تقنية

مرسيدس

في خطوة تعكس توجها متناميا نحو مستقبل النقل الذكي أعلنت مجموعة مرسيدس بنز عن شراكة جديدة مع شركة مومنتا غلوبال الصينية المتخصصة في تطوير البرمجيات المتقدمة للقيادة الذاتية وذلك بهدف إطلاق خدمة سيارات اجرة ذاتية القيادة لصالح شركة لومو موبيليتي في أبوظبي وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها التي تدخل من خلالها مرسيدس عالم سيارات الاجرة الآلية إذ تمثل نقطة تحول مهمة في استراتيجية الشركة التي تسعى إلى تعزيز حضورها في قطاع التنقل المستقبلي وتقديم تقنيات متطورة تتوافق مع متطلبات السوق العالمي للتحول الرقمي في أنظمة النقل

مرسيدس
مرسيدس

وأوضحت مرسيدس في بيانها أن التعاون مع مومنتا غلوبال يقوم على دمج تقنيات القيادة الذاتية من المستوى الرابع في الجيل الجديد من سيارة اس كلاس المزمع الكشف عنها في شهر يناير ويعد هذا المستوى من القيادة الذاتية من أعلى المستويات المعتمدة عالميا حيث يتيح للنظام التحكم الكامل في السيارة من دون حاجة السائق إلى التدخل بشكل مباشر مما يمنح الركاب تجربة تنقل مريحة وآمنة تعتمد على الذكاء الاصطناعي المتقدم وفي هذا السياق ستعمل الشركتان على توظيف خوارزميات دقيقة قادرة على تحليل البيئة المحيطة والتعامل مع التحديات المرورية المعقدة مما يعزز الثقة في هذه التكنولوجيا الجديدة

وتنطلق أهمية هذا المشروع من كونه يجمع بين خبرة مرسيدس الطويلة في صناعة السيارات الفاخرة وبين القدرات التقنية لمومنتا غلوبال التي طورت أنظمة قيادة ذاتية تعتمد على التعلم العميق وتحليل البيانات الضخمة بهدف ضمان مستوى عال من الكفاءة والأمان في مختلف ظروف القيادة وستستفيد لومو موبيليتي من هذا الدمج التقني لتوفير خدمة نقل تعتمد بالكامل على أسطول من السيارات ذاتية القيادة التي ستعمل في شوارع أبوظبي ضمن مناطق محددة في المرحلة الأولى قبل أن يجري توسيع نطاق الخدمة مع مرور الوقت

ويأتي إطلاق هذا النوع من المشاريع في أبوظبي متماشيا مع رؤية الإمارة لتعزيز الابتكار في قطاع النقل الذكي وتطوير بنية تحتية تدعم انتشار المركبات الذاتية القيادة وتسهيل دمجها في النظام المروري المحلي إذ سبق أن أعلنت إمارة أبوظبي خلال الأعوام الماضية عن عدد من المبادرات الهادفة إلى جعلها مركزا متقدما لتجارب النقل المستقبلية مما جعلها وجهة جذابة للشركات العالمية الراغبة في اختبار تقنياتها في بيئة آمنة ومتطورة

وتسعى مرسيدس من خلال هذه الشراكة إلى ترسيخ مكانتها في سباق تطوير المركبات ذاتية القيادة خصوصا أنها تعمل منذ سنوات على اختبار تقنيات القيادة الآلية وإدخالها تدريجيا في طرز مختلفة من سياراتها إلا أن الدخول إلى قطاع سيارات الاجرة الذاتية يعتبر خطوة جديدة تمنح الشركة فرصة للتوسع في خدمات النقل كمنظومة متكاملة وليس فقط كمصنع للمركبات وهو ما يتماشى مع التحولات العالمية التي تشهدها صناعة السيارات والتي باتت تعتمد على الدمج بين التكنولوجيا والنقل والخدمات الذكية

ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز الثقة في تقنيات القيادة الذاتية في المنطقة إضافة إلى فتح المجال أمام مبادرات مستقبلية قد تشمل توسيع نطاق الخدمة ليشمل مدنا اخرى أو فئات مختلفة من المركبات مما يجعل الشراكة بين مرسيدس ومومنتا غلوبال بداية مرحلة جديدة في عالم التنقل الذكي الذي يتجه بسرعة نحو حلول اكثر استقلالية واستدامة

تتجه إمارة أبوظبي إلى تعزيز حضور تقنيات القيادة الذاتية من خلال مبادرة جديدة ستتولى تنفيذها شركة لومو موبيليتي التابعة لشركة التكنولوجيا كيه تو غروب بعد حصولها على ترخيص رسمي يسمح لها بتشغيل المركبات الذاتية في دولة الإمارات. وتشير المعطيات المتداولة في التقارير الاقتصادية إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار موجة توسع عالمية تبحث فيها الشركات المختلفة عن شراكات جديدة تمكنها من اختصار الوقت وخفض التكلفة العالية المرتبطة بتطوير برمجيات القيادة الذاتية. ويبدو أن شركات صناعة السيارات في العالم باتت تعتمد بصورة متزايدة على شركات البرمجيات الصينية لما تمتلكه من خبرات واسعة وقدرة على تطوير حلول سريعة وفعالة تتيح لهذه الشركات مواجهة تحديات السوق المتغيرة

وتواجه شركات السيارات الألمانية على وجه الخصوص ضغوطا متراكمة نتيجة المنافسة الشرسة في سوق السيارات الكهربائية إضافة إلى تباطؤ المبيعات وتراجع هوامش الربح وهو ما يدفعها إلى البحث عن مصادر دعم تقنية قوية في أسواق خارجية مثل الصين التي أصبحت مركزا مهما لتطوير حلول القيادة الآلية. وفي الوقت الذي كانت فيه شركات امريكية مثل وايمو وكروز رائدة في طرح خدمات سيارات الاجرة الذاتية في مراحلها الأولى تظهر الشركات الصينية الناشئة نموا سريعا في هذا المجال حيث توسع نشاطها عالميا من خلال شراكات مع صانعي السيارات الكبار

ومن بين هذه الشركات تبرز مومنتا غلوبال التي تمكنت من مد شركات عالمية مثل بي ام دبليو في الصين بأنظمة قيادة ذاتية متقدمة. كما تستعد الشركة لإطلاق تجربة تشغيل سيارات اجرة ذاتية في ألمانيا بالتعاون مع اوبر ابتداء من عام الفين وستة وعشرين. ويعود تميز مومنتا غلوبال إلى كونها تعتمد على تطوير برمجيات متكاملة مدربة على كميات ضخمة من بيانات القيادة الواقعية مما يمنح أنظمتها قدرة عالية على التعامل مع مختلف الظروف المرورية

وقد تأسست الشركة عام الفين وستة عشر لتصبح واحدة من أبرز الشركات الصينية المتخصصة في برمجيات القيادة الذاتية فهي لا تصنع المركبات بنفسها بل تركز على توفير الأنظمة والبرامج الجاهزة التي يمكن دمجها بسهولة في سيارات الشركات المختلفة. وهذه الاستراتيجية جعلتها شريكا مرغوبا لدى العديد من المصنعين الذين يفضلون الحصول على حلول جاهزة بدلا من الاستثمار المكلف في تطوير تقنياتهم الخاصة

أما في أبوظبي فسيتم تنفيذ المبادرة الجديدة عبر نظام ام بي او اس الذي طورته مرسيدس ويمثل منصة تشغيل مركزية تسمح ببناء تطبيقات معقدة تشمل وظائف القيادة الآلية المتقدمة. وتوضح هذه الخطوة توجها جديدا لدى شركات السيارات العالمية التي تسعى للحفاظ على السيطرة على جوهر أنظمتها البرمجية مع إتاحة المجال لشركاء متخصصين لتطوير المكونات الأكثر تعقيدا مثل خوارزميات القيادة الذاتية

وتتيح هذه المقاربة تحقيق توازن مهم فهي تسمح لشركات السيارات الكبرى مثل مرسيدس بالحفاظ على هويتها التقنية واستقلالية نظامها الداخلي وفي الوقت نفسه الاستفادة من قدرات شركات البرمجيات المتخصصة التي تمتلك خبرة واسعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق. وهذا النمط من التعاون بات يمثل اتجاها سائدا في صناعة السيارات الحديثة بسبب التكاليف الكبيرة لتطوير تقنيات القيادة الذاتية من الصفر

وبذلك تسهم مبادرة أبوظبي في تعزيز انتشار المركبات الذاتية على نطاق أوسع كما تعكس التحول المتسارع في صناعة السيارات نحو نماذج جديدة تجمع بين خبرة الشركات التقليدية وقدرات شركات التكنولوجيا الصاعدة مما يمهد لمرحلة جديدة تتغير فيها طرق التنقل وأساليب بناء المركبات اعتمادا على حلول برمجية متقدمة ومتطورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى