علي بابا

تخطط مجموعة علي بابا القابضة الصينية لاستثمار أكثر من 380 مليار يوان (حوالي 53 مليار دولار) في بنية الذكاء الاصطناعي، مثل مراكز البيانات، خلال السنوات الثلاث القادمة. ويعد هذا الاستثمار خطوة كبيرة تؤكد طموحات الشركة في أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى جانب ريادتها في التجارة الإلكترونية. كما تعتزم المجموعة زيادة الإنفاق على شبكة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بشكل يتجاوز ما أنفقته على مدار العقد الماضي، وفقًا للتقارير.
أعلنت “علي بابا” أنها تسعى لأن تكون شريكًا رئيسيًا للشركات التي تعمل على تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي في الواقع العملي، مع تزايد الحاجة إلى القدرة الحاسوبية نتيجة لتطور نماذج الذكاء الاصطناعي.
ويعد هذا الهدف جزءًا من أكبر الميزانيات المخصصة للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الصين، مما يعكس الطموحات المتزايدة لـ “علي بابا” في هذا المجال.
ومع ذلك، يأتي هذا الإعلان في وقت يطرح فيه المستثمرون تساؤلات حول ما إذا كانت شركات التكنولوجيا الكبرى تبالغ في تقدير الطلب المستقبلي على خدمات الذكاء الاصطناعي أو رأس المال المطلوب لتطويرها.
هل هناك حاجة لاستثمارات ضخمة؟
أشار محللو “TD Cowen”، وهو بنك استثمار أميركي، يوم الجمعة إلى أن شركة مايكروسوفت ألغت عقود إيجار لجزء كبير من قدرات مراكز البيانات في الولايات المتحدة، مما يعكس تساؤلات حول ما إذا كانت الشركة تبني قدرات حوسبة للذكاء الاصطناعي تتجاوز ما تحتاجه على المدى الطويل.
وفي تعليقها على إعلان “علي بابا”، كتبت المحللة أليشيا ياب من سيتي جروب: “يعد هذا أيضًا أكبر استثمار على الإطلاق من قبل الشركات الصينية الخاصة في مجال بناء البنية التحتية لأجهزة الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي”، مشيرة إلى أن المبلغ تجاوز تقديراتها بنحو 30 مليار يوان.
شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “ميتا” و”أمازون” تعهدت بمليارات الدولارات لبناء مراكز بيانات تدعم تدريب وتطوير واستضافة خدمات الذكاء الاصطناعي.
لكن “وول ستريت” بدأت تشكك في ما إذا كان هذا الاستثمار يتجاوز الواقع، خاصة بعد أن كشفت شركة ديب سيك الصينية الناشئة عن نموذج تم تدريبه بتكلفة منخفضة مقارنة بعدد من منافسيها.
ومع ذلك، يستمر العديد من الأسماء الكبيرة في الصناعة، بما في ذلك جنسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، في التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي سيغير المشهد التكنولوجي بشكل جذري.
تحول كبير.. هل يحقق النتائج المرجوة؟
من المؤكد أن “علي بابا” تنتمي إلى هذا المعسكر. تعمل الشركة الصينية حاليًا على تصحيح مسار أعمالها التي تأثرت بالحملة الحكومية التي بدأت عام 2020، وتعيد تركيز طموحاتها على التجارة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.
في الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس التنفيذي للمجموعة إيدي وو أن الذكاء الاصطناعي العام أصبح الهدف الرئيسي لـ”علي بابا”، لتصبح بذلك جزءًا من السباق الذي قادته شركات مثل “OpenAI” والشركات الأميركية الكبرى مثل “ألفابت”.
في حين أن الجدول الزمني لـ”علي بابا” الذي يمتد لثلاث سنوات يمثل خطوة هامة للصين، إلا أنه لا يزال متأخرًا مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.
على سبيل المثال، تتوقع شركة مايكروسوفت إنفاق 80 مليار دولار في السنة المالية الحالية على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، بينما خصصت شركة ميتا نحو 65 مليار دولار لعام 2025.
يعود ذلك جزئيًا إلى أن “علي بابا” تعد شركة جديدة نسبيًا في هذا المجال، على الرغم من أنها تدير منصة مشابهة لـ “AWS” عالميًا منذ سنوات. كما أن الشركات الصينية تواجه قيودًا بسبب العقوبات الأميركية التي تحظر عليها شراء شرائح الذكاء الاصطناعي الأغلى من “إنفيديا”، مما يحد من قوة الحوسبة ولكنه يساعد في تقليل التكاليف.
يرى محللان من “بلومبرغ إنتلجينس” أن خطط “علي بابا” لاستثمار ما لا يقل عن 380 مليار يوان (53 مليار دولار) على مدار السنوات الثلاث المقبلة تشكل مقامرة محفوفة بالمخاطر في سعيها للذكاء الاصطناعي العام.
وقالا إن تحقيق الذكاء الاصطناعي العام – أي القدرة على محاكاة مستويات الذكاء البشري – يتطلب تقدمًا تكنولوجيًا كبيرًا. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الجيل الحالي من نماذج الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحقيق هذا الهدف، مع احتمالية غير مؤكدة لتحقيق عوائد على هذا الاستثمار.