تقنية

Galaxy S26 Ultra

من المتوقع أن تبدأ شركة سامسونج مع مطلع العام المقبل مرحلة جديدة في سوق الهواتف الذكية من خلال الكشف عن جيلها الأحدث من الهواتف الرائدة، حيث تستعد لإطلاق سلسلة جالاكسي اس ستة وعشرين التي تمثل قمة ما توصلت إليه الشركة من تقنيات متقدمة على مستوى العتاد والبرمجيات. وكما جرت العادة فإن هذه السلسلة ستحظى باهتمام واسع من المستخدمين والمحللين على حد سواء، لكونها غالبا ما ترسم ملامح المنافسة في سوق الهواتف الذكية طوال العام.

Galaxy S26 Ultra
Galaxy S26 Ultra

وسيكون هاتف جالاكسي اس ستة وعشرين الترا هو النجم الأبرز في هذه السلسلة، باعتباره الإصدار الأعلى من حيث المواصفات والإمكانات. وينظر مستخدمو سامسونج حول العالم إلى هذا الهاتف بوصفه معيارا تقاس عليه بقية الهواتف الرائدة، سواء من حيث الأداء أو جودة التصنيع أو قدرات التصوير أو دعم التحديثات والخدمات الذكية. ولهذا السبب يتركز جزء كبير من الاهتمام على نوع المعالج الذي سيعتمد عليه هذا الهاتف، لما للمعالج من دور محوري في تحديد تجربة الاستخدام العامة، من سرعة الاستجابة إلى كفاءة استهلاك الطاقة وقدرات الذكاء الاصطناعي.

وخلال الفترة الماضية انتشرت الكثير من التكهنات والتسريبات حول المعالج الذي ستختاره سامسونج لهاتفها الجديد، خاصة في ظل المنافسة المستمرة بين معالجات كوالكوم ومعالجات إكسينوس التي تطورها سامسونج بنفسها. وقد انقسمت آراء المستخدمين بين من يفضل الاعتماد على معالجات كوالكوم لما أثبتته من استقرار وأداء قوي، وبين من يأمل في أن تنجح سامسونج في تقديم نسخة محسنة من معالجاتها الخاصة قادرة على منافسة أفضل الحلول المتاحة في السوق.

ومؤخرا جاءت الإفصاحات التنظيمية التي صدرت خلال الأسبوع الماضي لتضع حدا كبيرا لهذه التساؤلات، حيث كشفت معلومات رسمية عن تفاصيل مهمة تتعلق بالهاتف المرتقب. وقد لاقت هذه المعلومات ترحيبا واضحا من قبل شريحة واسعة من مستخدمي سامسونج، نظرا لما تحمله من مؤشرات إيجابية حول توجه الشركة في هذا الجيل الجديد.

وتستند هذه التفاصيل إلى وثائق صادرة عن لجنة الاتصالات الفيدرالية، وهي جهة تنظيمية موثوقة تشترط موافقتها قبل طرح أي جهاز إلكتروني في السوق الأميركية. وتكتسب هذه الشهادات أهمية خاصة لأنها تعتمد على بيانات دقيقة تقدمها الشركات المصنعة نفسها، ما يجعلها مصدرا يعتمد عليه في معرفة المواصفات الأساسية للأجهزة قبل الإعلان الرسمي عنها.

وبناء على هذه الإفصاحات يمكن القول إن سامسونج تخطط لتقديم هاتف جالاكسي اس ستة وعشرين الترا كجهاز متكامل يحدد معايير جديدة للأداء والتقنيات المدعومة، ويعكس رؤية الشركة للعام المقبل من حيث البرمجيات والخدمات وتجربة المستخدم. ومع اقتراب موعد الإطلاق الرسمي يزداد ترقب المستخدمين لمعرفة المزيد من التفاصيل، في انتظار ما ستكشف عنه سامسونج من ابتكارات قد تعيد رسم خريطة المنافسة في عالم الهواتف الذكية.

تم إدراج رقمين لطراز هاتف جديد في قواعد البيانات التقنية، ما يدل على وجود نسختين مختلفتين من الجهاز نفسه، وهما SM-S948B و SM-S948U. هذان الرقمان يتماشيان مع أسلوب التسمية المعتاد لدى شركة سامسونج، كما يتوافقان مع المعلومات المسربة سابقا حول هاتف Galaxy S26 Ultra. وتشير الدلالة التقنية للحرف U إلى نسخة مخصصة لإحدى شركات الاتصالات داخل الولايات المتحدة، في حين تمثل النسخة B الإصدار المفتوح الذي يتم تسويقه في معظم الأسواق العالمية. وقد وردت هذه التفاصيل في تقرير نشرته مجلة فوربس واطلعت عليه العربية Business.

وتُظهر البيانات أن كلا الإصدارين يعتمدان على معالج يحمل رقم الطراز SM8850، وهو المعرف الخاص بمعالج كوالكوم Snapdragon 8 Elite من الجيل الخامس. وبهذه المعلومة، أصبح من الواضح أن هاتف Galaxy S26 Ultra سيعمل بمعالج من إنتاج كوالكوم، وليس بمعالج إكسينوس المطور من قبل سامسونج، وهو تساؤل كان مطروحا بقوة بين المتابعين خلال الفترة الماضية.

ولا يزال الرأي السائد بين المستخدمين والخبراء أن معالجات سنابدراغون كانت في العادة الخيار الأفضل لهواتف سلسلة Galaxy S مقارنة بمعالجات إكسينوس. ويُنظر إلى سنابدراغون على أنه يقدم أداء أعلى واستقرارا أفضل من حيث إدارة الحرارة، وهو ما ينعكس على تجربة الاستخدام اليومية، خاصة في المهام الثقيلة مثل الألعاب والتصوير ومعالجة الفيديو.

في المقابل، لا يمكن تجاهل التحسن الكبير الذي طرأ على معالجات إكسينوس خلال السنوات الأخيرة. فالفروقات بين المعالجين لم تعد كبيرة كما كانت في السابق، بل أصبحت محدودة وتتقلص مع كل جيل جديد. وتشير بعض التقديرات إلى أن إكسينوس يتمتع بكفاءة طاقة أعلى في بعض السيناريوهات، ما قد يساهم في إطالة عمر البطارية، وهو عامل مهم لشريحة واسعة من المستخدمين.

وقد رصد فريق PhoneArena في أوائل نوفمبر نتائج لاختبارات الأداء القياسية أظهرت تقلص الفجوة بشكل ملحوظ. حيث سجل معالج Exynos 2600 الأحدث نتيجة أعلى في اختبار النواة الواحدة بلغت 3455 نقطة، مقابل 2885 نقطة لمعالج Snapdragon 8 Elite من الجيل الخامس. وتعكس هذه الأرقام تحسنا واضحا في أداء النواة الفردية لدى إكسينوس، وهي وحدة المعالجة الأساسية داخل الشريحة.

لكن الصورة تختلف عند النظر إلى أداء النوى المتعددة، إذ تفوق معالج سنابدراغون في هذا الجانب مسجلا 12396 نقطة، مقابل 11621 نقطة لمعالج إكسينوس. ويبين ذلك أن التفوق يختلف حسب نوع الاستخدام وطبيعة المهام.

ولا يعكس الأداء الخام وحده الصورة الكاملة، خاصة مع التوسع المتسارع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الهواتف الذكية. فمن المتوقع أن يشهد عام 2026 تركيزا كبيرا على تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات محليا على الجهاز، وهو ما يتطلب ليس فقط قوة حسابية عالية، بل أيضا تكاملا عميقا بين العتاد والبرمجيات الداعمة للذكاء الاصطناعي. وحتى الآن، لم تتضح الصورة النهائية حول أداء كل من سنابدراغون وإكسينوس في هذا المجال.

ومن المرجح أن يتفوق سنابدراغون في الأداء العام، بينما يحتفظ إكسينوس بميزة انخفاض تكلفة التصنيع. وتشير التوقعات إلى أن معالج Exynos 2600 قد يظهر في هاتفي Galaxy S26 و Galaxy S26 Plus، دون تأكيد حتى الآن حول ما إذا كانت هذه الطرازات ستعتمد عليه بشكل حصري.

ومن المنتظر أن تعقد سامسونج حدثها السنوي Galaxy Unpacked في أواخر يناير 2026، حيث يُتوقع أن تكشف رسميا عن سلسلة Galaxy S26 وتفاصيلها الكاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى