سامسونج
أعلنت شركة سامسونج رسميًا عن إطلاق النسخة التجريبية من إصدار واجهة المستخدم الجديدة المعروف باسم “One UI 8.5” في الثامن من ديسمبر. وتأتي هذه النسخة التجريبية لتقدم للمستخدمين مجموعة واسعة من الميزات والإعدادات الجديدة التي تهدف إلى تحسين تجربة الاستخدام اليومية للأجهزة الذكية التابعة للشركة. ومن بين أبرز ما يميز هذا الإصدار هو دمج بعض العناصر التي تشبه إلى حد كبير تصميم واجهة المستخدم الخاصة بشركة أبل في هواتف آيفون، وهو ما يعكس محاولة سامسونج الاستفادة من أفضل الممارسات في عالم تصميم واجهات الهواتف الذكية.

تتميز واجهة “One UI 8.5” بتقديم تحسينات كبيرة على مستوى الإعدادات السريعة، حيث قامت سامسونج بإعادة تصميمها لتصبح أكثر سلاسة وسهولة في الاستخدام. فالمستخدم لن يكتفي بعد الآن بمجرد الوصول إلى الإعدادات السريعة التقليدية، بل سيجد مجموعة متكاملة من الخيارات التي تمنحه القدرة على تخصيص تجربته وفقًا لاحتياجاته الخاصة. هذا التحديث يعكس توجه سامسونج نحو توفير تجربة مستخدم أكثر تكاملاً وسلاسة، بحيث يمكن الوصول إلى الوظائف الأساسية للهواتف الذكية بسرعة وكفاءة أكبر، دون الحاجة إلى التنقل بين قوائم متعددة أو إعدادات معقدة.
كما أن النسخة التجريبية الجديدة تهدف إلى اختبار مجموعة من الميزات الحديثة قبل إطلاق النسخة النهائية للمستخدمين بشكل رسمي. وقد أشار عدد من الخبراء إلى أن التركيز الأساسي كان على تحسين الأداء العام للواجهة، بالإضافة إلى تعزيز مستوى الأمان وحماية الخصوصية، وهو ما يمثل جانبًا حيويًا في عالم الهواتف الذكية الحديث، حيث يولي المستخدمون اهتمامًا متزايدًا لكيفية تعامل أجهزتهم مع بياناتهم الشخصية.
علاوة على ذلك، يبدو أن سامسونج أخذت بعين الاعتبار رغبة المستخدمين في الحصول على تجربة أكثر بساطة ووضوحًا عند استخدام أجهزتهم. فقد تمت إضافة عدد من المؤثرات البصرية الجديدة، وكذلك تحسين طريقة عرض الإشعارات والتنبيهات، بحيث تصبح أكثر وضوحًا وسهولة في التفاعل معها. ويتيح ذلك للمستخدم متابعة الرسائل والإشعارات المهمة دون أن يشعر بالارتباك نتيجة كثرة المعلومات أو التداخل بين التنبيهات المختلفة.
من جهة أخرى، تُظهر التجربة الأولية لواجهة “One UI 8.5” أن سامسونج لم تركز فقط على الجوانب الجمالية، بل حرصت أيضًا على تحسين وظائف الهاتف الأساسية، مثل إدارة البطارية وتحسين استهلاك الموارد، الأمر الذي يساهم في جعل الجهاز أكثر كفاءة وأطول عمرًا عند الاستخدام اليومي. ويعكس هذا النهج فلسفة سامسونج في تقديم أجهزة تجمع بين الأداء القوي والتصميم الأنيق، مع مراعاة تقديم تجربة استخدام سهلة وممتعة.
يمكن القول إن هذه النسخة التجريبية من واجهة المستخدم الجديدة تعتبر خطوة هامة في استراتيجية سامسونج لتحديث أنظمة تشغيل أجهزتها الذكية بشكل مستمر. فهي تتيح للشركة اختبار مجموعة من الابتكارات والمميزات الجديدة على عدد محدود من المستخدمين قبل تعميمها على نطاق أوسع. كما توفر للمستخدمين فرصة استكشاف الميزات الجديدة وتقديم الملاحظات، ما يسهم في تحسين جودة النسخة النهائية من النظام.
في النهاية، يمثل إصدار “One UI 8.5” تجسيدًا واضحًا لحرص سامسونج على تقديم تجربة مستخدم متميزة، تجمع بين الجماليات وسهولة الاستخدام والكفاءة في الأداء، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الأمان والخصوصية، وهو ما يجعل هذا الإصدار من الواجهات أحد أهم التحديثات التي يمكن أن يستفيد منها المستخدمون في المستقبل القريب.
تعد الإعدادات السريعة من العناصر الأساسية في أي هاتف يعمل بنظام أندرويد، فهي توفر للمستخدمين وسيلة سهلة للتحكم في الوظائف الأساسية للهاتف والوصول إلى الإعدادات الأكثر استخداماً بسرعة. وتتيح جميع واجهات أندرويد مستوى معيناً من التخصيص، لكن هذا التخصيص يختلف من شركة إلى أخرى بحسب النهج الذي تتبعه كل واجهة. وعلى الرغم من أن إمكانية تخصيص الإعدادات السريعة ليست ميزة جديدة في عالم أندرويد، إلا أن شركة سامسونج رفعت هذا المفهوم إلى مستوى جديد تماماً مع الإصدار الأخير من واجهتها المعروفة باسم One UI ثمانية فاصل خمسة، حسبما أورد تقرير لموقع أندرويد أثوريتي المتخصص في أخبار التكنولوجيا، والذي اطلعت عليه العربية بيزنس.
مع واجهة One UI ثمانية فاصل خمسة، ألغت سامسونج جميع القيود السابقة وأتاحت للمستخدم الحرية الكاملة لتصميم الإعدادات السريعة بالشكل الذي يريده تماماً. وبالمقارنة مع الإصدار السابق One UI ثمانية، يظهر الفارق الكبير في خيارات التخصيص التي يمكن الوصول إليها، إذ أن التعديلات أصبحت أشمل وأعمق من أي وقت مضى.
في الإصدارات السابقة من واجهة سامسونج، كان المستخدم قادر فقط على إضافة أو إزالة بعض الأزرار من القائمة المنسدلة للإعدادات السريعة. كان من الممكن إعادة ترتيب عناصر محددة مثل أداة تشغيل الوسائط وأدوات التحكم في الأجهزة المنزلية الذكية بالإضافة إلى أزرار الواي فاي والبلوتوث وميزة سمارت فيو، لكن لم يكن بالإمكان حذف هذه العناصر بالكامل من القائمة.
أما مع One UI ثمانية فاصل خمسة، فقد تغيرت هذه القيود تماماً. يمكن للمستخدم الآن الدخول إلى الإعدادات السريعة والضغط على زر التعديل لتغيير كل ما يراه مناسباً. فبإمكانه حذف أزرار الواي فاي والبلوتوث التي قد تكون مزعجة بالنسبة له، وإزالة مشغل الوسائط أو حتى أشرطة التحكم في مستوى السطوع والصوت إذا رغب بذلك. والأهم من ذلك، أصبح بالإمكان إضافة أزرار جديدة وترتيبها وفق ما يراه المستخدم مناسباً، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة أمام التحكم الشخصي في واجهة الهاتف.
تعتبر حرية التخصيص أحد أهم الأسباب التي تجعل الكثير من المستخدمين يفضلون هواتف أندرويد عن غيرها، إذ تمنحهم القدرة على استخدام هواتفهم بالشكل الذي يناسبهم تماماً. ومع إصدار واجهة One UI ثمانية فاصل خمسة، تقوم سامسونج بتعزيز هذه الفكرة بشكل واضح، حيث توفر للمستخدمين مستوى غير مسبوق من التحكم في شكل ووظائف الإعدادات السريعة.
ومن الجدير بالذكر أن هذا المستوى من التحكم الشخصي لا يتوفر في أي من العلامات التجارية الأخرى لأجهزة أندرويد، مما يجعل سامسونج في موقع متميز بين منافسيها. كما أن شركات الهواتف الأخرى بحاجة إلى بذل جهد كبير لتصل إلى المستوى الذي قدمته سامسونج في هذه الواجهة الجديدة.
وعلى الرغم من أن شركة غوغل هي الجهة المسؤولة عن نظام أندرويد نفسه، إلا أن تأثير سامسونج على المنصة يظل واضحاً، خاصة مع الابتكارات التي تقدمها في واجهة One UI ثمانية فاصل خمسة. ويبدو أن الوقت قد حان لتتبنى باقي واجهات المستخدم في أندرويد بعض من هذه الميزات، وذلك لمواكبة ما قدمته سامسونج في تعزيز تجربة المستخدم ومنحه حرية أكبر في التحكم في هاتفه.




