نظارات "هايبرنوفا"

تستعد شركة “ميتا” لإزاحة الستار عن نظاراتها الذكية الجديدة، المعروفة باسم “هايبرنوفا”، خلال مؤتمرها السنوي المرتقب “كونكت”، المقرر عقده الشهر المقبل. ويأتي هذا الإعلان في إطار جهود الشركة المتواصلة لتوسيع حضورها في سوق تقنيات الواقع المعزز والواقع المختلط، وهو القطاع الذي يشهد تنافسًا متزايدًا بين كبرى الشركات التكنولوجية.

ورغم الأجواء التي يخيّم عليها الحماس من قبل بعض المتابعين للتطورات التقنية، فإن تقارير حديثة أبدت شكوكًا حيال مستقبل هذا المنتج، مشيرة إلى أن نظارات “هايبرنوفا” قد لا تحقق النجاح التجاري المنشود ، بل قد تواجه فشلًا شبه مؤكد في السوق، وذلك لأسباب تتعلق بعمرها الإنتاجي القصير وغياب استراتيجية واضحة للدعم طويل الأمد.
وفقًا لما أورده موقع “PhoneArena”، يرى محللون أن شركة “ميتا” تتعامل مع هذه النظارات بوصفها منتجًا انتقاليًا ، أي أنها لا تمثل نقلة نوعية حاسمة، وإنما تأتي كخطوة مرحلية ضمن مسار طويل نحو تطوير تقنيات أكثر نضجًا. وتُقارن هذه الخطوة بما قامت به “سامسونغ” في تجاربها السابقة مع نظارات الواقع الافتراضي، التي لم تلقَ رواجًا واسعًا في الأسواق، وانتهى بها المطاف إلى الإهمال بعد وقت قصير من إصدارها.
وتشير التوقعات إلى أن دورة حياة منتج “هايبرنوفا” قد تكون قصيرة للغاية ، ما يعني أن المستهلكين الذين يقررون اقتناء هذه النظارات قد يجدون أنفسهم أمام منتج سرعان ما يتوقف دعمه أو يتم تجاوزه من قبل نسخة أحدث، ما يضعف من جاذبيته على المدى المتوسط والطويل. كما أن الافتقار إلى منظومة تطبيقات متكاملة وخدمات داعمة قد يُعزز من هذه المخاوف.
ومن جانب آخر، تواجه ميتا تحديات متعددة في قطاع الأجهزة القابلة للارتداء، خاصة في ظل المنافسة الحادة من شركات مثل “أبل” و”غوغل”، اللتين تضخان استثمارات ضخمة في تطوير تقنيات مشابهة. وفي حال لم تتمكن “ميتا” من تقديم قيمة مضافة واضحة أو مزايا تنافسية حقيقية في نظاراتها الجديدة، فإن احتمال تكرار سيناريو الفشل ليس مستبعدًا.
ورغم ذلك، يظل هناك احتمال أن تستخدم “ميتا” نظارات “هايبرنوفا” كمنصة لاختبار تجارب المستخدمين وجمع البيانات اللازمة لتطوير جيل أكثر تقدمًا من الأجهزة المستقبلية، وهو ما يمنح المشروع بُعدًا استراتيجيًا طويل الأمد، وإن كان على حساب النجاح التجاري الفوري.
باختصار، تقف “هايبرنوفا” في مفترق طرق: فإما أن تكون بداية عهد جديد في تقنيات الواقع المعزز، أو مجرد فصل عابر في كتاب الابتكار الذي لا يخلو من التجارب غير الناجحة.
“هايبرنوفا”: محاولة ميتا للريادة في سباق النظارات الذكية رغم تحديات السوق
تخطط شركة “ميتا” للبقاء في سوق النظارات الذكية عبر إطلاق نموذجها الجديد “هايبرنوفا”، الذي سيكون متاحًا لمدة عامين فقط، قبل أن تُصدر بحلول عام 2027 نظاراتها الأكثر تقدمًا تحت اسم “Meta Orion”. ويُعوَّل على “Orion” لتكون أول نموذج استهلاكي متكامل لنظارات الواقع المعزز، مما يجعل “هايبرنوفا” مجرد خطوة انتقالية واستراتيجية لجس نبض السوق وجمع البيانات الأولية من المستخدمين.
ورغم أن “هايبرنوفا” ليست النظارات الذكية الكاملة المنشودة، إلا أنها تتمتع بعدد من الميزات التي تمثل تطورًا واضحًا عن الإصدارات السابقة، مثل “راي بان”، خصوصًا من حيث دمج الشاشة – رغم أنها ليست شاشة واقع معزز كاملة – مع تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ساهمت في نجاح الجيل السابق من النظارات.
ومع ذلك، تواجه “ميتا” تحديات كبيرة، أبرزها ارتفاع سعر “هايبرنوفا”، الذي يُتوقع أن يبلغ حوالي 800 دولار. هذا الرقم يُعتبر مرتفعًا جدًا، خصوصًا لسوق XR (الواقع الممتد)، الذي لا يزال في مراحله الأولى، ويعاني من ضعف في جاهزية البنية التحتية وعدم نضج تجربة المستخدم. ووفقًا لتقديرات الخبراء، فإن مبيعات “ميتا” من هذا النموذج قد لا تتجاوز 200 ألف وحدة خلال فترة تواجده في السوق، ما يعكس حجم الحذر الذي يُبديه المستهلكون تجاه هذا النوع من المنتجات.
ويرى محللون أن ميتا لا تسعى حاليًا لتحقيق أرباح ضخمة من “هايبرنوفا”، بقدر ما تهدف إلى تحقيق سبق استراتيجي في السوق، واستباق المنافسين – خاصة “أبل” – في جمع بيانات الاستخدام الحقيقية، وبناء قاعدة من المعرفة والتفاعل تمكنها من تحسين منتجاتها المستقبلية. هذا التوجّه ليس جديدًا، إذ لطالما أبدى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، قناعةً بأن النظارات الذكية تمثل مستقبل الحوسبة، وأنها ستكون الخليفة الطبيعي للهواتف الذكية، وهو ما دفعه إلى ضخ استثمارات ضخمة في مشاريع مثل Quest VR.
في المقابل، يُظهر تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، اهتمامًا متزايدًا بنفس القطاع، لكن أبل لا تزال تتحرك بخطوات محسوبة، وهو ما تحاول ميتا استغلاله عبر التقدم بخطوة على الأقل، حتى وإن كانت السوق غير مهيأة تمامًا.
وتُركّز “هايبرنوفا” في المقام الأول على دمج الذكاء الاصطناعي بسلاسة ضمن تجربة الاستخدام اليومية، مثل التفاعل الصوتي وتحليل السياقات المحيطة بالمستخدم. ورغم غياب شاشة واقع معزز متكاملة، فإن وجود شاشة أصغر مع قدرات تفاعلية محسنة يعطي “هايبرنوفا” بعض الأفضلية المؤقتة.
في النهاية، يُنظر إلى “هايبرنوفا” كجسر استراتيجي لنقل ميتا من مرحلة التجربة إلى مرحلة الجاهزية الكاملة، حيث تنتظر الشركة أن يكون عام 2027 بداية التحول الكبير عبر إطلاق “Meta Orion”، التي قد تمثل اللحظة الفارقة في مستقبل تقنيات الواقع المعزز.