تقنية

هواوي

تستعد شركة هواوي، وفقاً لتقارير وتسريبات حديثة، لدخول مرحلة جديدة في سباق الأجهزة القابلة للطي، إذ تعمل الشركة على تطوير هاتف ذكي جديد بشاشة كبيرة، يُعتقد أنه صُمم خصيصاً لمنافسة هاتف آبل القابل للطي المتوقع صدوره في العام المقبل، والذي يُعرف مؤقتاً باسم آيفون فولد. ويبدو أن هواوي تسعى من خلال هذا المشروع إلى تعزيز موقعها في سوق الهواتف الذكية المتطورة، خاصة في ظل اشتداد المنافسة بين الشركات الكبرى التي تتجه نحو هذا النوع من الأجهزة المستقبلية.

هواوي
هواوي

بحسب ما كشفه المدون التقني الصيني الشهير Digital Chat Station على منصة ويبو، فإن إحدى الشركات الخمس الكبرى في الصين بدأت بالفعل اختبار نموذج أولي لهاتف قابل للطي، يتميز بشاشة رئيسية يبلغ حجمها 7.6 بوصة، إلى جانب شاشة خارجية قياسها 5.5 بوصة. وتشير المواصفات إلى أن نسبة العرض إلى الارتفاع تقترب من 14 إلى 10، ما يمنح الجهاز تجربة استخدام واسعة ومريحة تتناسب مع مختلف أنماط العمل والترفيه.

ورغم أن التسريب لم يذكر اسم الشركة المصنعة بشكل مباشر، فإن العديد من المحللين رجّحوا أن الجهاز يعود إلى هواوي، وذلك استناداً إلى بعض التفاصيل التقنية التي تتوافق مع توجهات الشركة الأخيرة، ولا سيما إشارته إلى اعتماد شريحة معالجة رائدة من الجيل الأحدث. وقد استبعدت المصادر أن يكون الهاتف جزءاً من سلسلة أوبو فايند N6، وهو ما عزز فرضية ارتباط التسريب بمشروع جديد تابع لهواوي.

تسعى هواوي من خلال هذا التوجه إلى إعادة ترسيخ حضورها في قطاع الهواتف الذكية عالية الفئة، بعد التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية نتيجة القيود التقنية والتجارية المفروضة عليها. ومع ذلك، أثبتت الشركة قدرتها على الابتكار من خلال إطلاق سلسلة من الأجهزة المميزة التي لاقت نجاحاً واسعاً في الأسواق الصينية والعالمية، مثل هواتف ميت إكس وميت إكس إس التي ساهمت في ترسيخ مكانتها كأحد رواد تقنيات الشاشات القابلة للطي.

ويتوقع أن يحمل الهاتف الجديد تحسينات كبيرة في التصميم والأداء، مع الاعتماد على مفصل أكثر متانة ووزن أخف، إلى جانب تطوير نظام العرض ليكون أكثر سلاسة واستجابة. كما تشير التوقعات إلى أن هواوي قد تعتمد على تقنيات العرض الخاصة بها لتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين، وهو ما يمنحها مرونة أكبر في التحكم بالإنتاج والتطوير.

من جانب آخر، يتزامن هذا المشروع مع استعداد شركة آبل لدخول سوق الأجهزة القابلة للطي لأول مرة، وهو ما قد يشعل المنافسة بين عملاقي التكنولوجيا. إذ تشير تقارير إلى أن آيفون فولد سيقدم مفهوماً جديداً لتجربة الاستخدام، ما سيدفع هواوي إلى تقديم جهاز يجمع بين الأناقة، الكفاءة، والابتكار التقني.

ويعتقد خبراء الصناعة أن دخول هواوي هذه المرحلة يعكس ثقة الشركة في قدراتها الهندسية وتفوقها في مجال تصميم الشاشات والمفاصل المتطورة. كما أن هذا التحرك يشير إلى أن سوق الأجهزة القابلة للطي لم يعد حكراً على عدد محدود من الشركات، بل أصبح مجالاً مفتوحاً للابتكار والتجديد. وفي حال تم إطلاق الهاتف في الموعد المتوقع، فإن هواوي قد تعود بقوة إلى صدارة المنافسة العالمية، مدعومة بخبرة واسعة ورؤية واضحة لمستقبل الهواتف الذكية.

الهاتف الجديد، الذي يُتوقع أن يحمل اسم Pura X، يثير اهتمامًا واسعًا في الأوساط التقنية، إذ تشير التسريبات إلى أنه سيكون أول هاتف في السوق يعتمد تصميمًا قابلًا للطي أفقيًا مع شاشة واسعة. هذا التوجه الجديد يمثل نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية، حيث تسعى الشركة إلى الدمج بين مرونة الهواتف الحديثة وتجربة الاستخدام التي تشبه الحواسيب اللوحية. التصميم الذي تعمل عليه الشركة ليس غريبًا تمامًا، فقد جرى اختباره سابقًا في إصدار سابق من الهاتف نفسه، تميز بشاشة رئيسية من نوع OLED بقياس يقارب 6.3 بوصة ودقة بلغت 2120×1320 بكسل، إلى جانب شاشة خارجية مربعة بحجم 3.5 بوصة ودقة 980×980 بكسل. هذا التكوين أتاح للمستخدمين تجربة مزدوجة تجمع بين سهولة الاستخدام وسلاسة الانتقال بين الشاشتين، ما جعل الهاتف السابق نموذجًا أوليًا لتطوير الجيل الجديد.

ويبدو أن هذا المشروع الجديد يأتي كرد مباشر على تحركات شركة “أبل”، التي تستعد لدخول عالم الأجهزة القابلة للطي من خلال هاتفها المنتظر، والمتوقع أن يأتي بشاشة تصل إلى 7.7 بوصة بنسبة عرض إلى ارتفاع تبلغ نحو 14.1:10، بحيث يقدم تصميمًا قريبًا من آيباد ميني عند فتحه بالكامل. المنافسة بين الشركتين في هذا المجال تعكس سباقًا واضحًا نحو إعادة تعريف مفهوم الهاتف الذكي، وتحويله إلى جهاز أكثر مرونة يجمع بين خصائص الهواتف والحواسيب اللوحية في آن واحد.

ويرى محللون أن اعتماد “هواوي” على الطي الأفقي الواسع لا يهدف فقط إلى الابتكار في التصميم، بل يعكس أيضًا رؤية جديدة لطريقة تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم. فالهاتف القابل للطي أفقيًا يوفر مساحة عرض أكبر من الهواتف التقليدية، ما يتيح تجربة أكثر راحة في قراءة الكتب الرقمية أو تصفح المواقع أو مشاهدة الأفلام، بل وحتى في ممارسة الألعاب التي تتطلب شاشة كبيرة. هذه التجربة الغامرة قد تقلل من الحاجة إلى استخدام الحواسيب اللوحية في العديد من المهام اليومية، لتتحول الهواتف إلى أجهزة متعددة الاستخدامات تجمع بين الإنتاجية والترفيه.

إضافة إلى ذلك، يتوقع الخبراء أن يحمل الهاتف الجديد تحسينات ملحوظة في متانة المفصل وآلية الطي، وهي النقطة التي واجهت العديد من التحديات في الأجيال الأولى من الهواتف القابلة للطي. كما يُنتظر أن تعتمد الشركة على مواد جديدة للشاشة توفر مرونة عالية ومقاومة أفضل للخدوش والانحناءات المتكررة، ما يجعل الهاتف أكثر قابلية للاستخدام اليومي دون خوف من التلف السريع.

من جهة أخرى، يُتوقع أن ترافق هذه الابتكارات تطورات على مستوى البرمجيات، حيث تعمل الشركة على تطوير واجهة ذكية قادرة على التكيف تلقائيًا مع وضعية الطي والفتح، وتتيح توزيع النوافذ والتطبيقات بشكل مرن وسلس. هذه التجربة البرمجية ستكون أساسية في نجاح الهاتف، إذ تهدف إلى تحقيق توازن بين الأداء العملي والتجربة البصرية المريحة.

في المجمل، يبدو أن الهاتف القادم Pura X يمثل خطوة جريئة نحو مستقبل جديد في عالم الأجهزة الذكية، حيث يسعى إلى دمج قوة الأداء، وسحر التصميم، وسهولة الاستخدام، في جهاز واحد يجمع بين الهاتف واللوحي في تجربة متكاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى