السعودية

“نينتندو تطلق أحدث أجزاء سلسلة ميترويد بعد ثمانية أعوام من الانتظار”

بعد فترة انتظار طويلة تجاوزت ثماني سنوات، أعلنت شركة “نينتندو” يوم الخميس عن إصدار أحدث جزء من سلسلة ألعاب الخيال العلمي الشهيرة “ميترويد” على أجهزة سويتش، في خطوة طال انتظارها من قبل عشاق اللعبة حول العالم. وقد مر هذا الجزء الجديد بمراحل تطوير صعبة، شابتها العديد من التحديات والمشاكل التقنية والإبداعية، مما أدى إلى تأجيل صدوره عدة مرات قبل أن يتمكن الفريق من تقديم نسخة متكاملة ومرضية للاعبين.

نينتندو
نينتندو

تعود سلسلة “ميترويد” إلى عام 1986، حيث انطلقت لتصبح واحدة من أشهر ألعاب الفيديو في نوعها، مستلهمة بشكل كبير من أفلام الخيال العلمي والكائنات الفضائية، وعلى رأسها سلسلة أفلام “إليين” Alien. تدور أحداث اللعبة حول صائدة الجوائز الشجاعة “ساموس آران”، التي تواجه مجموعة من الكائنات الفضائية المعروفة باسم “ميترويدز”، في صراع مستمر من أجل النجاة ومنع هذه الكائنات الخطيرة من تهديد الكون. وبفضل هذه الحبكة المثيرة والمليئة بالتشويق، استطاعت السلسلة أن تحصد قاعدة جماهيرية واسعة، جعلتها علامة فارقة في تاريخ ألعاب الفيديو.

السلسلة، التي تضم حتى الآن حوالي خمسة عشر إصدارًا، شهدت تطورًا ملحوظًا على مدار العقود الماضية. ففي بدايتها، كانت ألعاب “ميترويد” ثنائية الأبعاد، تركز على استكشاف العوالم المختلفة والتنقل عبر منصات متعددة، مع عناصر تقمص أدوار خفيفة ومراحل مليئة بالألغاز والتحديات. ومن أبرز هذه الإصدارات القديمة كانت الألعاب التي أُطلقت على أجهزة نينتندو مثل NES وSNES، والتي ساعدت على ترسيخ قاعدة الجماهير الأولى للشخصية الشهيرة “ساموس آران”.

ومع مرور الوقت، طرأت تغييرات كبيرة على شكل اللعبة ونمط اللعب. ففي عام 2002، شهدت السلسلة تحولًا نوعيًا مع إصدار “ميترويد برايم” على جهاز “غايم كيوب” Gamecube، حيث انتقلت اللعبة من بعد ثنائي الأبعاد إلى بعد ثلاثي الأبعاد، مع التركيز على عناصر المغامرة والاستكشاف بشكل أعمق، وإضافة رسومات متطورة ومؤثرات صوتية غامرة. هذا التحول لم يغير فقط من تجربة اللعب، بل أتاح للاعبين الانغماس بشكل أكبر في عالم اللعبة، والاستمتاع بالشعور بالاستكشاف ومواجهة الكائنات الفضائية بشكل أكثر ديناميكية وواقعية.

خلال السنوات التالية، استمرت سلسلة “ميترويد” في التطور من حيث الأسلوب الرسومي وطريقة اللعب، مع الحفاظ على جوهرها الأصلي المتمثل في الاستكشاف والمواجهة مع الكائنات الغريبة. وقد أطلقت نينتندو عدة نسخ للأجهزة المحمولة وأخرى لأجهزة الألعاب المنزلية المختلفة، ما ساهم في زيادة شهرة السلسلة وضمان استمرار اهتمام اللاعبين بها عبر أجيال متعددة.

الإصدار الأخير، الذي تم الإعلان عنه بعد انتظار طويل، يأتي ليجسد خلاصة تجربة نينتندو في تقديم ألعاب عالم مفتوح مليئة بالإثارة والغموض، مع دمج أساليب اللعب القديمة والتقنيات الحديثة، بما يتيح للاعبين القدامى والجدد تجربة ثرية وممتعة. ومع ذلك، فإن عملية تطوير اللعبة لم تكن سهلة، إذ تعرض الفريق المسؤول لعدة اضطرابات وتأخيرات، لكن في النهاية تمكن من تقديم نسخة متكاملة تعكس الطابع الفريد لسلسلة “ميترويد”، وتعيد إلى الأذهان ذكريات اللاعبين مع الإصدارات الكلاسيكية، بينما تقدم لهم تجربة جديدة تليق بعصر الألعاب الحديث.

بهذا الإصدار، تؤكد “نينتندو” مرة أخرى قدرتها على مزج الإرث الطويل لألعابها الكلاسيكية مع الابتكار والتجديد، مما يجعل “ميترويد” جزءًا من تاريخ الألعاب الذي يواصل جذب الأجيال الجديدة من محبي المغامرة والخيال العلمي.

لعبة “ميترويد برايم 4: بيوند” هي أحدث إضافة إلى سلسلة ألعاب “ميترويد برايم” الشهيرة، ومتاحة الآن على أجهزة سويتش 1 وسويتش 2. تدور أحداث اللعبة حول بطلة السلسلة التي تُرسل إلى كوكب بعيد لاستكشافه، سواء سيرًا على الأقدام أو باستخدام دراجة نارية سريعة. يعتمد أسلوب اللعب على الجمع بين الاستكشاف والمواجهة، حيث يتعين على اللاعب شق طريقه عبر بيئات متنوعة، من غابات خضراء مورقة إلى صحارى واسعة وجافة، مسلحًا بدرع استشرافية قوي مزود بمجموعة من القدرات الخاصة، إضافة إلى مدفع متطور مثبت على ذراعه يتيح له مواجهة الأعداء والتغلب على العقبات المختلفة.

تمثل القوى والمهارات الجديدة في هذا الإصدار عنصراً جوهرياً في طريقة اللعب، إذ يمكن للاعب استخدامها بذكاء للتقدم إلى مناطق جديدة، حل الألغاز، والتغلب على الأعداء المتنوعين الذين يواجههم على طول رحلته. ومع تحديثات التحكم الجديدة، أضافت اللعبة ميزة فريدة على جهاز سويتش 2، حيث يمكن استخدام وحدة التحكم القابلة للفصل كالماوس على الكمبيوتر، مما يوفر تجربة لعب أكثر انسيابية وملائمة لمحبي ألعاب إطلاق النار الذين اعتادوا على أسلوب التحكم التقليدي في الحواسيب. هذه الإضافة تعكس اهتمام المطورين بتقديم تجربة غامرة وممتعة تناسب مختلف أنماط اللاعبين.

قبل يوم واحد من الإصدار الرسمي، حصلت لعبة “ميترويد برايم 4: بيوند” على تقييم إيجابي على موقع “ميتاكريتيك”، حيث بلغ مجموع تقييماتها 81 من 100، اعتمادًا على 71 مراجعة من صحف ومواقع متخصصة في الألعاب الإلكترونية. هذا التقييم يعكس جودة اللعبة واهتمام المطورين بتقديم محتوى يرتقي لتوقعات جمهور السلسلة العريق، الذي ينتظر كل إصدار جديد بفارغ الصبر.

تعود قصة تطوير اللعبة إلى إعلانها الأول وسط ضجة كبيرة في صيف عام 2017، عندما كشفت شركة نينتندو عن مشروع اللعبة الجديد، قبل أن تتخذ في أوائل عام 2019 قرارًا غير معتاد بإعادة تطوير اللعبة بالكامل من الصفر. وأوضح رئيس قسم التطوير في نينتندو، شينيا تاكاهاشي، في فيديو نشر على يوتيوب في يناير 2019 أن النسخة الأولى لم تكن على مستوى المعايير التي تسعى الشركة لتحقيقها في الجزء الرابع من السلسلة، ما دفعها لإعادة البناء والتطوير لضمان تقديم تجربة أفضل.

تم تكليف استوديوهات ريترو الأميركية، المطور الرئيسي للأجزاء الثلاثة الأولى من “ميترويد برايم”، بإكمال المشروع، وهو ما ساعد على الحفاظ على روح السلسلة التقليدية مع إدخال تحسينات عصرية على أسلوب اللعب والجرافيك. على مدى السنوات التي أعقبت الإعلان الأول، أصبحت اللعبة واحدة من أكثر الألعاب غموضًا وانتظارًا في صناعة الألعاب، إلى جانب ألعاب أخرى لم تصدر منذ سنوات مثل “هاف لايف 3″ و”بيوند غود آند إيفل 2”.

وفي سياق استمرار السلسلة، أصدرت نينتندو جزءًا ثانويًا بعنوان “ميترويد دريد” على جهاز سويتش في عام 2021، والذي كان أقرب إلى أسلوب الألعاب الأصلية في السلسلة، لكنه لم يقلل من الترقب الكبير لمتابعي “ميترويد برايم 4″، الذين اعتبروا هذا الإصدار بمثابة العودة المنتظرة للعبة التي جمعت بين الاستكشاف المكثف والمعارك المثيرة في عالم خيالي غني بالتفاصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى