في أكتوبر 2023، كشفت شركة “كوالكوم” الأميركية، الرائدة في تصنيع الرقائق الإلكترونية، عن معالجها الجديد “سنابدراغون 8 الجيل الثالث” الذي يُعدّ من أقوى المعالجات التي تم إصدارها للهواتف الذكية الرائدة. تميز هذا المعالج بتقنية تصنيع متقدمة وأداء محسّن، ويعتمد على تصميم ثماني النواة يوازن بين القوة والكفاءة في استهلاك الطاقة. وقد توفّر هذا المعالج بثلاثة إصدارات رئيسية هي: النسخة القياسية، ونسخة مخصصة بزيادة في تردد التشغيل (Overclocked)، وأخرى بخفض في تردد التشغيل (Underclocked) لتلبية احتياجات فئات متعددة من المستخدمين والشركات المصنعة.
الإصدار القياسي من المعالج جاء موجهًا لمعظم الهواتف الرائدة، إذ يوفر توازنًا ممتازًا بين الأداء واستهلاك البطارية. أما النسخة ذات التردد المرتفع، فهي موجهة للأجهزة التي تحتاج إلى أقصى أداء ممكن مثل الهواتف المخصصة للألعاب أو التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بكثافة. في المقابل، تم تطوير النسخة المخففة التردد لتكون أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، مما يجعلها مناسبة للأجهزة التي تركز على عمر البطارية الطويل بدلاً من الأداء الأقصى.
لكن في تطور جديد ومثير، ذكرت تقارير حديثة، منها تقرير نشره موقع “Gizmochina”، أن “كوالكوم” أطلقت إصدارين جديدين كليًا من معالج سنابدراغون 8 الجيل الثالث، يختلفان بشكل جوهري عن الإصدارات الثلاثة السابقة. لم تقتصر هذه الإصدارات الجديدة على مجرد تعديل في تردد التشغيل، بل تضمنت تغييرات أعمق تشمل تحسينات في البنية الداخلية للمعالج وتعديلات على طريقة تخصيص الأنوية واستخدامها. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن هذه النسخ الجديدة قد تكون موجهة لتطبيقات متخصصة أو أجهزة ذات متطلبات غير تقليدية.
هذا التنوع في الإصدارات يعكس استراتيجية “كوالكوم” الجديدة التي تهدف إلى توفير خيارات متعددة تلائم احتياجات قطاعات مختلفة في سوق الهواتف الذكية، من الأجهزة المخصصة للأداء العالي إلى الأجهزة الاقتصادية التي تحتاج إلى توازن بين الأداء والسعر. كما يُظهر أن الشركة تسعى لمواكبة التغيرات السريعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والمعالجة الرسومية، وهي مجالات أصبحت ذات أهمية قصوى في تصميم المعالجات الحديثة.
تأتي هذه الخطوة من “كوالكوم” في وقت تتصاعد فيه المنافسة مع شركات مثل “ميدياتك” و”آبل“، اللتين تطوران معالجات عالية الأداء تنافس بقوة في سوق الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة. ويُتوقع أن تسهم هذه الإصدارات الجديدة من سنابدراغون 8 الجيل الثالث في تعزيز موقع “كوالكوم” في السوق، خاصةً إذا ما تم اعتمادها في هواتف رائدة قادمة من شركات كبرى مثل “سامسونغ”، و”شاومي”، و”أوبو”.
في المحصلة، يُظهر توسيع تشكيلة معالجات الجيل الثالث من سنابدراغون 8 مدى التزام “كوالكوم” بالابتكار والتكيف مع احتياجات السوق، مما يمنح المصنعين مزيدًا من المرونة في تصميم أجهزتهم بما يلائم جمهورهم المستهدف.
إصدارات Snapdragon 8 Gen 3 سداسية النواة
بعيدًا عن البنية القياسية للمعالج التي تتألف من ثمانية أنوية، تتميز هذه الإصدارات الجديدة بمعالج سداسي الأنوية.
أرقام القطع والتمييز
تأتي هذه الإصدارات بأرقام قطع SM8650-Q-AA وSM8650-Q-AB.
مواصفات منصة Snapdragon 8 Gen 3 حسب كوالكوم
رغم أن صفحة المنتج الرسمية المحدثة من “كوالكوم” لا تكشف عن تفاصيل النواة بشكل كامل، إلا أنها تشير إلى أن منصة Snapdragon 8 من الجيل الثالث متاحة بإصدارات مع معالجات تعمل بترددات 3.0 غيغاهرتز أو 3.3 غيغاهرتز.
كشف في قائمة Geekbench
أظهرت قائمة “Geekbench” الأخيرة أن الجهاز اللوحي القادم من “لينوفو” برقم الطراز LTB710FU يستخدم أحد هذه المعالجات الجديدة من نوع Snapdragon 8 Gen 3.
تأكيد الهوية عبر الاسم الرمزي
على الرغم من عدم ذكر اسم المعالج بشكل مباشر في القائمة، إلا أن الاسم الرمزي “Pineapple” المرتبط سابقًا بمعالج SD8G3 يؤكد هويته.
تصميم النواة الجديد
كان الأكثر إثارة هو الكشف عن تصميم النواة في قائمة الاختبارات، حيث ظهر التصميم سداسي النواة الذي يتضمن نواة واحدة بسرعة 3.30 غيغاهرتز، وأربع نوى أداء بسرعة 2.96 غيغاهرتز، بالإضافة إلى نواة كفاءة بسرعة 2.27 غيغاهرتز، مع معالج رسوميات Adreno 750. يُعتقد أن هذا التكوين يعود لطراز SM8650-Q-AB.
معلومات حول معالج SM8650-Q-AA
أما معالج SM8650-Q-AA، فلا تزال تفاصيل إعداد معالجاته الدقيقة غير واضحة، لكن من المرجح أن يكون إصدارًا سداسي النواة أيضًا، مع تردد يصل إلى 3.0 غيغاهرتز بناءً على تحديثات “كوالكوم”.
