تقنية

ناسا

في مهمة علمية فريدة من نوعها، ينطلق الخميس كل من رواد الفضاء سوني ويليامز وبوتش ويلمور في سير فضائي يمتد لمدة 6.5 ساعات خارج محطة الفضاء الدولية. وفقًا لموقع “ساينس أليرت” للأبحاث العلمية، يهدف هذا السير الفضائي إلى جمع عينات ميكروبية من السطح الخارجي للمحطة، وذلك في إطار مشروع “الميكروبات الخارجية لمحطة الفضاء الدولية” الذي تنفذه وكالة ناسا.

ستقوم ناسا بتوفير بث مباشر لفعاليات السير في الفضاء، الذي سينطلق في الساعة 11:30 صباحًا بتوقيت UTC. سيتم بدء السير الفضائي بعد حوالي ساعة ونصف من بدء البث، مما يوفر للمشاهدين فرصة نادرة لمتابعة هذا الحدث العلمي المهم عبر القناة الرسمية للوكالة أو المواقع المعتمدة.

مسح السطح الخارجي لمحطة الفضاء الدولية

أثناء السير في الفضاء، سيقوم رواد الفضاء بجمع عينات من مناطق متنوعة على سطح محطة الفضاء الدولية، خاصة بالقرب من فتحات نظام دعم الحياة. الهدف من هذه العملية هو دراسة إمكانية تسرب الميكروبات من خلال الفتحات، إلى جانب تحليل التنوع الميكروبي في المحطة وتوزعه.

تعد هذه العينات جزءًا من دراسة موسعة تهدف لفهم كيفية انتقال الميكروبات إلى الفضاء وكيفية تفاعلها مع البيئة الفضائية القاسية.

دراسة الميكروبات في الفضاء

تسعى ناسا من خلال هذا المشروع للإجابة على أسئلة تتعلق بوجود الميكروبات في الفضاء وكيفية تكيفها مع بيئات مختلفة على الكواكب. رغم أن محطة الفضاء الدولية تمثل أفضل نموذج بيئي حاليًا، إلا أن العلماء يسعون لفهم تأثيرات الإشعاع الفضائي، التغيرات السريعة في درجات الحرارة، والظروف الفريدة الأخرى على حياة الميكروبات.

العينات التي سيتم جمعها ستُحفظ في حاويات خاصة وتُرسل إلى الأرض لتحليلها باستخدام تقنيات متقدمة مثل تسلسل الحمض النووي من الجيل التالي. سيسمح هذا التحليل بدراسة التنوع الميكروبي ووظائفه الأيضية دون الحاجة لزراعة العينات.

أهمية البحث في التلوث الميكروبي الفضائي

مع تزايد رحلات رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، تزداد احتمالية اكتشاف المزيد من الميكروبات على الأسطح الخارجية للمركبات الفضائية. لا يقتصر البحث على تحديد أنواع الميكروبات، بل يهدف إلى فهم التلوث الميكروبي الذي قد يؤثر على البعثات المستقبلية، خاصة تلك التي تسعى لاستكشاف كواكب مثل المريخ.

من خلال فهم سلوك الميكروبات في الفضاء، يمكن لوكالة ناسا تحسين تصميم المركبات الفضائية وبدلات الفضاء، مما يقلل المخاطر المرتبطة بتلوث الحياة البرية للأجرام السماوية الأخرى.

بحث طويل الأمد

هذا البحث ليس التجربة الأولى لدراسة وجود الميكروبات في الفضاء، بل جزء من مشروع طويل الأمد يهدف إلى جمع وتحليل بيانات مستمرة. التعاون بين ناسا ووكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس” أسفر عن اكتشافات هامة، مثل البكتيريا غير المكونة للأبواغ التي تنمو على سطح محطة الفضاء الدولية.

تعد هذه الدراسات خطوة هامة لفهم تأثير الفضاء على الحياة الميكروبية، وستساهم نتائجها في تحسين تصميم بعثات الفضاء المستقبلية، خاصة تلك التي تستهدف السفر إلى المريخ، مع ضمان عدم التلوث البيئي للكواكب الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى