا صارخًا للحق في الخصوصية ، وهو حق أساسي تحميه التشريعات الأوروبية.

أكدت “noyb” أنها ستواصل العمل على إلزام الشركات العالمية بالامتثال للقوانين الأوروبية الخاصة بحماية البيانات، داعية السلطات النمساوية والأوروبية إلى تشديد الرقابة القانونية وضمان ألا تبقى مثل هذه الانتهاكات دون مساءلة. كما طالبت الاتحاد الأوروبي بزيادة التنسيق بين الدول الأعضاء لتطبيق العقوبات بفعالية ضد الشركات التي تتعمد تجاهل التشريعات الأوروبية في هذا المجال.

بهذا، تُبرز الدعوى الجديدة ضد “كليرفيو إيه آي” تصاعد الجهود الأوروبية في التصدي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تتبّع الأفراد دون موافقتهم، وتسلّط الضوء على الصراع المتنامي بين الابتكار التكنولوجي وحقوق الخصوصية في العصر الرقمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى