تقنية

فيسبوك

أعلنت شركة “ميتا“، المالكة لمنصة “فيسبوك“، يوم الثلاثاء عن تحديث جديد في خوارزمية عرض مقاطع الفيديو القصيرة “ريلز”، في خطوة تهدف إلى منح المستخدمين تجربة أكثر تخصيصًا وتحكمًا، مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز جودة المحتوى المعروض. ويأتي هذا التحديث كجزء من استراتيجية “ميتا” لتطوير تجربة الاستخدام على المنصة، من خلال تقديم محتوى يتوافق بشكل أدق مع اهتمامات وتفضيلات كل مستخدم.

فيسبوك
فيسبوك

ومن بين أبرز التحسينات التي تم الإعلان عنها، هو تحسين خوارزمية عرض “ريلز”، بحيث يتم عرض مزيد من المقاطع المصممة لتتناسب مع سلوك وتفضيلات المستخدمين. ووفقاً للشركة، فإن النظام سيقوم بتحليل تفاعلات المستخدمين بشكل أعمق، مما يسمح له باقتراح محتوى أكثر دقة، بناءً على النشاطات السابقة والتفاعل مع أنواع محددة من المقاطع.

كما يتضمن التحديث الجديد ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، من بينها اقتراحات ذكية للبحث داخل “ريلز”، حيث سيتمكن المستخدمون من العثور على محتوى مشابه أو متعلق باهتماماتهم بشكل أسرع وأكثر فاعلية. بالإضافة إلى ذلك، أُضيفت ميزة “الفقاعات” التي تتيح للمستخدمين معرفة تفاعل أصدقائهم مع بعض مقاطع الفيديو، مما يخلق نوعاً من التواصل الاجتماعي حول “ريلز” ويعزز من التفاعل المجتمعي داخل المنصة.

واحدة من أبرز الإضافات كذلك هي تسهيل آلية التحكم بالمحتوى غير المرغوب فيه، حيث أصبح بإمكان المستخدمين النقر على خيار “غير مهتم” (Not Interested) بشكل مباشر على أي فيديو “ريلز” لا يروق لهم، مما يتيح للنظام التعلم من هذا التفاعل وتعديل التوصيات المستقبلية بناءً عليه. كما يمكن للمستخدمين الإبلاغ عن تعليقات مزعجة أو محتوى غير ملائم، ما يساعد في تحسين جودة البيئة الرقمية داخل “فيسبوك”.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تأتي في إطار منافسة “ميتا” المستمرة مع منصات الفيديو القصير الأخرى مثل “تيك توك” و”يوتيوب شورتس”، حيث تسعى الشركة إلى تعزيز جاذبية منصة “فيسبوك” للمستخدمين الشباب، الذين يُظهرون اهتماماً متزايداً بمحتوى الفيديو القصير.

يُشار إلى أن هذه التحسينات تأتي في وقت تحاول فيه “ميتا” تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي ضمن خدماتها، حيث تسعى إلى دمج خوارزميات التعلم الآلي بشكل أوسع في مختلف جوانب المنصة، لتوفير تجربة أكثر سلاسة وذكاءً. كما تركز الشركة على تمكين المستخدمين من التحكم بشكل أفضل في المحتوى المعروض، بما يتماشى مع التوجه العالمي نحو منح الأفراد مزيداً من الخصوصية والاختيار فيما يتعلق بالمحتوى الرقمي.

بذلك، يمثل هذا التحديث خطوة جديدة في مسار “ميتا” لتطوير “فيسبوك” كمنصة ديناميكية تستجيب بشكل مستمر لاحتياجات وتفضيلات المستخدمين، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعزز التفاعل وتقلل من المحتوى غير المرغوب فيه.

في إطار سعيها المستمر لتحسين تجربة المستخدم ومواكبة المنافسة المحتدمة في مجال الفيديوهات القصيرة، أعلنت شركة “ميتا” عن جملة من التحديثات الجديدة على منصتها “فيسبوك”، كان أبرزها تطوير ميزة “الحفظ” (Save)، التي باتت تتيح للمستخدمين جمع المقاطع والمنشورات المفضلة في مكان واحد منظم، ما يسهل الرجوع إليها لاحقًا. يُعد هذا التحديث استجابة مباشرة لملاحظات مستخدمين اشتكوا من صعوبة تتبع المحتوى الجيد وسط الكم الهائل من المنشورات، لاسيما مع تزايد المقاطع العشوائية أو منخفضة الجودة، والتي غالبًا ما يتم إنشاؤها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل غير منظم أو حتى احتيالي.

هذا التحرك يأتي في وقت أصبحت فيه الجودة والسرعة عاملين حاسمين في بقاء المستخدمين على المنصة، لذلك سعت “ميتا” إلى تعديل طريقة عرض “ريلز” (Reels) لتُظهر محتوى أكثر حداثة وتفاعلاً. ووفقًا للشركة، فإن النظام الجديد سيُظهر ما يصل إلى 50% من المقاطع التي تم نشرها في نفس يوم التصفح، بهدف إبراز المحتوى الآني وتمكين المستخدم من التفاعل مع مقاطع الفيديو فور صدورها. هذا النهج يعكس رغبة المنصة في تعزيز الإحساس بالتجدد اللحظي، ومحاكاة ما تقدمه منافساتها مثل “تيك توك”.

ولم تكتفِ “ميتا” بهذا فقط، بل أضافت ميزة “اقتراحات البحث الذكية” التي تظهر أسفل مقاطع “ريلز”، في خطوة تُذكّر بما هو متاح في “تيك توك”. تتيح هذه الاقتراحات للمستخدمين التوسع في استكشاف محتوى جديد يتناسب مع اهتماماتهم، ما يزيد من وقت التفاعل داخل التطبيق ويُعزز احتمالات الاكتشاف العفوي لمقاطع جذابة.

من التحديثات اللافتة أيضًا ظهور ميزة “فقاعات الأصدقاء” (Friend Bubbles)، وهي خاصية جديدة تسمح للمستخدمين برؤية المقاطع والمنشورات التي تفاعل معها أصدقاؤهم على “ريلز” أو في الصفحة الرئيسية. يمكن من خلال هذه الفقاعات، التي تُظهر صور الأصدقاء، بدء محادثة خاصة مباشرة، مما يضفي طابعًا اجتماعيًا وتفاعليًا أقوى على تجربة تصفح الفيديوهات القصيرة.

جميع هذه التغييرات تعكس استراتيجية “ميتا” طويلة المدى في تعزيز حضورها في سوق الفيديوهات القصيرة، الذي يزداد ازدحامًا يومًا بعد يوم. في ظل سيطرة “تيك توك” وتصاعد شعبية “يوتيوب شورتس”، تسعى “ميتا” لإعادة تعريف تجربة الفيديو القصير على “فيسبوك” عبر التركيز على التخصيص المدعوم بالذكاء الاصطناعي. الهدف هو تقديم محتوى يتماشى بدقة مع اهتمامات المستخدم، وتحقيق تفاعل أعمق وأكثر واقعية، يعيد للمستخدمين الشعور بأنهم يتحكمون بما يشاهدونه، وليس العكس.

في المحصلة، تعكس هذه التحديثات تحولًا نوعيًا في طريقة تعامل “فيسبوك” مع محتوى “ريلز”، من مجرد عرض مقاطع تلقائية إلى تقديم تجربة تفاعلية وشخصية، تُبرز المحتوى الأهم للمستخدم وتُشجعه على التفاعل بطرق أكثر سلاسة وواقعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى