نظارة ذكية

شركة “بريليانت لابز” تطلق إصدارًا جديدًا من نظارات “فريم” الذكية مفتوحة المصدر تحت اسم “هالو”
أعلنت شركة “بريليانت لابز” (Brilliant Labs)، وهي شركة تقنية ناشئة مقرها في سنغافورة، عن إطلاق إصدار جديد من نظاراتها الذكية مفتوحة المصدر التي تُعرف باسم “فريم” (Frame). النسخة الجديدة التي تم الكشف عنها مؤخرًا تحمل اسم “هالو” (Halo)، وتُعد امتدادًا وتحسينًا للإصدار الأول الذي طُرح في الأسواق لأول مرة في أوائل عام 2024. تأتي نظارات “هالو” الذكية بمجموعة من الميزات التقنية المتطورة التي تعزز من تجربة المستخدم، وتتيح تفاعلًا أذكى وأكثر سلاسة مع البيئة المحيطة.

وتأتي نظارات “هالو” بسعر يبلغ حوالي 299 دولارًا أمريكيًا، ما يجعلها منافسة مباشرة من حيث التكلفة لنظارات “Ray-Ban Meta” الذكية التي طورتها شركة “ميتا” (Meta) بالتعاون مع “راي بان”. وهذا التسعير يجعل “هالو” خيارًا جذابًا للمستخدمين الذين يبحثون عن تقنيات قابلة للارتداء تجمع بين الوظائف الذكية والتصميم العصري بسعر متوسط نسبيًا.
يُذكر أن “بريليانت لابز” ركزت منذ البداية على تطوير أجهزة مفتوحة المصدر، مما يمنح المطورين والمجتمعات التقنية فرصة لتخصيص البرمجيات والتطبيقات المرتبطة بهذه الأجهزة بحسب احتياجاتهم المختلفة. ويُتوقع أن تحافظ نظارات “هالو” على هذا النهج المفتوح، مع دعمها لمنصات تطوير مرنة تسمح بإضافة وظائف جديدة أو تعديل الوظائف الحالية.
وتتميز النظارات الذكية “هالو” بعدد من التحسينات مقارنةً بالإصدار السابق “فريم”، مثل معالج أقوى لتحسين الأداء، وعمر بطارية أطول لتناسب الاستخدام اليومي، بالإضافة إلى واجهة استخدام أكثر سلاسة وفعالية. كما تدعم النظارات تقنيات متقدمة للتعرف على الصور والتفاعل الصوتي، مما يعزز قدرتها على تقديم معلومات لحظية للمستخدمين أثناء التنقل أو أداء المهام اليومية.
وتعد الأجهزة القابلة للارتداء، وخصوصًا النظارات الذكية، من أكثر القطاعات التقنية نموًا في السنوات الأخيرة، حيث تسعى شركات التكنولوجيا إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في منتجات يمكن استخدامها بشكل طبيعي في الحياة اليومية. ونظرًا لأن “بريليانت لابز” تقدم منتجًا مفتوح المصدر في هذا المجال، فهي تمنح المستخدمين والمطورين مستوى من الحرية لا يتوفر عادةً في المنتجات التجارية المغلقة.
ومن المتوقع أن تستقطب “هالو” شريحة واسعة من المهتمين بالتكنولوجيا، بما في ذلك المبرمجين، والمصممين، والمستخدمين الراغبين في تجربة أحدث ما توصلت إليه التقنية في مجال النظارات الذكية. ويبدو أن الشركة تسعى من خلال هذا المنتج إلى ترسيخ مكانتها في سوق المنافسة، خصوصًا في مواجهة عمالقة التكنولوجيا مثل “ميتا” و”غوغل”.
بهذا الإصدار الجديد، تؤكد “بريليانت لابز” التزامها بتقديم حلول ذكية ومبتكرة بأسعار معقولة، مع التركيز على المجتمعات التقنية المفتوحة التي تسعى إلى دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية بأسلوب عملي وشخصي.
نظارات “هالو” الذكية تُعدّ خطوة جديدة ومبتكرة في عالم التكنولوجيا القابلة للارتداء، حيث تأتي مزوّدة بقدرات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. من أبرز ما تقدمه هذه النظارات هو دمجها لوكيل ذكاء اصطناعي متعدد الوسائط يُعرف باسم “Noa”، الذي يستطيع التفاعل بشكل طبيعي وسلس مع المستخدمين. يتميز “Noa” بقدرته على فهم وتحليل ما يسمعه ويراه من محيطه، ليقدم ردودًا فورية ومبنية على سياق دقيق، ما يجعل التفاعل مع النظارات أقرب ما يكون إلى الحديث مع مساعد شخصي ذكي. وقد جاء هذا وفقًا لما ورد في تقرير نشره موقع “The Verge” المتخصص في أخبار التكنولوجيا
ولعلّ من أبرز مزايا “هالو” هي قدرتها على تلبية احتياجات الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة أو ضعف في البصر. حيث تستفيد النظارات من نظام جديد يدعى “Narrative”، طورته شركة “بريليانت لابز”، والذي يعتمد على البيانات التي تجمعها الكاميرات والميكروفونات والتفاعلات المختلفة مع المستخدم. هذا النظام يُمكن النظارة من إنشاء قاعدة معرفية شخصية لكل مستخدم، تساعد في تذكّر معلومات مثل أسماء الأشخاص الذين سبق والتقى بهم المستخدم، والتفاصيل التي وردت في محادثات سابقة، مما يعزز من قدرتها على تقديم تجربة ذكية ومخصصة.
وفي خطوة تُميّز “هالو” عن غيرها من الأجهزة القابلة للارتداء، لم تكتفِ الشركة بالاعتماد على الأوامر الصوتية فحسب، بل دمجت شاشة “microOLED” صغيرة بقياس 0.2 بوصة، توفّر واجهة تفاعلية بأسلوب الألعاب الكلاسيكية، وتظهر هذه الواجهة ضمن مجال الرؤية الجانبي للمستخدم، لتقدم تجربة مرئية فريدة. إلى جانب ذلك، تتميز النظارات بإدماج مكبرات صوت تعمل بتقنية التوصيل العظمي على جانبي الإطار، ما يضمن خصوصية في الاستماع دون إزعاج الآخرين أو الحاجة إلى سدّ الأذنين.
أما فيما يخص الأداء، فإن نظارات “هالو” تتمتع بعمر بطارية يصل إلى 14 ساعة من التشغيل، ويعود ذلك إلى استخدام كاميرا منخفضة الاستهلاك للطاقة بالإضافة إلى شريحة ذكاء اصطناعي تحتوي على وحدة معالجة عصبية خاصة. ورغم أنها أثقل بقليل من نظارات “فريم” التي طُرحت في العام السابق، إلا أن وزنها لا يتجاوز 40 غرامًا، مما يجعلها خفيفة نسبيًا ومريحة للاستخدام اليومي.
تُطرح نظارات “هالو” حاليًا للطلب المسبق بكميات محدودة عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة، وهي تأتي بتصميم أنيق مستوحى من نظارات “Ray-Ban Wayfarers”، لكن بلون أسود غير لامع فقط. ومن المتوقع أن تبدأ عملية الشحن للمستخدمين في نهاية شهر نوفمبر من عام 2025، ما يجعلها منتجًا واعدًا لعشاق التقنية والمستخدمين الباحثين عن أدوات ذكية تعزز تفاعلهم اليومي مع العالم.