غوغل

“غوغل” توسّع تجربة البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتشمل خمس لغات جديدة
في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز قدرات البحث وتقديم تجربة أكثر ذكاءً وشمولية للمستخدمين حول العالم، أعلنت شركة “غوغل” عن توسيع نطاق ميزة “وضع الذكاء الاصطناعي” (AI Mode) لتشمل خمس لغات إضافية، وذلك بعد أن كانت هذه التجربة متاحة حصريًا باللغة الإنجليزية لأكثر من ستة أشهر.

ووفقًا للإعلان الصادر عن “غوغل” يوم الاثنين، فإن اللغات الجديدة التي ستدعمها تجربة البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي: الهندية، الإندونيسية، اليابانية، الكورية، والبرتغالية البرازيلية. ويأتي هذا التوسّع في إطار جهود الشركة لجعل أدواتها الذكية في متناول أكبر عدد ممكن من المستخدمين، خاصة في الأسواق العالمية ذات النمو المرتفع.
وكانت “غوغل” قد أطلقت تجربة “وضع الذكاء الاصطناعي” لأول مرة في الولايات المتحدة، ضمن ما أسمته “تجربة البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي” أو SGE (Search Generative Experience). ولاحقًا، توسعت التجربة لتشمل المملكة المتحدة والهند، معتمدة على اللغة الإنجليزية فقط. غير أن التوسّع الجديد الذي تم الإعلان عنه، يتزامن مع إطلاق التجربة في 180 سوقًا عالميًا إضافيًا خلال الشهر الماضي، ما يؤكد نية “غوغل” في تحويل هذه التقنية إلى عنصر أساسي في محرك البحث الخاص بها.
وتهدف “غوغل” من خلال هذه الخطوة إلى جعل تجربة البحث أكثر تفاعلية وسلاسة، حيث يوفر “وضع الذكاء الاصطناعي” للمستخدمين إجابات شاملة ومركّبة، تُصاغ بلغة طبيعية، وتستند إلى مجموعة واسعة من مصادر الإنترنت. كما يمكن لهذا الوضع توليد ملخصات، واقتراحات، بل وحتى خطوات تنفيذية في بعض المجالات، مما يساعد المستخدم على الوصول إلى المعلومات المطلوبة بسرعة ودقة.
التوسّع في دعم لغات جديدة لا يعني فقط ترجمة النصوص أو واجهة الاستخدام، بل يتطلب أيضًا تكييف نماذج الذكاء الاصطناعي لتفهم الخصوصيات اللغوية والثقافية لكل منطقة، وهو ما يشير إلى حجم العمل والموارد التي خصصتها “غوغل” لهذا المشروع.
وأشار تقرير نشره موقع “تك كرانش” التقني إلى أن هذه الخطوة تعكس تركيز “غوغل” المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصة بعد المنافسة المتزايدة في هذا المجال مع شركات مثل “مايكروسوفت” و”أوبن أي آي”، حيث تسعى كل منها إلى دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها الأساسية.
ويُتوقع أن تستمر “غوغل” في طرح تحديثات إضافية مستقبلاً، لتشمل المزيد من اللغات والأسواق، مع تطوير قدرات البحث لتصبح أكثر تخصيصًا ودقة. ويترقّب المستخدمون في مناطق أخرى حول العالم وصول هذه الميزة بلغاتهم المحلية، الأمر الذي قد يغيّر بشكل جذري طريقة تفاعلهم مع الإنترنت.
في المجمل، تمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في طريقة استخدام محرك البحث الشهير، وتفتح آفاقًا جديدة أمام المستخدمين للاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي بلغة يفهمونها، وبأسلوب يتماشى مع احتياجاتهم اليومية.
في خطوة جديدة نحو تعزيز قدرات البحث الذكي، أعلنت غوغل عن توسيع نطاق توفر “وضع الذكاء الاصطناعي” ليشمل المزيد من المستخدمين حول العالم، مما يُتيح لهم إمكانية طرح أسئلة معقدة بلغاتهم المفضلة واستكشاف الويب بطريقة أكثر عمقًا وفعالية. وفي منشور على مدونة غوغل، قالت هيما بوداراجو، نائبة رئيس إدارة المنتجات في البحث: “مع هذا التوسع، أصبح بإمكان المزيد من الأشخاص الآن استخدام وضع الذكاء الاصطناعي لطرح أسئلة معقدة بلغتهم المفضلة، مع استكشاف الويب بعمق أكبر”.
وقد تم طرح “وضع الذكاء الاصطناعي” لأول مرة في مارس 2025، كتجربة حصرية لمشتركي خدمة Google One AI Premium، حيث يمثل هذا الوضع استجابة مباشرة من غوغل للتطور السريع في تقنيات البحث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل محرك “Perplexity” ومنصة “شات جي بي تي” من شركة OpenAI. ويعتمد هذا الوضع على نسخة متقدمة من نموذج Gemini 2.5، وهو إصدار متعدد الوسائط يتمتع بقدرات استدلال متطورة.
ومع تطور هذه التجربة، أضافت غوغل في أغسطس الماضي مجموعة من الميزات الجديدة إلى “وضع الذكاء الاصطناعي”، أبرزها ما يُعرف بالوكلاء الذكيين، والتي تُتيح للمستخدمين تنفيذ مهام معقدة مثل حجز المطاعم، وجدولة المواعيد الخاصة بالخدمات المحلية، وحجز تذاكر الفعاليات المستقبلية. لكن في الوقت الحالي، تقتصر هذه الميزات على مشتركي خدمة Google AI Ultra داخل الولايات المتحدة، وتُتاح من خلال تجربة المعامل (Labs) تحت عنوان “القدرات الوكيلة في وضع الذكاء الاصطناعي”.
وحتى الآن، يمكن الوصول إلى “وضع الذكاء الاصطناعي” من خلال علامة تبويب خاصة تظهر في صفحة نتائج البحث، بالإضافة إلى زر مخصص في شريط البحث. ويبدو أن غوغل تمهد لجعل هذا الوضع الخيار الافتراضي لتجربة البحث، بحسب ما أشار إليه لوغان كيلباتريك، مدير منتجات في فريق Google DeepMind، عبر رده على منشور لأحد المستخدمين على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) الأسبوع الماضي.
ومع ذلك، فإن هذه التحسينات لم تمر دون جدل. فقد واجهت غوغل انتقادات متزايدة من بعض الناشرين والمواقع الإلكترونية، الذين عبّروا عن قلقهم من تأثير ميزات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل “نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي” و”وضع الذكاء الاصطناعي”، على حجم الزيارات القادمة من محرك البحث. ورغم ذلك، نفت غوغل هذه المزاعم، مؤكدة الشهر الماضي أن استخدام هذه الميزات لا يؤدي إلى تقليص حركة المرور على المواقع الإلكترونية.
بهذا التحديث، تواصل غوغل دفع حدود ما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي في مجال البحث، محاولة التوفيق بين تجربة مستخدم أكثر سلاسة وشمولًا، ومتطلبات الشفافية والدقة في نقل المعلومات، في وقت تتسارع فيه المنافسة في سوق البحث الذكي على نحو غير مسبوق.