تقنية

مايكروسوفت

تجري شركة مايكروسوفت حالياً مفاوضات متقدمة مع شركة OpenAI بهدف التوصل إلى اتفاق جديد يضمن لها استمرار الحصول على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك النماذج المتقدمة مثل ChatGPT، حتى في حال تمكن OpenAI من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي عام (AGI) يفوق القدرات البشرية. وقد أفادت وكالة “رويترز” أن هذه المفاوضات تأتي في سياق مساعي مايكروسوفت لتأمين موقعها كمستفيد استراتيجي من تكنولوجيا OpenAI على المدى الطويل.

مايكروسوفت
مايكروسوفت

ووفقاً لما نقلته وكالة “بلومبرغ” عن مصادر مطلعة، فإن النقاشات تدور حول تعديل بعض البنود الأساسية في العقد القائم حالياً بين الشركتين. ويمنح هذا العقد مايكروسوفت حقوقاً واسعة في استخدام تكنولوجيا OpenAI، إلا أنه يتضمن بنداً يُفقد الشركة بعض امتيازاتها تلقائياً بمجرد إعلان OpenAI الوصول إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام. ويبدو أن هذا البند أصبح محل خلاف، ما دفع مايكروسوفت إلى التفاوض على إطار قانوني جديد يحافظ على امتيازاتها، حتى في سيناريو تحقق الذكاء الاصطناعي العام.

تأتي هذه التطورات في وقت تعمل فيه OpenAI على إعادة هيكلة نموذجها المؤسسي، إذ تسعى للتحول إلى كيان ربحي جزئياً من خلال اعتماد نموذج “شركة منفعة عامة”، وهو نموذج قانوني يجمع بين الربحية والأهداف المجتمعية. يتطلب هذا التحول موافقة مايكروسوفت، التي تُعد المستثمر الأكبر في OpenAI، حيث تصل قيمة استثماراتها إلى نحو 13 مليار دولار، ما يمنحها نفوذاً كبيراً في رسم مستقبل الشركة.

وتفيد التقارير بأن المفاوضات بين الشركتين تجري منذ عدة أشهر، وتشمل مراجعة الشروط الاستثمارية الحالية، بما في ذلك نسبة الحصة التي ستحافظ عليها مايكروسوفت في الهيكل الجديد للشركة. ويبدو أن مايكروسوفت تسعى لضمان استمرار وصولها إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تطورها OpenAI، خاصة مع احتمالية إدراج الأخيرة في البورصة خلال السنوات المقبلة.

وكانت صحيفة “فاينانشيال تايمز” قد أشارت في تقرير نُشر في مايو الماضي إلى أن المفاوضات الجارية بين الطرفين قد تشمل إعادة صياغة كاملة لشروط الشراكة. وتهدف هذه المراجعة إلى تمكين OpenAI من التحول إلى كيان مؤهل للطرح العام، دون أن تفقد مايكروسوفت الفوائد التقنية والتجارية التي حصلت عليها نتيجة استثماراتها الضخمة.

تجدر الإشارة إلى أن علاقة مايكروسوفت وOpenAI تُعد من أبرز الشراكات الاستراتيجية في قطاع الذكاء الاصطناعي، إذ تعتمد مايكروسوفت على تقنيات OpenAI لدمجها في منتجاتها مثل “أوفيس” و”بينغ” و”أزور”، ما يجعل الحفاظ على هذا التعاون أمراً بالغ الأهمية لمستقبل الطرفين.

خطط بديلة

في سياق سعي OpenAI لتوسيع قدراتها التقنية وتخفيف اعتمادها على جهة واحدة، برزت صفقة استحواذها على شركة “ويندسيرف” الناشئة مقابل 3 مليارات دولار. وتُعرف “ويندسيرف” بتطوير أدوات برمجة مخصصة للذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه الصفقة أثارت اعتراض مايكروسوفت، التي عبّرت عن مخاوفها من تأثير الاستحواذ على حقوق الملكية الفكرية، خاصة في ظل رغبتها بالحفاظ على نفوذها داخل OpenAI.

توسع في البنية التحتية

في خطوة أخرى نحو بناء بنية تحتية مستقلة وقوية، وقّعت OpenAI اتفاقاً ضخماً مع شركة أوراكل، تُقدّر قيمته بنحو 30 مليار دولار سنوياً. يهدف الاتفاق لتوفير قدرة حوسبية تبلغ 4.5 جيجاوات، ما يعادل ربع إجمالي الطاقة الحاسوبية المستخدمة حالياً في مراكز البيانات الأميركية.

هذا التعاون يُعد جزءاً من التوسع الكبير لمشروع “ستارجيت”، الذي أطلقته OpenAI مطلع العام الحالي، ويشمل بناء مراكز بيانات فائقة القدرة في عدد من الولايات الأميركية، مثل تكساس وميشيغان وجورجيا ونيو مكسيكو.

ويحظى المشروع بدعم تحالف استثماري، من أبرز أعضائه شركة MGX المملوكة لصندوق أبو ظبي السيادي. وقد تمكنت OpenAI حتى الآن من جمع قرابة 50 مليار دولار لتمويل هذا المشروع الطموح.

تنويع الموارد السحابية

وفي تعزيز إضافي لسياسة تنويع البنية التحتية، أعلنت OpenAI في يوليو الجاري عن إدراج منصة جوجل السحابية ضمن مزودي خدماتها السحابية. وبهذا، تنضم جوجل إلى قائمة تشمل أوراكل، ومايكروسوفت، وCoreWeave، في تقديم الدعم الحوسبي لـ OpenAI.

ويُستخدم نظام جوجل السحابي في تشغيل منصة ChatGPT وواجهة التطبيقات (API) الخاصة بها في عدة بلدان، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وهولندا والنرويج. وتُعد هذه الخطوة مكسباً لوحدة جوجل السحابية التي تسعى لمنافسة خدمات أمازون ومايكروسوفت في هذا المجال.

على الرغم من احتفاظ مايكروسوفت بحق الشفعة، الذي يمنحها الأفضلية في حال طلب OpenAI موارد إضافية، لم تعد تحتكر توفير البنية التحتية، حيث باتت OpenAI حرة في التعاقد مع مزودين آخرين وفقاً لحاجاتها التشغيلية.

تحديات الموارد وتطلعات ألتمان

من جانبه، يواصل الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، سام ألتمان، الدفع باتجاه تطوير ذكاء اصطناعي عام يتفوق على القدرات البشرية، معترفاً بأن هذا الهدف يتطلب موارد ضخمة. وقد أشار ألتمان في أكثر من مناسبة إلى التحديات المتزايدة التي تواجه الشركة في تأمين هذه الموارد.

وفي أبريل الماضي، توجه ألتمان عبر منصة “إكس” بطلب علني للحصول على أكثر من 100 ألف وحدة معالجة رسوميات (GPU)، في دلالة واضحة على الضغط الهائل الذي تتعرض له البنية التشغيلية لـ OpenAI، نتيجة النمو المتسارع في الطلب العالمي على خدماتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى