تقنية

هواوي

هواوي تنفي مزاعم نسخ نموذج لغوي من علي بابا وتؤكد استقلالية تطوير “Pangu Pro”

رفض قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي التابع لشركة هواوي الصينية، المعروف باسم “Noah’s Ark Lab”، مزاعم تشير إلى أن النموذج اللغوي الكبير الخاص بها “Pangu Pro” أو “Pangu Pro Moe” يحتوي على عناصر منسوخة من نموذج آخر طورته مجموعة علي بابا، وأكد أن تطوير هذا النموذج قد تم بشكل مستقل تمامًا من البداية وحتى التدريب والإطلاق.

هواوي
هواوي

وجاء نفي هواوي في بيان رسمي نُشر يوم السبت، وذلك في أعقاب ورقة بحثية أثارت جدلًا، نشرتها جهة تُدعى “HonestAGI” على منصة “GitHub”، وهي منصة شهيرة لمشاركة الأكواد والبحوث التقنية. وقد زعمت الورقة أن هناك “تشابهًا استثنائيًا” بين نموذج “Pangu Pro Moe” القائم على تقنية “مزيج الخبراء” (Mixture of Experts)، ونموذج “Qwen 2.5 14B” الذي تطوره شركة علي بابا.

وأشار الباحثون في الورقة المثيرة للجدل إلى أن التشابه في استجابات النماذج، خصوصًا في الأسئلة المعقدة، يوحي بوجود تقارب غير معتاد، يتجاوز ما يمكن تفسيره بالتقنيات المشتركة فقط. كما استخدمت الورقة أدوات تحليل كمية ونوعية، لقياس مستوى التشابه في البنية والاستجابة، وخلصت إلى أن نموذج هواوي قد “يكون متأثرًا أو مبنيًا جزئيًا” على نموذج علي بابا، على حد وصفهم.

في المقابل، شدد “Noah’s Ark Lab” في بيانه على أن “Pangu Pro Moe” هو ثمرة سنوات من البحث الداخلي المستقل، ولا يحتوي على أي شفرة أو مكونات مدربة أو مشتقة من نماذج خارجية. وأوضح الفريق أن تطوير النموذج اعتمد على بيانات ومصادر مفتوحة أو مرخصة، ضمن إطار قانوني وأخلاقي صارم، يلتزم بمعايير البحث والابتكار العالمية.

كما أشار البيان إلى أن “التشابه في نتائج بعض النماذج قد يكون نتيجة استخدام استراتيجيات تدريب أو بنى معمارية متقاربة، وهو أمر شائع في مجتمع الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على أطر مفتوحة المصدر ومعايير بحثية مشتركة”. وأضاف: “لكن ذلك لا يعني وجود نسخ أو استنساخ، بل يعكس النضج العام للمجال والتقارب في الاتجاهات التقنية”.

وقد أثارت القضية تفاعلًا واسعًا في الأوساط البحثية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لبعض الجهات المستقلة للتحقق من المزاعم بشكل علمي وشفاف، خاصة في ظل التنافس المتصاعد بين عمالقة التكنولوجيا الصينيين لتطوير نماذج لغوية قادرة على منافسة “GPT” و”Claude” و”Gemini” في الأسواق العالمية.

وتسلط هذه الحادثة الضوء على التحديات المتزايدة المتعلقة بالملكية الفكرية، والشفافية في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع الانتشار السريع للنماذج مفتوحة المصدر واستخدام تقنيات متقدمة مثل مزيج الخبراء التي تسمح بتوزيع المهام على شبكات فرعية متخصصة.

وفي ختام بيانه، دعا قسم الأبحاث في هواوي إلى تعزيز التعاون البحثي المفتوح، وبناء بيئة تعتمد على النزاهة والتوثيق العلمي، بعيدًا عن الاتهامات غير المستندة إلى أدلة دامغة.

أشارت ورقة بحثية حديثة إلى أن نموذج الذكاء الاصطناعي الذي طورته شركة “هواوي” ربما لم يتم بناؤه من الصفر كما تدّعي، وإنما تم تطويره من خلال ما يسمى بـ”إعادة الاستخدام المبتكرة”، وهي طريقة تعتمد على تعديل نماذج موجودة مسبقًا بدلاً من تدريب نموذج جديد بالكامل. وقد أثارت هذه الفرضية جدلاً واسعًا داخل مجتمع الذكاء الاصطناعي على الإنترنت، كما تم تداولها على نطاق واسع في وسائل الإعلام الصينية المختصة بالتكنولوجيا، وذلك بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.

وبحسب الورقة ذاتها، فإن نتائج تحليل النموذج تشير إلى احتمال وجود انتهاكات لحقوق الملكية الفكرية، إضافة إلى تزييف بعض المعلومات في الوثائق الفنية المصاحبة، إلى جانب مزاعم غير دقيقة حول حجم الاستثمارات التي تقول “هواوي” إنها خصصتها لتدريب هذا النموذج الجديد. هذه الادعاءات أثارت موجة من الشكوك والانتقادات، خاصة في ظل التنافس الشديد بين شركات التقنية الصينية على الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.

في المقابل، أصدر مختبر “Noah’s Ark Lab” التابع لهواوي بيانًا رسميًا نفى فيه تلك المزاعم، مؤكدًا أن النموذج لم يُبْنَ بالاعتماد على مراحل تدريب سابقة لنماذج من شركات أخرى، وأنه يمثل ابتكارًا حقيقيًا في بنائه من حيث التصميم والتقنيات المستخدمة. وأوضح المختبر أيضًا أن النموذج هو الأول من نوعه الذي يتم تطويره بالكامل باستخدام شرائح “Ascend”، وهي شرائح ذكاء اصطناعي من إنتاج “هواوي”، الأمر الذي يعكس محاولة الشركة تعزيز استقلاليتها التكنولوجية.

وأضاف البيان أن فريق تطوير النموذج التزم بشكل صارم بجميع متطلبات ترخيص البرمجيات مفتوحة المصدر عند استخدام أي شيفرات من مصادر خارجية، دون أن يحدد أو يكشف أسماء النماذج أو الأكواد المفتوحة المصدر التي تم استخدامها.

من جهة أخرى، شهد قطاع الذكاء الاصطناعي الصيني زخمًا كبيرًا في يناير الماضي بعد أن أطلقت الشركة الناشئة “ديب سيك” نموذج “R1” مفتوح المصدر، والذي فاجأ الأسواق العالمية بتكلفته المنخفضة وقدراته التنافسية، ما أشعل سباقًا محمومًا بين الشركات الصينية العملاقة لتقديم نماذج منافسة تعتمد على المصدر المفتوح.

وفي هذا السياق، أطلقت شركة “علي بابا” نموذج “Qwen 2.5-14B” في مايو 2024، وهو نموذج صغير الحجم من عائلة “Qwen 2.5″، يمكن تشغيله على الحواسيب الشخصية والهواتف الذكية، ويُعد موجهًا بشكل أساسي للمستخدمين العاديين ويقدم خدمات دردشة شبيهة بتلك التي يقدمها “شات جي بي تي”.

أما “هواوي”، ورغم دخولها المبكر إلى هذا المجال منذ عام 2021 مع إطلاق نموذج “Pangu”، إلا أنها لا تزال تُعتبر متأخرة نسبيًا عن منافسيها. وفي محاولة لتعويض هذا التأخر، قامت “هواوي” مؤخرًا بإتاحة نموذج “Pangu Pro Moe” كمصدر مفتوح على منصة المطورين الصينية “GitCode”، بهدف تعزيز انتشار تقنياتها ومنح المطورين إمكانية الوصول المجاني إلى أدواتها.

وتُستخدم نماذج “Pangu” في الغالب في المجالات الحكومية والمالية والصناعية، على عكس نماذج “Qwen” التي تركز على التطبيقات الاستهلاكية، ما يعكس اختلافًا في توجه الشركات الصينية الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى