تقنية

OpenAI

يبدو أن شركات التكنولوجيا الكبرى تقضي هذه الأيام وقتًا أطول في قاعات المحاكم منها في مراكز الابتكار، لكن رغم كثرة القضايا، لا يبدو أن هناك نتائج ملموسة تُحدث فرقًا حقيقيًا حتى الآن.

القرارات القضائية تصدر ثم تُلغى، وتستغرق الإجراءات سنوات قبل أن يشعر بها المستهلكون بأي شكل.

حاليًا، تواجه “غوغل” خطر التفكيك وبيع بعض أجزائها، ووفقًا لتقرير نشره موقع Digital Trends، فإن “OpenAI” أبدت اهتمامًا بشراء إحدى هذه الوحدات في حال تم تنفيذ عملية البيع بالفعل.

تشهد كبرى شركات التكنولوجيا العالمية موجة من التحديات القانونية المكثفة

OpenAI
OpenAI

إذ يبدو أنها باتت تقضي وقتًا طويلًا داخل قاعات المحاكم. وعلى الرغم من تعدد القضايا والقرارات القضائية، فإن النتائج الفعلية لا تزال محدودة، وتكاد لا تترك أثرًا ملموسًا على المستخدمين النهائيين، على الأقل في المدى القريب.

في خضم هذه التطورات، تواجه شركة “غوغل” واحدة من أكبر التحديات في تاريخها، حيث تشير تقارير حديثة إلى احتمالية تفكيك الشركة وبيع أصولها. ووفقًا لما نشره موقع الاكتروني “DigitalTrends” فقد أعربت شركة “OpenAI”، المعروفة بتطويرها لمنصة “ChatGPT”، عن اهتمامها بشراء جزء من غوغل في حال تم عرضها للبيع.

ورغم أن “OpenAI” و”غوغل” لا تربطهما أي شراكة في الوقت الحالي، فإن هناك خلفية تعود إلى العام الماضي، حيث حاولت “OpenAI” الدخول في صفقة تعاون مع غوغل لاستخدام تقنيتها في البحث، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل، ولم تؤتِ ثمارها.

بعد فشل الشراكة المحتملة قررت “OpenAI” بناء فهرس بحث خاص بها

لتوفير مصدر داخلي لمعالجة استعلامات المستخدمين عبر “ChatGPT”. ومع ذلك، فإن المشروع لم يتقدم بالسرعة المتوقعة، فقد كانت التقديرات الأولية تشير إلى أن 80% من طلبات البحث سيتم التعامل معها عبر النظام الداخلي بحلول نهاية العام الجاري. لكن الأمور لم تسِر وفق هذه التوقعات، وتُظهر المؤشرات أن هذا الهدف قد يستغرق سنوات عديدة لتحقيقه، بسبب التحديات الفنية وتعقيدات تطوير أنظمة بحث فعّالة.

وما يزيد الأمور تعقيدًا هو المشاكل الحالية المرتبطة بجودة البحث في النظام الذي تستخدمه “OpenAI” حاليًا، مما جعل فكرة امتلاك متصفح مثل “كروم” من غوغل تبدو جذابة للغاية. فامتلاك متصفح شائع الاستخدام يمنح “OpenAI” فرصة مباشرة للوصول إلى المستخدمين، ويتيح لها تحسين تجربتهم بشكل أكثر تكاملًا وفاعلية.

من المعروف أن “غوغل كروم” يُعد واحدًا من أكثر المتصفحات استخدامًا في العالم، ويعتمد عليه ملايين المستخدمين يوميًا. وبالتالي، فإن حدوث أي تغيير في ملكيته قد يؤثر بشكل مباشر وواسع على طريقة استخدام الإنترنت بالنسبة للجمهور. وإذا تم بالفعل بيع “كروم” ونجحت “OpenAI” في الاستحواذ عليه، فقد نشهد تغيرًا كبيرًا في ديناميكيات البحث على الإنترنت، وربما تشكل هذه الخطوة نقطة تحول في كيفية تفاعلنا مع المعلومات الرقمية مستقبلًا.

وفي ظل تسارع الأحداث، يبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن أن تتغير خارطة التكنولوجيا العالمية قريبًا، مع احتمالية دخول “OpenAI” بقوة إلى ساحة المتصفحات ومحركات البحث؟

في خطوة قد تغيّر ملامح عالم الإنترنت كما نعرفه

أعلنت “OpenAI” استحواذها على متصفح “كروم”، مما أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل هذا المتصفح الشهير ودوره في منظومة الذكاء الاصطناعي التي تبنيها الشركة. ورغم عدم وجود تصريحات رسمية توضح الخطوات القادمة بالتفصيل، فإن السيناريوهات المحتملة تشير إلى تحولات كبيرة قد يشهدها هذا المنتج المعروف.

أحد أبرز التوقعات هو أن تقوم “OpenAI” بإعادة تسمية “كروم” ودمجه ضمن منظومة منتجاتها، خاصة مع الانتشار المتسارع لاستخدام “ChatGPT” كأداة للبحث والإجابة على الأسئلة اليومية. ومن غير المستبعد أن يتحول المتصفح إلى منصة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بحيث لا تقتصر وظيفته على التصفح التقليدي، بل تمتد لتشمل البحث السياقي، وإنشاء الصور، وتقديم اقتراحات مخصصة للمستخدمين بناءً على سلوكهم واهتماماتهم.

من المرجح أيضًا أن تقوم “OpenAI” بدمج خدمات اجتماعية

أو أدوات تواصل ضمن هذه المنصة، ما يعزز الحديث عن تطوير شبكة اجتماعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وقد يكون هذا التوجه استجابة لتغير أنماط استخدام الإنترنت، حيث أصبح المستخدمون يبحثون عن تجارب أكثر تكاملًا وتفاعلية بدلاً من الأدوات المنفصلة.

هذه الخطوة من “OpenAI” تأتي في وقت يشهد فيه مجال محركات البحث صراعًا متصاعدًا، خصوصًا بعد صدور حكم قضائي يصنّف “غوغل” كمحتكر رسمي في مجال البحث الإلكتروني. وبينما تستعد “غوغل” لاستئناف هذا الحكم دفاعًا عن هيمنتها على السوق، والتي تصل نسبتها إلى حوالي 90%، فإن دخول “OpenAI” إلى هذا المضمار قد يشكل بداية لمنافسة حقيقية تُعيد تشكيل السوق.

لكن لا تزال المعركة بعيدة عن الحسم. فمن الصعب تجاهل تفوق “غوغل” التكنولوجي، خصوصًا في البنية التحتية للبحث وتعدد الخدمات المرتبطة به، إلا أن امتلاك “OpenAI” لمنتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي المتقدم مثل “ChatGPT”، قد يمنحها الأفضلية في تقديم تجربة مستخدم فريدة تستند إلى الفهم العميق للنصوص والسياقات، وليس فقط مطابقة الكلمات المفتاحية.

مع التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي

يبدو أن المستقبل سيشهد تقاطعًا أكبر بين أدوات التصفح، والبحث، والذكاء الاصطناعي التفاعلي، مما يجعل من هذا الاستحواذ خطوة استراتيجية في سياق سباق تقني محتدم. فبينما تسعى الشركات إلى السيطرة على تجربة المستخدم الرقمية من جميع الجوانب، ستكون الخطوة التالية لـ”OpenAI” محط أنظار الجميع، سواء من الشركات المنافسة أو من المستخدمين الذين يتطلعون دومًا إلى أدوات أكثر ذكاءً وكفاءة.

في النهاية، لا يمكن الجزم بما ستفعله “OpenAI” بمتصفح “كروم”، لكن المؤشرات تشير إلى تغيير جذري في الطريقة التي نتفاعل بها مع الإنترنت، في عالم لم يعد فيه الذكاء الاصطناعي خيارًا بل جزءًا لا يتجزأ من أدوات الحياة اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى