تقنية

آيفون 17

كشفت شركة “أبل” يوم الثلاثاء عن أحدث إصداراتها من هواتف آيفون، حيث أزاحت الستار عن سلسلة “آيفون 17“، مع تركيز واضح على تلبية احتياجات فئة جديدة من المستخدمين: صناع المحتوى. ويعد هاتف “آيفون 17 برو” بمثابة نقلة نوعية في توجهات الشركة، إذ صُمم خصيصًا ليستهدف هذه الفئة المتنامية من المستخدمين الذين باتوا يشكلون سوقًا ضخمًا ومتطلبًا.

كاميرا آيفون 17 برو
كاميرا آيفون 17 برو

لطالما كانت كاميرا هواتف آيفون خيارًا مفضلًا لدى المستخدمين العاديين، لما تتمتع به من جودة عالية وسهولة في الاستخدام، مما ساهم تدريجيًا في تراجع الاعتماد على الكاميرات الرقمية التقليدية بالنسبة للغالبية العظمى من المستهلكين. غير أن هذا التطور لم يكن كافيًا لتلبية احتياجات صناع المحتوى المحترفين، الذين يعتمدون على معدات تصوير أكثر تقدمًا ودقة في أعمالهم اليومية.

وفقًا لتقديرات السوق، فإن صناعة المحتوى تضم اليوم ما يقرب من 200 مليون مستخدم محتمل حول العالم، وهو ما يجعلها من أكبر الأسواق التقنية نموًا. وحتى وقت قريب، كان من الضروري لهؤلاء المستخدمين اقتناء كاميرات احترافية من شركات معروفة مثل “كانون”، و”سوني”، و”نيكون”، و”باناسونيك”، و”فوجي فيلم”. وقد حرصت هذه الشركات على تلبية احتياجات صناع المحتوى بإطلاق خطوط إنتاج متخصصة في ما يُعرف بـ”كاميرات مدونات الفيديو” (Vlog Cameras)، وهي كاميرات صممت خصيصًا لتسجيل مقاطع الفيديو بأسلوب السيلفي، وتضم شاشات قابلة للتدوير أو الانبثاق لتسهيل التصوير الذاتي، كما تراعي الأبعاد والمواصفات الشائعة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام، ويوتيوب، وتيك توك.

لكن يبدو أن “أبل” قررت اليوم الدخول بقوة إلى هذا السوق من بوابة “آيفون 17 برو”، حيث تشير المواصفات الجديدة للهاتف إلى أنه سيكون مزودًا بقدرات تصوير فائقة، تشمل تحسينات كبيرة في مستشعرات الكاميرا، وأنظمة التثبيت البصري، إلى جانب إمكانية تسجيل الفيديو بجودة سينمائية (Cinematic Mode) وبدقة تصل إلى 8K، بالإضافة إلى دعم واسع لخيارات تعديل الألوان والمؤثرات البصرية، وكل ذلك ضمن جهاز واحد يمكن حمله في الجيب.

وبهذا، فإن “آيفون 17 برو” لا يسعى فقط لتقديم كاميرا قوية، بل يسعى ليكون أداة متكاملة تُمكن صانع المحتوى من التصوير، والتعديل، والنشر من خلال جهاز واحد. وهو ما من شأنه أن يقلل الاعتماد على معدات إضافية، ويوفر الوقت والجهد والتكلفة على المبدعين.

من الواضح أن “أبل” تدرك التحول الكبير في طبيعة المستخدمين واحتياجاتهم، وتطمح لتقديم منتج يجمع بين جودة التصوير الاحترافي وسهولة الاستخدام اليومي. وفي ظل هذا التوجه، قد تكون الكاميرات الرقمية التقليدية مهددة أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط من حيث الأداء، بل من حيث التكامل والمرونة التي بات الهاتف الذكي يقدمها لصناع المحتوى.

 قد يكون آيفون 17 برو أخيرًا الجهاز الذي يُنهي الحاجة إلى كاميرات الفيديو لصنّاع المحتوى

مع إطلاق هاتف آيفون 17 برو ، يبدو أن أبل تضع قدمها بقوة في عالم صناعة المحتوى الاحترافي، مقدمةً جهازًا قد يغني المبدعين عن حمل أي كاميرا إضافية. التطويرات الهائلة في قدرات التصوير، خاصة الفيديو، تجعل من هذا الهاتف منافسًا حقيقيًا للكاميرات التقليدية التي طالما اعتمد عليها صنّاع المحتوى.

مستشعر الكاميرا

أحد أبرز التغييرات في آيفون 17 برو هو زيادة حجم مستشعر الكاميرا بنسبة 56%** مقارنةً بمستشعر آيفون 16 برو. هذه الزيادة تُترجم إلى أداء أفضل في الإضاءة المنخفضة، وتحسين عمق المجال، وتفاصيل أوضح في الصور والفيديو.

ومع أن الجهاز لا يزال يزن نصف رطل تقريبًا، إلا أن أبل نجحت في دمج ثلاث كاميرات خلفية رئيسية بدقة 48 ميغابكسل لكلٍ منها، تشمل العدسة الواسعة، فائقة الاتساع، والمقربة. خيارات التكبير البصري المتعددة – 0.5x، و1x، و2x، و4x، و8x – تجعل الهاتف مرنًا جدًا في التصوير.

تحسنت العدسة المقربة بشكل كبير مقارنةً بعدسة الـ12 ميغابكسل في الجيل السابق، كما حصلت كاميرا السيلفي على ترقية من 12 إلى 18 ميغابكسل، مما يجعلها مثالية لتصوير الذات بجودة عالية.

وقال باتريك كارول ، مدير هندسة الكاميرا في آبل، إن “المجال الأوسع مع الدقة الأعلى هو بالضبط ما يحتاجه منشئو المحتوى عند التحدث مباشرةً إلى الكاميرا”، مشيرًا إلى أن طرازات “برو” باتت الأفضل في هذا السياق.

إمكانيات الفيديو

رغم استمرار دعم تسجيل فيديو بدقة 4K بسرعة 120 إطارًا في الثانية مع Dolby Vision ، إلا أن آيفون 17 برو يُقدّم مميزات إضافية تهم صناع المحتوى بشكل خاص. ميزة التصوير بالكاميرا الأمامية والخلفية في آنٍ واحد أصبحت متاحة، وهي مفيدة للمدونين والمراسلين الميدانيين.

كما يدعم الهاتف ميزة Center Stage التي تُبقي الشخص في مركز الإطار تلقائيًا، سواء في الوضع الأفقي أو العمودي، دون الحاجة لتدوير الجهاز.

ميزة جديدة أخرى هي تثبيت الفيديو فائق الأداء بدقة 4K بمعدل 60 إطارًا في الثانية ، وهي إضافة قيّمة للمبدعين أثناء الحركة أو التصوير في أماكن غير مستقرة.

أدوات تحرير احترافية ودعم للمحترفين

آيفون 17 برو لا يتوقف عند التصوير فقط، بل يمتد دعمه إلى التحرير والبث المباشر . فهو يدعم تقنية Genlock التي تتيح تزامن التصوير بين عدة كاميرات، مما يفتح آفاقًا كبيرة للإنتاج الاحترافي متعدد الكاميرات.

ومع إصدار الهاتف، أطلقت أبل أيضًا تحديثًا لتطبيق Final Cut Camera 2.0 ، والذي يتيح التصوير بتنسيق ProRes RAW عالي الجودة مع حجم ملفات أقل ومرونة أكبر في التعديل. الميزة الأبرز في التحديث هي “التسجيل المفتوح” الذي يستخدم المستشعر بالكامل لتقديم مجال رؤية أوسع، مع إمكانية إعادة تأطير اللقطات وتثبيتها وتغيير نسب العرض دون فقدان الجودة

رغم أن آيفون لم يكن يُنظر إليه سابقًا كخيار للمحترفين مقارنة بالكاميرات المخصصة مثل “كانون” أو “سوني”، إلا أن آيفون 17 برو يُغير هذه المعادلة. فقد أصبح أداة متكاملة تجمع بين الهاتف الذكي والكاميرا الاحترافية.

بالنسبة لصنّاع المحتوى، امتلاك جهاز واحد فقط يُغني عن معدات متعددة قد يكون **السبب الكافي لاعتماد آيفون 17 برو كخيار أساس  في أعمالهم اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى