تقنية

ميتا

تحذير جديد من “ميتا“: محادثات المستخدمين مع روبوت الذكاء الاصطناعي قد تكون علنية

في خطوة جديدة لتعزيز الشفافية وحماية خصوصية المستخدمين، أطلقت شركة “ميتا” تحديثاً مهماً لتطبيق روبوت الدردشة الذكي التابع لها، “Meta AI”. وشمل هذا التحديث نافذة منبثقة تُعرض بشكل تلقائي عند استخدام الروبوت، تحذّر المستخدمين من أن ما يكتبونه أو يطلبونه من “Meta AI” قد لا يبقى سرياً بالكامل، بل من الممكن أن يُستخدم لاحقاً أو يُنشر بشكل علني.

ميتا
ميتا

وجاءت هذه الخطوة بعد أن تبيّن أن عدداً من مستخدمي “Meta AI” لم يكونوا على دراية بأن المحادثات التي يجرونها مع هذا النظام يمكن أن تكون عرضة للعرض العلني أو الاستخدام لأغراض تدريبية أو تحليلية من قبل الشركة. هذه الفجوة في فهم سياسات الخصوصية أثارت مخاوف البعض بشأن كيفية استخدام البيانات التي يدخلونها أثناء التفاعل مع روبوت الدردشة.

النافذة المنبثقة الجديدة تظهر للمستخدمين بوضوح قبل البدء في التفاعل مع “Meta AI”، وتحتوي على رسالة تنبيه تفيد بأن “الطلبات والمحادثات التي تتم مع هذا الروبوت قد لا تكون خاصة بالكامل، ويمكن الاطلاع عليها أو مراجعتها لأغراض تحسين الخدمات أو لأهداف بحثية”. كما تُشجع المستخدمين على تجنّب إدخال معلومات شخصية أو حساسة أثناء استخدام النظام.

وقد أثارت هذه الخطوة نقاشاً واسعاً بين خبراء التكنولوجيا والمدافعين عن الخصوصية. فمن جهة، يرى البعض أن ميتا تسعى إلى تعزيز الشفافية مع مستخدميها عبر هذا التحذير المباشر، ما يُعدّ خطوة إيجابية نحو توعية الجمهور حول طبيعة البيانات التي يمكن أن تُجمع وكيفية استخدامها. ومن جهة أخرى، يرى آخرون أن النافذة المنبثقة، وإن كانت مفيدة، لا تُلغي الحاجة إلى حماية خصوصية المستخدمين بشكل أوسع، وضرورة تمكينهم من خيارات واضحة للتحكم في بياناتهم.

تُعدّ هذه الخطوة جزءاً من الجهود المستمرة التي تبذلها الشركات التكنولوجية الكبرى، وعلى رأسها ميتا، للتماشي مع القوانين واللوائح المتزايدة التي تفرض مزيداً من الشفافية حول كيفية جمع البيانات ومعالجتها، لا سيما في ظل الانتقادات المتزايدة التي تتعرض لها شركات التكنولوجيا بشأن ممارسات الخصوصية، خاصة فيما يتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ويُذكر أن روبوت “Meta AI” يُستخدم في عدد من منتجات ميتا، بما في ذلك تطبيقات مثل “فيسبوك”، و”إنستغرام”، و”واتساب”، حيث يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة أو طلب المساعدة أو حتى إنشاء محتوى بمساعدة الذكاء الاصطناعي. ومع تزايد استخدام هذه الأدوات، تصبح قضية الخصوصية أمراً بالغ الأهمية.

من جانبها، أكدت ميتا أنها لا تستخدم كل محادثات المستخدمين بشكل علني أو تلقائي، ولكن بعض المحتويات قد تُستخدم لأغراض تحسين النموذج، وهو ما يُفترض أن يكون مذكوراً بوضوح في سياسة الخصوصية، لكن التحذير الجديد جاء كخطوة توضيحية إضافية.

شهد قسم “Discovery” في تطبيق “Meta AI” مؤخرًا موجة من التفاعلات التي أثارت الكثير من الجدل، بعد أن لاحظ المستخدمون ظهور محتوى شخصي وحساس تم توليده من محادثاتهم مع روبوت الدردشة. ووفقًا لتقرير نشره موقع “Mashable” المتخصص في شؤون التكنولوجيا، واطلعت عليه “العربية Business”، فإن بعض التفاعلات التي ظهرت علنًا تضمنت محادثات ومقاطع صوتية وصورًا كان يُفترض أن تظل سرية، ما أثار استغراب المستخدمين الذين كانوا يعتقدون أن بياناتهم الشخصية محفوظة ومحمية.

وقد أشار التقرير إلى أن القسم المذكور اشتمل على حالات حساسة تتنوع بين أشخاص يمرون بأوقات عصيبة بعد انفصال عاطفي، وآخرين يسعون للحصول على تشخيص لحالتهم الصحية عبر الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مستخدمين طلبوا تعديل صور شخصية باستخدام قدرات الذكاء الاصطناعي. هذه التفاعلات ظهرت بشكل علني على التطبيق، مما دفع بالكثيرين للتساؤل حول مستوى الخصوصية المتوفر في المنصة الجديدة التي أطلقتها “ميتا”.

ردًا على موجة الانتقادات، سارعت شركة “ميتا” إلى إجراء تعديلات على التطبيق، أبرزها إدخال تحذير واضح وصريح يُنبّه المستخدمين إلى أن التفاعلات التي يجرونها مع روبوت الدردشة قد لا تكون خاصة. حيث أُضيف إشعار يظهر عندما يحاول المستخدم مشاركة إحدى تفاعلاته مع “Meta AI”، وينبه إلى أن الطلبات المنشورة يمكن أن تكون متاحة علنًا.

ويتضمن التحذير رسالة تقول: “المطالبات التي تنشرها تكون عامة ومرئية للجميع. قد تقترح ميتا مطالباتك على تطبيقات ميتا الأخرى. تجنب مشاركة المعلومات الشخصية أو الحساسة”. وبعد ظهور هذا التحذير، يظهر زر “Post to Feed” أسفل الشاشة، مما يتيح للمستخدم تأكيد رغبته في مشاركة المحتوى مع العامة، بعد أن أصبح على علم بأن هذه المعلومات لن تبقى محصورة بينه وبين النظام.

وبدءًا من يوم الاثنين، لاحظ المستخدمون تغييرات إضافية في محتوى قسم “Discovery”، حيث امتلأ بصور تم توليدها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بينما ظهرت بعض المطالبات النصية من وقت إلى آخر، معظمها صادرة من حسابات تديرها “ميتا” نفسها، في محاولة على ما يبدو لإعادة تنظيم وتوجيه نوعية المحتوى المعروض في هذا القسم.

ما حدث ألقى الضوء على أهمية الوضوح في سياسات الخصوصية والبيانات، خاصة مع تزايد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي التفاعلية. ويبدو أن شركة ميتا، على الرغم من مساعيها لتقديم أدوات ذكية تسهّل الحياة الرقمية، لا تزال بحاجة إلى تعزيز ثقة المستخدمين من خلال ضمان أن تظل بياناتهم ومحادثاتهم محفوظة وآمنة ما لم يقرروا بشكل صريح مشاركتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى