تقنية

أندرويد

يعاني عدد كبير من مستخدمي الهواتف الذكية من شعور غير مريح عند استخدام أجهزتهم داخل المركبات المتحركة وخصوصا الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد حيث يظهر ما يعرف بدوار الحركة. هذه الحالة شائعة بين الركاب في السيارات والحافلات والقطارات وقد تتسبب في أعراض مزعجة مثل الغثيان والصداع وفقدان التوازن والشعور بالدوخة وهو ما يدفع الكثيرين إلى تجنب النظر إلى شاشات هواتفهم أثناء التنقل حتى في الرحلات الطويلة.

أندرويد
أندرويد

يرجع دوار الحركة في الغالب إلى ما يسمى بالتضارب الحسي وهو خلل يحدث عندما تتلقى أجهزة الإحساس في الجسم إشارات متناقضة. فعند استخدام الهاتف داخل مركبة متحركة تركز العينان على شاشة ثابتة نسبيا لا تعكس الحركة المحيطة بينما تقوم الأذن الداخلية بإرسال إشارات إلى الدماغ تفيد بأن الجسم يتحرك بسرعة أو يتغير اتجاهه. هذا التناقض بين ما تراه العين وما تشعر به الأذن يربك الدماغ ويؤدي إلى ظهور الأعراض المعروفة لدوار الحركة.

ومع ازدياد اعتماد الناس على هواتفهم في مختلف جوانب حياتهم اليومية أصبح قضاء وقت طويل داخل المركبات أمرا لا مفر منه سواء أثناء الذهاب إلى العمل أو الدراسة أو خلال السفر. في هذه الأوقات يرغب الكثيرون في استخدام هواتفهم للقراءة أو تصفح الإنترنت أو متابعة الرسائل أو مشاهدة المحتوى المرئي إلا أن الخوف من الشعور بالدوار يحرمهم من هذه الإمكانية ويجعل تجربة التنقل أقل راحة ومتعة.

من المؤسف أن هذه المشكلة ما زالت تؤثر على شريحة واسعة من المستخدمين خاصة أن الهواتف الذكية أصبحت وسيلة أساسية للتواصل والترفيه والعمل في آن واحد. ولذلك فإن أي محاولة لمعالجة هذا الخلل وتحسين تجربة الاستخدام داخل المركبات تعد خطوة مهمة نحو جعل التكنولوجيا أكثر توافقا مع احتياجات الإنسان اليومية.

في هذا السياق تعمل شركة غوغل على تطوير ميزة جديدة ضمن الإصدار القادم من نظام أندرويد 17 تهدف إلى تقليل الإحساس بدوار الحركة عند استخدام الهاتف أثناء التنقل. وتسعى هذه الميزة إلى معالجة السبب الجذري للمشكلة من خلال تحسين التوافق بين الإشارات البصرية والحسية التي يتلقاها المستخدم أثناء الحركة. ويأمل أن تسهم هذه الخطوة في تخفيف الأعراض المزعجة وتمكين المستخدمين من الاستفادة من هواتفهم بشكل أكثر راحة وأمان داخل المركبات.

تعكس هذه المبادرة اهتمام غوغل المستمر بتطوير نظام أندرويد ليواكب التحديات اليومية التي يواجهها المستخدمون كما تؤكد أهمية الجانب الصحي في تصميم البرمجيات الحديثة. وإذا نجحت هذه الميزة في تحقيق هدفها فإنها قد تشكل نقلة نوعية في تجربة استخدام الهواتف الذكية أثناء التنقل وتمنح المستخدمين حرية أكبر في استغلال أوقاتهم دون القلق من الشعور بالدوار أو الانزعاج.

تُعرف هذه الميزة باسم Motion Cues أو إشارات الحركة وهي تقنية جديدة تهدف إلى تقليل الشعور بعدم الارتياح أو الدوار الذي قد يصيب بعض المستخدمين أثناء استخدام الهاتف في وسائل النقل المتحركة. تقوم الفكرة الأساسية لهذه الميزة على معالجة التضارب الحسي الذي يحدث عندما ترى العين شاشة ثابتة بينما يشعر الجسم بالحركة وهو ما يؤدي إلى الإحساس بالغثيان أو الدوخة لدى شريحة واسعة من المستخدمين

بحسب تقرير تقني متخصص فإن إشارات الحركة تعمل من خلال إضافة عناصر بصرية ذكية إلى واجهة الهاتف تحاكي حركة المركبة بشكل متزامن مع حركة المستخدم الفعلية. هذه العناصر تظهر على الشاشة في صورة نقاط أو مؤشرات تتحرك في الوقت الحقيقي اعتمادا على بيانات يتم جمعها من مستشعرات الحركة الموجودة في الهاتف مثل مقياس التسارع والجيروسكوب

تكمن فاعلية هذه الطريقة في أنها تجعل الشاشة وكأنها تتحرك مع المستخدم بدلا من أن تبقى ثابتة تماما وهو ما يساعد الدماغ على التوفيق بين ما تراه العين وما يشعر به الجسد. ونتيجة لذلك يقل الشعور بالتضارب الحسي بشكل ملحوظ وقد يختفي تماما لدى بعض الأشخاص مما يجعل تجربة استخدام الهاتف أثناء التنقل أكثر راحة واستقرارا

قد تبدو هذه الفكرة مألوفة للكثيرين والسبب في ذلك أن شركة غوغل ليست أول من قدم هذا النوع من الحلول. فقد سبقتها شركة أبل من خلال ميزة إشارات حركة السيارة التي تم تضمينها في نظام iOS 18 والتي لاقت انتشارا واسعا واهتماما إعلاميا كبيرا. ومع ذلك فإن جذور هذه الفكرة تعود إلى ما هو أقدم من ذلك

في عام 2018 ظهر تطبيق مجاني على نظام أندرويد قام بتطبيق المفهوم نفسه تقريبا قبل أن يصبح جزءا من أنظمة التشغيل الرسمية. يحمل هذا التطبيق اسم KineStop وهو متاح لأي هاتف يعمل بنظام أندرويد 7.0 أو أحدث. لا يتطلب التطبيق سوى تحميله ومنحه إذن العرض فوق التطبيقات الأخرى ثم تشغيله ليبدأ في أداء وظيفته بشكل مباشر

ورغم بساطة هذا التطبيق إلا أنه أثبت فعالية كبيرة لدى عدد كبير من المستخدمين الذين يعانون من دوار الحركة أثناء استخدام الهاتف في السيارة أو وسائل النقل العامة. هذا النجاح المبكر يوضح أن الحلول البرمجية البسيطة يمكن أن يكون لها تأثير ملموس على راحة المستخدم اليومية

عند طرح غوغل لهذه الميزة بشكل رسمي قد تختار الشركة تسميتها باسم Motion Assist بدلا من Motion Cues وذلك لتفادي أي مقارنات مباشرة أو اتهامات بالتقليد من شركة أبل. لكن الاسم في النهاية ليس هو العنصر الأهم بقدر ما تهم الفائدة العملية التي ستعود على المستخدمين

ومن المتوقع أن يكون من الأفضل دمج هذه الميزة مع وضع Transiting القادم في نظام أندرويد وهو وضع يهدف إلى أتمتة إعدادات الجهاز أثناء التنقل مثل الصوت والإشعارات والشاشة. وفي السيناريو المثالي سيتم تفعيل Motion Assist تلقائيا عند تشغيل وضع Transiting مما يوفر تجربة تنقل أكثر سلاسة وراحة دون الحاجة إلى تدخل يدوي من المستخدم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى