تقنية

الذكاء الاصطناعي

مع تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، أصبح من الضروري التفريق بين أنواعه المختلفة. ومن بين أبرز هذه الأنواع: الذكاء الاصطناعي التوليدي ووكلاء الذكاء الاصطناعي، وهما نظامان يختلفان في آلية عملهما، ويعدان من الأكثر شيوعًا في الوقت الحالي. لذلك، أصبح من المهم فهم الفروق بينهما.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على أهم الفروقات بين هذين النوعين وأهمية معرفة هذه الفروق.

الذكاء الاصطناعي التوليدي.. الإبداع في صنع المحتوى

الذكاء الاصطناعي التوليدي يركز على إنشاء محتوى جديد بناءً على البيانات التي تم تدريبه عليها، حيث يمكنه إنتاج نصوص وصور وأكواد برمجية ومقاطع فيديو. ويعمل هذا النوع من الذكاء الاصطناعي عبر تحليل الأنماط الموجودة في البيانات المتاحة، ومن ثم توليد مخرجات تحاكي المحتوى البشري.

أدوات مثل ChatGPT وDALL-E وMidJourney ساعدت في تعزيز انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تعتمد هذه الأدوات على نماذج تعلم آلي متقدمة لتحليل الأنماط في البيانات والتنبؤ بالمخرجات المشابهة.

ومع ذلك، لا يُعتبر الذكاء الاصطناعي التوليدي خاليًا من العيوب؛ فالمخرجات التي ينتجها تعتمد على جودة البيانات التي دُرّب عليها، مما يعني أن البيانات ذات الجودة المنخفضة ستؤثر سلبًا على النتائج.

من جهة أخرى، لا يفهم هذا النوع من الذكاء الاصطناعي المحتوى الذي يولده، بل يقوم بالتنبؤ به استنادًا إلى الأنماط التي تعلمها سابقًا. ورغم هذه القيود، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُحدث ثورة في العديد من المجالات مثل التسويق والترفيه.

وكلاء الذكاء الاصطناعي.. الاستقلالية في حل المشكلات

على عكس الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يعتمد على بيانات التدريب لإنتاج المحتوى، فإن وكلاء الذكاء الاصطناعي صُمموا للعمل بشكل مستقل واتخاذ القرارات بناءً على الأهداف المحددة لهم. يمكن لهذه الأنظمة تنفيذ المهام بشكل تلقائي، والتكيف مع التغيرات في بيئاتها، واتخاذ قرارات معقدة دون الحاجة لتدخل بشري مباشر.

يتم استخدام هذا النوع من الذكاء الاصطناعي في تطبيقات مثل السيارات الذاتية القيادة والمساعدات الذكية التي تدير المهام مثل جدولة الاجتماعات أو التحكم في الأجهزة المنزلية. وتعتمد هذه الأنظمة على مستشعرات متطورة، وخوارزميات تحليل البيانات، وآليات التعلم التي تساعدها على تحسين أدائها استنادًا إلى المعلومات الجديدة التي تجمعها.

يتميز وكلاء الذكاء الاصطناعي بقدرتهم على اتخاذ قرارات بوعي نسبي، حيث لا يقتصر دورهم على الاستجابة فقط للمداخلات، بل يمكنهم تحديد أهداف والعمل على تحقيقها بشكل مستقل. على سبيل المثال، الطائرة المسيرة (الدرون) التي توصل الطرود تقوم بتحليل البيئة المحيطة لتجنب العقبات، وتحسين مسارها، والتكيف مع التغيرات في الظروف.

إلا أن هذه الأنظمة تثير تساؤلات حول المساءلة والمسؤولية. إذا اتخذ وكيل الذكاء الاصطناعي قرارًا غير صحيح، من سيكون المسؤول عنه؟ هذه إحدى التحديات الرئيسية التي يجب معالجتها لضمان استخدام هذه التقنيات بأمان وكفاءة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى