تينسنت

بعد حوالي خمس سنوات من بدء الصين حملتها الصارمة ضد أبرز مالكي الشركات الخاصة وأشدهم نفوذاً، عاد المليارديرات البارزون في قطاع التكنولوجيا إلى الواجهة في البلاد بشكل مفاجئ.
في يوم الاثنين، أصبح بوني ما، المؤسس المشارك لشركة “تينسنت هولدينغز”، أغنى شخص في الصين لفترة قصيرة، متفوقاً على رجل الأعمال تشونغ شانشان، صاحب إمبراطورية المياه المعبأة، حيث بلغت ثروته 56.9 مليار دولار في الساعة 9:50 صباحاً في هونغ كونغ، قبل أن تتراجع مكاسب اليوم، وفقاً لمؤشر “بلومبرغ” للمليارديرات.
وكان ما قد تصدر قائمة أغنى شخص في الصين عام 2020، وعاد للصدارة لفترة قصيرة العام الماضي، كما فعل مؤسس “تيمو” كولين هوانغ، رغم أن كلاهما لم ينجح في الحفاظ على هذا المركز طويلاً.
على الرغم من عدم وضوح المدة التي قد تستمر فيها موجة الصعود الأخيرة لأسهم “تينسنت”، تشير بعض المؤشرات إلى عودة ما، الذي يبلغ من العمر 53 عاماً، إلى الأضواء، إلى جانب شخصيات كبيرة أخرى في قطاع التكنولوجيا في الصين، بعد أزمة استمرت لسنوات.
تزايد اهتمام المستثمرين بأسهم التكنولوجيا الصينية
عكست اجتماع الرئيس شي جين بينغ مع أبرز رواد الأعمال يوم الاثنين خطوة مهمة في دعم القطاع الخاص، في وقت تسلط فيه الأنظار على الفرص المحتملة لهذا القطاع. وقد دفع الأداء غير الملحوظ لأسهم “ديب سيك” المستثمرين العالميين إلى التوجه في الأسابيع الأخيرة نحو أسهم شركات التكنولوجيا الصينية التي كانت أقل جذباً للانتباه. في هذا السياق، سجلت أسهم “تينسنت” يوم الاثنين أعلى مستوى لها منذ عام 2021.
ومنذ أواخر 2022، بدأت بكين بإرسال إشارات واضحة بشأن نيتها تخفيف حملتها ضد القطاع الخاص، مدفوعة في ذلك بجملة من الأسباب، أبرزها الحاجة إلى تفعيل دور الشركات الخاصة في تحفيز الاقتصاد.
ارتفعت ثروة جاك ما، مؤسس “مجموعة علي بابا القابضة”، بأكثر من 5.5 مليار دولار منذ بداية هذا العام، وفقًا لمؤشر “بلومبرغ”. بينما شهدت ثروة مؤسس “تينسنت”، أحد أبرز الأقطاب الصينيين في قطاع التكنولوجيا، زيادة تجاوزت 5.8 مليار دولار.
ومن الجدير بالذكر أن جاك ما كان من بين الحضور في الاجتماع الذي جرى يوم الاثنين مع مسؤولي الحكومة.
قبل الحملة الحكومية، كان المؤسس المشارك لـ”تينسنت” من بين الشخصيات الصينية التي حققت ثروات ضخمة بفضل النمو الاقتصادي الكبير. ومع ذلك، وبعد الإجراءات التي اتخذتها الصين للحد من نفوذ شركات التكنولوجيا ومكافحة الفساد المتعلق بزيادة رأس المال بطرق “غير قانونية”، قامت “تينسنت” بتقليص حجمها من خلال التخارج من بعض الأنشطة أو بيع حصص في أصولها في مجالات التجارة الإلكترونية والألعاب، كما أُمرت الشركة بإعادة هيكلة ذراعها المالية.