تقنية

الذكاء الاصطناعي

تواجه الشركات الصينية تحديات كبيرة في الحصول على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، نتيجة للقيود التي تفرضها الولايات المتحدة على تصدير الشرائح والرقائق الإلكترونية المتطورة، ولا سيما تلك المُنتجة من قبل شركة “إنفيديا”، الرائدة في هذا القطاع. تهدف هذه القيود إلى الحد من تقدم الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يعتبره المسؤولون في واشنطن ميدانًا استراتيجيًا في التنافس التكنولوجي العالمي.

 شريحة ذكاء اصطناعي
شريحة ذكاء اصطناعي

منذ عام 2019، بدأت الولايات المتحدة في فرض سلسلة من العقوبات والتقييدات التي تستهدف الشركات الصينية، بما في ذلك حظر بيع بعض أنواع الشرائح المتقدمة المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم العميق والتعرف على الصور ومعالجة البيانات الضخمة. وتأتي هذه الخطوات في سياق أوسع من التوترات الجيوسياسية والاقتصادية بين البلدين، حيث ترى الولايات المتحدة أن التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي سيكون له دور حاسم في تحديد ملامح القوة العالمية في المستقبل القريب.

لكن على الرغم من هذه القيود، تشير تقارير حديثة إلى أن الصين لا تزال قادرة على التقدم في هذا المجال، بل وتُخطط لإنشاء بنية تحتية ضخمة لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي. ووفقًا لتقرير نشره موقع “Android Headlines”،، تعمل الصين حاليًا على تطوير مراكز بيانات هائلة ستكون مزودة بأكثر من 115,000 وحدة معالجة رسومية (GPU) متطورة من شركة “إنفيديا”، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية العقوبات الأميركية.

هذه التطورات تعكس قدرة الصين على التكيف مع القيود الغربية، إما من خلال التوريد غير المباشر عبر أطراف ثالثة أو من خلال تسريع جهودها لتطوير بدائل محلية. وقد شهدنا في السنوات الأخيرة محاولات صينية جادة لتطوير رقائق معالجة محلية عبر شركات مثل “هواوي” و”SMIC”، إلى جانب دعم حكومي واسع النطاق لتشجيع الابتكار في قطاع أشباه الموصلات.

من جهة أخرى، يسلط هذا المشهد الضوء على صعوبة السيطرة الكاملة على سلاسل التوريد العالمية، خاصة في الصناعات التقنية المعقدة. فرغم أن الشركات الأميركية تهيمن على سوق وحدات معالجة الرسوميات المتقدمة، إلا أن قنوات التوزيع العالمية، وكذلك التعاون بين الشركات متعددة الجنسيات، تتيح بعض المرونة في تجاوز القيود.

وبينما تسعى واشنطن إلى فرض مزيد من الضوابط، يبدو أن السباق التكنولوجي بين القوتين الاقتصاديتين يتجه نحو مزيد من التعقيد. فالصين مصممة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التقنيات الاستراتيجية، والذكاء الاصطناعي يقع في قلب هذه الاستراتيجية. وهذا يعزز التوقعات بأن السنوات المقبلة ستشهد تصعيدًا في المنافسة التكنولوجية، وربما أيضًا إعادة تشكيل لشبكات التحالفات التكنولوجية العالمية.

في المحصلة، يظهر أن محاولات الولايات المتحدة لعرقلة مسيرة الصين في مجال الذكاء الاصطناعي لم تؤتِ ثمارها بالكامل، بل على العكس ربما تسهم في دفع الصين نحو مزيد من الابتكار والتحدي.

رغم الحظر الأميركي.. الصين تتقدم في بناء بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي

استمرار استخدام وحدات H100 وH200 Hopper
على الرغم من القيود الأميركية الصارمة التي تهدف إلى تقييد وصول الصين إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، أفادت تقارير بأن بكين ستستخدم وحدات معالجة الرسوميات من طراز H100 وH200 Hopper، التي تخضع للحظر الأميركي.

مشروع عملاق: شبكة من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي

بناء ما يقارب 39 مركز بيانات
يتضمن المشروع الطموح إنشاء شبكة مكونة من 36 إلى 39 مركز بيانات مخصص لتقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس طموحات الصين التكنولوجية.

توزيع استراتيجي في الغرب الصيني

مناطق مثل شينجيانغ وتشينغهاي على الخريطة
سيتم توزيع مراكز البيانات بشكل استراتيجي في المناطق الغربية من الصين، مثل شينجيانغ وتشينغهاي، حيث تتوفر موارد طبيعية كبيرة.

تركيز القدرات في مركز بيانات حكومي

70% من القدرة الحوسبية في مركز واحد
ما يُقدر بـ70% من القدرة الحوسبية الكاملة (نحو 80,500 وحدة معالجة رسومية) ستُخصص لمركز بيانات حكومي ضخم بالقرب من مدينة ييوو في مقاطعة شينجيانغ.

ختيار المواقع بناءً على الموارد والمناخ

مزايا الرياح والطاقة الشمسية والمناخ البارد
تختار الصين مواقع نائية غنية بالطاقة المتجددة (مثل الرياح والشمس) والفحم، فضلًا عن المناخ المرتفع والبارد، لتقليل التكاليف المرتبطة بالتبريد وتشغيل البنية التحتية الضخمة.

شراكات واسعة ودعم حكومي قوي

شركات الذكاء الاصطناعي الصينية في قلب المشروع
تُشارك في هذا المشروع العديد من كبرى شركات الذكاء الاصطناعي الصينية، إلى جانب دعم حكومي مباشر يعزز من فرص نجاحه.

تفوق عالمي محتمل في عدد وحدات المعالجة

قدرة حوسبية تنافس النماذج العالمية المتقدمة
يشير التقرير إلى أن عدد وحدات معالجة الرسوميات المخطط استخدامها قد يُعادل أو يتجاوز القدرة المستخدمة في تطوير أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي العالمية.

كيف تحصل الصين على الرقائق رغم الحظر؟

لجوء محتمل إلى موردين خارجيين أو السوق السوداء
مع أن الحظر الأميركي يمنع بيع الرقائق مباشرة إلى الصين، يرجّح الخبراء أن بكين قد تحصل عليها عبر موردين خارجيين أو من خلال قنوات غير رسمية.

التشكيك الأميركي في فعالية شبكات التوريد الموازية

هل يمكن تزويد مشروع بهذا الحجم بشكل غير منظم؟
أبدى مسؤولون أميركيون شكوكًا في إمكانية حصول الصين على هذا الكم من الرقائق عبر شبكة توريد غير منظمة، لكن المشروع يشير إلى ثقة بكين في إمكانية تأمين الإمدادات.

تلميحات إلى تصنيع رقائق محليًا

الصين تُعزز من قدراتها الذاتية
إلى جانب استيراد الرقائق، توحي هذه الخطوة بأن الصين لا تزال تُكثف جهودها في تطوير قدراتها المحلية لتصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي.

مخاوف أمنية أميركية من التقدم الصيني

الذكاء الاصطناعي جزء من سباق القوة العالمية
ترى الولايات المتحدة في تقدم الصين بمجال الذكاء الاصطناعي تهديدًا للأمن القومي، وهو ما يدفعها لفرض المزيد من القيود على تصدير التقنيات الحساسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى