تقنية

الذكاء الاصطناعي

تسعى شركة ناشئة تُدعى LGND إلى إحداث ثورة في مجال تحليل البيانات الجغرافية من خلال تحويل الكم الهائل من المعلومات المتعلقة بكوكب الأرض إلى رؤى فورية وذكية، تُسهل على المستخدمين فهم بيئتهم واتخاذ قرارات مستنيرة. تعتمد LGND في رؤيتها المستقبلية على تطوير نظام يشبه إلى حد كبير “شات جي بي تي“، لكن موجه بشكل خاص لتحليل البيانات الجغرافية والبيئية، ليكون أداة ذكية تساعد الأفراد والمؤسسات على التعامل مع المعلومات المعقدة بسرعة ودقة متناهية.

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

تمتلك الأرض ثروة هائلة من البيانات التي تُجمع يومياً من خلال الأقمار الصناعية، وأجهزة الاستشعار، وتقنيات المسح المختلفة، وتشمل هذه البيانات معلومات عن المناخ، والتضاريس، والموارد الطبيعية، وأنماط الطقس، وكذلك المخاطر البيئية مثل الفيضانات والزلازل والحرائق. ومع هذا الكم الهائل والمتنوع من البيانات، يكمن التحدي الأكبر في كيفية تحويل هذه الأرقام والإحصائيات المعقدة إلى معلومات قابلة للفهم وسهلة الاستخدام من قبل الجميع، سواء كانوا علماء بيئة، أو صانعي سياسات، أو حتى مواطنين عاديين يرغبون في معرفة المزيد عن منطقتهم.

في هذا الإطار، وضعت LGND لنفسها هدفاً طموحاً يتمثل في تقديم أداة تفاعلية ذكية تمكّن المستخدم من طرح أي سؤال معقد متعلق بالبيئة أو الموارد الطبيعية أو المخاطر المحتملة، والحصول على إجابة دقيقة وفورية. لم يعد الأمر بحاجة إلى فرق ضخمة من الباحثين أو الإنفاق على تحليلات مكلفة ومعقدة، فالنظام الذي تطوره LGND يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ليقوم بتحليل البيانات الجغرافية المعقدة تلقائياً، وتوفير إجابات واضحة ومبسطة في غضون ثوانٍ.

تقدم هذه التكنولوجيا الجديدة نقلة نوعية في طريقة تعامل البشر مع المعلومات البيئية، إذ تتيح إمكانية فهم أفضل للتغيرات المناخية وتأثيراتها المحتملة، إدارة الموارد الطبيعية بشكل أكثر كفاءة، والتخطيط لمواجهة الكوارث الطبيعية بشكل استباقي. فمثلاً، يمكن للمزارع أن يسأل النظام عن أفضل وقت للزراعة استناداً إلى بيانات الطقس والتربة، أو يمكن لحكومة محلية أن تستفسر عن المناطق الأكثر عرضة للفيضانات خلال موسم الأمطار، ويحصل على توصيات مدعومة ببيانات دقيقة.

علاوة على ذلك، تسعى LGND إلى دمج هذا النظام في منصات مختلفة تسهل الوصول إليه عبر الهواتف الذكية، الحواسيب، وحتى أنظمة مراقبة المدن الذكية، مما يجعل من السهل على الجميع – من العلماء إلى المواطنين العاديين – الاستفادة من هذه التقنية المتقدمة. بذلك، تُسهم الشركة في تعزيز الثقافة البيئية وزيادة الوعي بأهمية اتخاذ قرارات مبنية على بيانات واقعية وموثوقة.

تُعتبر LGND مثالاً حياً على كيف يمكن للتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي أن تُحدث تحولاً حقيقياً في مجالات حيوية مثل البيئة والجغرافيا، من خلال تمكين المستخدمين من فهم عميق لكوكبهم والتعامل معه بشكل أكثر استدامة وفعالية. هذا المشروع الطموح يحمل في طياته إمكانات كبيرة للمساهمة في حماية الأرض والحفاظ على مواردها، عبر جعل المعرفة البيئية متاحة، سهلة الفهم، وسريعة الاستجابة لجميع فئات المجتمع.

باختصار، LGND لا تكتفي بجمع البيانات، بل تبتكر طرقاً ذكية لتحويل هذه البيانات إلى رؤى عملية وفورية، تجعل من التعامل مع القضايا البيئية تحدياً يمكن تجاوزه بسهولة وبدون الحاجة لخبرات تقنية متخصصة أو تكاليف باهظة. إنها خطوة نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، حيث يمكن لأي شخص، في أي مكان، أن يفهم بيئته ويخطط لمستقبل أفضل بكوكب الأرض.

بيانات ضخمة من الفضاء: تحديات استخراج الفهم الحقيقي

رغم التقاط الأقمار الصناعية يوميًا ما يقارب 100 تيرابايت من صور الأرض، يظل تحويل هذه الكمية الهائلة من الصور إلى معلومات مفهومة تحديًا كبيرًا، بحسب تقرير نشره موقع “تك كرانش” واطلعت عليه “العربية Business”.

دعم “OpenAI” و”مايكروسوفت” لأكاديمية الذكاء الاصطناعي في التعليم

تتعاون “OpenAI” و”مايكروسوفت” لإطلاق أكاديمية جديدة تهدف إلى نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، مما يعكس توسع استخدامات الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة.

LGND: رؤية الذكاء الاصطناعي لفهم صور الأقمار الصناعية

قال ناثانيال مانينغ، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة LGND: “في الماضي، كان تحليل الصور يتم يدويًا وكان محدودًا، أما اليوم فالذكاء الاصطناعي قادر على رؤية وتحليل أكثر بكثير مما كنا نراه.”

تمويل جديد وطموحات عالية لـ LGND

جمعت LGND مؤخرًا 9 ملايين دولار في جولة تمويل أولية بقيادة Javelin Venture Partners، بدعم من مستثمرين كبار مثل Space Capital وSalesforce، بالإضافة إلى رواد تقنيين بارزين.

“تضمينات جغرافية”: تقنية LGND لتحليل البيانات المكانية

تقدم LGND تقنية “تضمينات جغرافية” التي تحول البيانات المعقدة مثل صور الأقمار الصناعية إلى تمثيلات رياضية ذكية يمكن للأنظمة فهمها بسرعة، ما يسرع من عملية التحليل الجغرافي.

كيف يعمل النظام: مثال على مصدات الحرائق

يستطيع نظام LGND التعرف على عناصر طبيعية أو صناعية مثل الطرق أو الأنهار أو المناطق الخالية من النباتات كمصدات حرائق، دون الحاجة إلى تحليل بشري يدوي معقد.

تسريع كفاءة العمل: أدوات الذكاء الاصطناعي للبشر

يقول برونو سانشيز-أندرادي نونيو، الشريك المؤسس وكبير العلماء في الشركة: “هدفنا ليس استبدال البشر، بل منحهم أدوات تجعل عملهم أسرع بكثير، حتى مئة مرة.”

وكيل سفر ذكي: تطبيق مبتكر للبيانات الجغرافية

يمكن لتقنية LGND أن تُستخدم في إنشاء وكيل سفر ذكي يختار لك منزلًا للإيجار بالقرب من شاطئ رملي أبيض، خالٍ من الأعشاب البحرية والأعمال الإنشائية، خلال فترة محددة، في ثوانٍ معدودة بدلاً من ساعات البحث اليدوي.

سوق البيانات الجغرافية: هدف LGND الكبير

تطمح LGND لأن تصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق البيانات الجغرافية المكانية الذي يُقدّر بأكثر من 400 مليار دولار عالميًا، وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هذا الهدف.

رؤية مستقبلية: السيطرة على فهم الأرض الفضائي

يختم ناثانيال مانينغ بقوله: “نحن نسعى لأن نكون شركة Standard Oil للبيانات الجغرافية، نهيمن على البنية التحتية لفهم الأرض من الفضاء.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى