هواوي
تستعد شركة هواوي الصينية في الفترة الحالية للكشف عن تقنية جديدة تعد خطوة مهمة في مجال تطوير البنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وهي تقنية تهدف إلى رفع مستوى كفاءة استخدام وحدات معالجة الرسوميات والرقاقات العصبية بصورة كبيرة مقارنة بالمعدلات المتاحة في الوقت الراهن. وتأتي هذه الخطوة في سياق سعي الشركة إلى التغلب على القيود المفروضة على العتاد من خلال إيجاد حلول تعتمد بشكل رئيسي على تحسينات برمجية متقدمة تسهم في تعويض الفجوات في القدرات المادية للأجهزة وتمنحها مستويات أعلى من الأداء والاستفادة.

وتشير التوقعات إلى أن التقنية التي تعمل هواوي على تقديمها ستحدث فارقا واضحا في معدلات تشغيل الرقائق المختلفة، إذ من المرجح أن ترتفع معدلات الاستغلال إلى نسب تقترب من سبعين في المئة بعدما كانت تتراوح عادة بين ثلاثين وأربعين في المئة فقط. وهذا الارتفاع الكبير في كفاءة الاستفادة يعد مؤشرا على قدرة البرمجيات الذكية على توظيف العتاد المتاح بأسلوب أمثل، مما يفتح المجال أمام الشركات والمؤسسات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنجاز عمليات تدريب النماذج وتشغيلها بسرعة أكبر وبتكلفة أقل.
ويأتي هذا التطور الجديد ضمن استراتيجية أوسع تتبناها هواوي تهدف إلى تعزيز حضورها في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي، خاصة في ظل المنافسة المتصاعدة مع الشركات الكبرى التي تسيطر على هذا المجال. وتحرص الشركة على تقديم حلول تكنولوجية قادرة على التوافق مع مختلف أنواع الرقائق سواء كانت من إنتاجها أو من إنتاج شركات أخرى مثل نفيديا أو رقاقات توفرها جهات متعددة، بحيث يتم توحيد إدارة الموارد الحاسوبية عبر مختلف منصات العتاد دون أن يشعر المستخدم بأي اختلاف أو يتأثر سير العمل بأي عوائق تقنية.
وتسعى التقنية الجديدة إلى تحقيق مستوى أعلى من التكامل بين موارد الحوسبة المتعددة من خلال نظام إداري موحد يقوم بتوزيع المهام بصورة ذكية ويضمن الاستفادة القصوى من كل جزء من أجزاء العتاد المتوفر. ويعتمد هذا النظام على خوارزميات متقدمة لتحليل احتياجات كل تطبيق وتخصيص القدرات المناسبة له، مما يقلل من الهدر في الطاقة والوقت ويرفع مستوى الاعتمادية ويزيد من القدرة على التعامل مع أحمال عمل ضخمة تتطلب عمليات حسابية معقدة.
ومن الجوانب المهمة في هذه التقنية أنها توفر مرونة عالية للشركات التي تستخدم بنى تحتية مختلطة تعتمد على أنواع مختلفة من الرقائق، إذ تسمح بتشغيل الأنظمة بسلاسة دون الحاجة إلى إعادة تهيئة بيئة العمل في كل مرة يتم فيها استخدام نوع جديد من العتاد. وتعد هذه المرونة خطوة جوهرية نحو بناء بيئة تقنية أكثر انفتاحا وقادرة على مواكبة التطور السريع في عالم الذكاء الاصطناعي حيث تتغير المتطلبات وتتطور الأساليب بشكل متواصل.
ومن المتوقع أن تمنح هذه التقنية الشركات التي تعتمد على حلول هواوي ميزة تنافسية ملحوظة، إذ ستتمكن من تسريع وتيرة التطوير والابتكار وخفض التكاليف المرتبطة بالبنى التحتية المكثفة للذكاء الاصطناعي. كما يمكن أن تشجع هذه الخطوة شركات أخرى على اتباع نهج مشابه يركز على تحسين قدرات البرامج بدلا من الاعتماد الكامل على ترقيات العتاد، وهو ما قد يسهم في توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي على مستوى عالمي وبصورة أكثر كفاءة واستدامة.
إذا تم تأكيد فعالية هذه التقنية، فقد تسهم في تعزيز مبيعات رقاقات Ascend AI داخل الصين وتقليل الاعتماد على رقاقات إنفيديا.
نهج برمجي مستوحى من السوق العالمي
تتشابه التقنية الجديدة مع منتج Run:ai الذي استحوذت عليه إنفيديا عام 2024 مقابل 700 مليون دولار، والذي يتولى تنسيق أحمال الذكاء الاصطناعي عبر مجموعات واسعة من وحدات معالجة الرسوميات.
ويجسد هذا التوجه رؤية مؤسس هواوي رن تشنغفي، القائمة على تطوير الخوارزميات والبرمجيات وتقنيات التجميع لتجاوز القيود المفروضة على رقاقات الذكاء الاصطناعي داخل الصين.
وتعمل هواوي حالياً على الترويج لنظام CloudMatrix 384، وهو نظام حوسبة ضخم يدمج رقاقات Ascend للتعامل مع أحمال الذكاء الاصطناعي الثقيلة في مراكز البيانات.
وفي سبتمبر، كشفت الشركة عن خريطة طريق تمتد لثلاث سنوات لسلسلة Ascend، وتشمل الرقاقات الجديدة 950PR/DT و960 و970، مع خطط للتوسع في التجميع على نطاق أكبر.
استثمارات ضخمة في البحث والتطوير
وصل إجمالي إنفاق هواوي على البحث والتطوير إلى 179.7 مليار يوان (25.2 مليار دولار) في 2024، أي ما يمثل 20.8% من إجمالي إيراداتها، بحسب التقرير السنوي.
وفي خطوة ذات صلة، أطلقت شركة SiCarrier المرتبطة بهواوي والمدعومة من حكومة شنتشن أكثر من 30 منتجاً في مارس، تضمنت أدوات التشتت والنقش والترسيب الرقيق والفحص البصري والقياس واختبارات الطاقة.
كما تشمل أنشطة شركاتها الفرعية تطوير برمجيات التصميم الإلكتروني وأجهزة القياس وتقنيات الطباعة العميقة بالأشعة فوق البنفسجية، في إطار جهود الصين لتعزيز الاكتفاء الذاتي في سلسلة توريد أشباه الموصلات.




