تقنية

هواوي

أعلنت شركة هواوي عن أحدث إضافاتها في مجال الهواتف الذكية عالية المواصفات، وهو هاتف من سلسلة “ميت 80″، الذي يأتي مزودًا بمعالج قوي يُعرف باسم “كيرين 9030”. هذا المعالج يعد القلب النابض للهاتف، حيث يلعب دورًا محوريًا في تحسين الأداء وسرعة المعالجة، وتمكين الهاتف من تشغيل التطبيقات والألعاب الحديثة بكفاءة عالية، مع دعم مهام متعددة في الوقت نفسه دون أي تباطؤ يُذكر. وفقًا لتقارير شركة الأبحاث الكندية “تيك إنسايتس”، فقد تولّت شركة إس إم آي سي الصينية المتخصصة في تصنيع الرقائق الإلكترونية مهمة إنتاج هذا المعالج. ويُعد هذا الإنجاز مهمًا نظرًا لأن إس إم آي سي تعد واحدة من أكبر شركات تصنيع الرقائق في الصين، ولها مكانة بارزة على مستوى الصناعة الإلكترونية العالمية.

هواوي
هواوي

المعالج الجديد “كيرين 9030” تم تصنيعه باستخدام تقنية متقدمة محسّنة بدقة سبعة نانومتر. هذه التقنية تعكس مستوى متقدمًا من الابتكار في تصميم الرقائق، حيث تتيح زيادة كثافة الترانزستورات داخل المعالج، مما يحسّن الأداء ويقلل من استهلاك الطاقة، وهو أمر بالغ الأهمية للهواتف الحديثة التي تتطلب كفاءة عالية في استهلاك البطارية مع تقديم أداء قوي. ومع ذلك، يظل هذا المعالج أقل تطورًا مقارنة بالتقنيات التي تستخدمها بعض الشركات العالمية الرائدة في مجال تصنيع الرقائق، مثل شركة تي إس إم سي التايوانية وسامسونج الكورية الجنوبية، اللتين توصلتا بالفعل إلى تقنيات أصغر حجمًا وأكثر تقدمًا، ما يمنحهما ميزة تنافسية على مستوى السرعة والكفاءة واستهلاك الطاقة.

رغم ذلك، يمثل تصنيع “كيرين 9030” خطوة مهمة لهواوي وإس إم آي سي في سبيل تعزيز الاكتفاء الذاتي للصناعة الصينية، وتقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية في مجال صناعة المعالجات الدقيقة. هذه الخطوة تُظهر رغبة قوية في تطوير تقنيات محلية عالية المستوى، تكون قادرة على منافسة الشركات الكبرى عالميًا، وهو ما يعكس توجه الصين نحو تعزيز قطاعها التكنولوجي بشكل كبير. ويشير محللون إلى أن تصنيع معالجات بهذه الدقة المتقدمة، حتى وإن كانت أقل تقدمًا من تقنيات تي إس إم سي وسامسونج، يمثل تحديًا تقنيًا كبيرًا، ويؤكد قدرات المهندسين الصينيين على تطوير حلول مبتكرة في مجال تكنولوجيا أشباه الموصلات.

إضافة إلى ذلك، يوفر معالج “كيرين 9030” تجربة محسّنة للمستخدمين من خلال سرعات أعلى في معالجة البيانات، وقدرات أفضل في معالجة الرسوميات، وتحسين أداء الكاميرا وتقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الهواتف الذكية. هذا المعالج يتيح أيضًا دعم الشبكات الحديثة، مثل شبكات الجيل الخامس، مما يرفع من كفاءة الاتصال وسرعة نقل البيانات، وهو ما أصبح أمرًا ضروريًا لمواكبة متطلبات المستخدمين في العصر الحالي. كما أن الاعتماد على معالج محلي الصنع يساعد هواوي على ضمان سلسلة إمداد مستقرة نسبيًا، خاصة في ظل التوترات التجارية العالمية التي قد تؤثر على استيراد الرقائق من الخارج.

باختصار، يعد معالج “كيرين 9030” إنجازًا مهمًا لهواوي ولشركة إس إم آي سي، حيث يجمع بين الأداء العالي والكفاءة في استهلاك الطاقة، ويعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تطوير صناعة محلية قوية في مجال الرقائق الإلكترونية، على الرغم من أنه لا يزال متأخرًا قليلًا مقارنة بأحدث تقنيات شركات مثل تي إس إم سي وسامسونج.

صدر تقرير في الثامن من ديسمبر تناول آخر التطورات في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية، مشيرًا إلى أن شريحة كيرين 9030 تم تطويرها باستخدام عملية تصنيع تعرف باسم “SMIC N+3”. وأوضح التقرير أن هذه العملية تمثل امتدادًا محسنًا للدقة السابقة للشركة، والتي كانت تعرف باسم “N+2” والتي اعتمدت على تقنية تصنيع سبعة نانومتر. وبهذا فإن شريحة كيرين الجديدة تستفيد من التحسينات التي تم إدخالها على العملية السابقة، بما يسهم في زيادة كفاءة الأداء وتقليل استهلاك الطاقة، مع الحفاظ على القدرة على دمج عدد أكبر من الترانزستورات في المساحة نفسها.

وأشار التقرير إلى أن عملية N+3 على الرغم من كونها تحسينًا مهمًا لشركة SMIC، إلا أنها لا تزال أقل تقدمًا بكثير عند مقارنتها بأحدث عمليات تصنيع الشركتين الرائدتين عالميًا، تي إس إم سي وسامسونج، اللتين تستخدمان تقنيات تصنيع بدقة خمسة نانومتر. ويعني ذلك أن الرقائق المصنعة باستخدام N+3 قد تكون أقل قدرة على تقديم نفس الأداء العالي والكثافة العالية للترانزستورات مقارنة بالرقائق المصنعة باستخدام تقنيات الخمسة نانومتر المتقدمة، والتي تُعد من بين الأحدث على مستوى صناعة الرقائق عالميًا.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا التطور يأتي في سياق المنافسة الشديدة في صناعة أشباه الموصلات بين الشركات الكبرى، حيث يسعى كل طرف إلى تحسين قدراته التقنية وتقديم شرائح قادرة على تلبية احتياجات الأجهزة الحديثة من الهواتف الذكية إلى الحواسيب المتقدمة. وبالرغم من التقدم الملحوظ لشركة SMIC في تطوير شريحة كيرين الجديدة، إلا أن الفجوة بين الشركات الصينية والعالمية الكبرى في هذا المجال لا تزال واضحة من حيث مستوى الدقة والتقنية المستخدمة في التصنيع.

وفي سياق متصل، شهدت العلاقات بين الصين وبعض الجهات الدولية توترات خلال الأشهر الماضية، حيث أدرجت السلطات الصينية في أكتوبر شركة “تيك إنسايتس”، التي تصدر تقارير دورية حول تطورات شركات مثل هواوي وSMIC في مجال الرقائق الإلكترونية، على قائمة الكيانات غير الموثوقة. ويعكس هذا الإجراء التوترات القائمة حول نقل التكنولوجيا والمنافسة في قطاع أشباه الموصلات، ويشير إلى محاولات بعض الدول تنظيم وتقييد تدفق المعلومات والتقنيات الحساسة المرتبطة بهذا المجال الاستراتيجي.

وبناءً على ذلك، يمكن القول إن تطوير شريحة كيرين 9030 باستخدام عملية N+3 يعكس قدرة شركات التصنيع الصينية على تحقيق تقدم تقني ملموس في مجال تصنيع الرقائق، لكنه يوضح أيضًا حجم التحديات التي تواجهها في الوصول إلى مستويات التقنية المتقدمة المستخدمة من قبل الشركات الرائدة عالميًا. ومن جهة أخرى، تعكس القرارات المرتبطة بإدراج بعض الشركات على قوائم الكيانات غير الموثوقة التوترات الجيوسياسية والتجارية التي تؤثر بشكل مباشر على قطاع أشباه الموصلات، مما يجعل من الضروري للشركات الصينية تبني استراتيجيات مبتكرة للتغلب على القيود الخارجية وتعزيز قدراتها التكنولوجية داخليًا وخارجيًا.

إن ما يميز هذه المرحلة هو التعقيد الكبير في صناعة الرقائق، حيث تتداخل الجوانب التقنية والاقتصادية والسياسية، ويصبح أي تقدم في التكنولوجيا مرتبطًا بالتحديات الدولية، سواء فيما يتعلق بالمنافسة التقنية أو التحكم في سلاسل الإمداد أو القيود المفروضة على نقل المعرفة والابتكار. وبذلك، تبقى عملية تصنيع شريحة كيرين 9030 باستخدام تقنية N+3 مثالًا على التقدم المحلي الصيني في تصنيع الرقائق، وعلى التحديات التي لا تزال تواجهها الشركة في المنافسة مع الشركات العالمية الرائدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى