شهدت سوق الهواتف الذكية خلال الآونة الأخيرة اتجاهاً واضحاً نحو إطلاق أجهزة فائقة النحافة، إذ باتت الشركات الكبرى تتنافس على تقديم هواتف لا يتجاوز سُمكها بضعة millimetres، من دون التضحية بجودة الأداء أو قدرات الكاميرا أو قوة البطارية. ومن بين أبرز هذه الهواتف يظهر هاتف iPhone Air من شركة أبل، وهاتف Galaxy S25 Edge الذي طرحته سامسونج، إضافة إلى هاتف Mate 70 Air الذي أطلقته هواوي ضمن سلسلة تقدم مفهوماً جديداً للأجهزة النحيفة. وتختلف رؤية كل شركة في كيفية الجمع بين الجودة العالية، والتصميم الجذاب، والسعر المناسب الذي يقل عن ألف دولار. ويتطلب الوصول إلى سماكة تقل عن سبعة millimetres اتخاذ قرارات دقيقة تتعلق بتقليل المكونات الداخلية أو إعادة تصميم الهيكل الخارجي بطريقة مدروسة. وفيما يلي مقارنة شاملة بين الهواتف الثلاثة.
التصميم والشاشة
تحرص الشركات الثلاث على تقديم تصميمات مبتكرة تعكس توجهها نحو إنتاج أجهزة رفيعة مع المحافظة على الصلابة والجاذبية. ففي البداية، يأتي هاتف Huawei Mate 70 Air بتصميم يعد من بين الأكثر جرأة في سلسلة هواتف الشركة؛ إذ يبلغ سُمكه نحو ستة فاصل ستة millimetres فقط، وهو رقم يضعه في فئة الهواتف شديدة النحافة، كما يعتمد هيكله على بنية تجمع بين المعدن والبوليمر، ما يمنحه صلابة أعلى ووزناً خفيفاً يسهّل حمله واستخدامه لفترات طويلة. ويغطي الجزء الخلفي غلاف مصنوع من ألياف النايلون، ما يزيد من مقاومته للخدوش والصدمات، بينما تم تشكيل الإطار الجانبي من مواد مركبة تجمع بين المرونة والمتانة، مع دمج هوائي غير مرئي لتعزيز الاتصال دون التأثير على جمالية التصميم. ورغم حجم الشاشة الكبير الذي يقترب من سبع بوصات، لا يتجاوز وزن الجهاز مئتين وثمانية غرامات، ما يجعله موجهاً للمستخدمين الذين يفضلون الشاشات الواسعة دون زيادة في الحجم والوزن.
أما شركة أبل، فقد ركزت في هاتف iPhone Air على الجمع بين النحافة والمتانة، إذ قدمت أنحف هاتف في تاريخها بسمك يبلغ خمسة فاصل ستة millimetres فقط، وبوزن يقارب مئة وخمسة وستين غراماً. ويستند الجهاز إلى هيكل مصنوع من التيتانيوم من الفئة الخامسة، ويأتي بواجهتين أمامية وخلفية محميتين بزجاج Ceramic Shield 2، الذي يمنح الجهاز قدرة عالية على مقاومة السقوط والخدوش مقارنة بالإصدارات السابقة. ويتضح من تصميم الجهاز أن أبل تهدف إلى تقديم فلسفة تجمع بين جمال التصميم وخفة الوزن، مع المحافظة على مستوى القوة الذي اعتاد عليه مستخدمو منتجاتها.
وفي المقابل، نجحت سامسونج في جعل هاتف Galaxy S25 Edge منافساً مباشراً لـ iPhone Air من حيث النحافة، إذ يبلغ سُمكه نحو خمسة فاصل ثمانية millimetres فقط، مع وزن يصل إلى مئة وثلاثة وستين غراماً. وصنعت الشركة الكورية إطار الهاتف من التيتانيوم، وغطت الشاشة بزجاج Gorilla Glass Ceramic 2 لمنح الجهاز مقاومة إضافية في مواجهة الصدمات. كما حافظ الهاتف على خطوط سلسلة جلاكسي المميزة وزواياها المنحنية، مع توفير إحساس تصميمي فاخر رغم تقليل السمك إلى مستوى غير مسبوق.
أما من ناحية الشاشة، فتقدم الهواتف الثلاثة مستويات عرض عالية الجودة. إذ تأتي شاشة Mate 70 Air من نوع OLED بدقة 2760×1320، وتدعم معدل تحديث يصل إلى مئة وعشرين هرتز بشكل ديناميكي، مع مستوى سطوع يبلغ أربعة آلاف نقطة ضوئية، ما يوفر تجربة رؤية ممتازة تحت أشعة الشمس المباشرة. بينما يعتمد iPhone Air على شاشة Super Retina XDR بحجم ستة فاصل خمسة بوصات، بمعدل تحديث يبلغ مئة وعشرين هرتز أيضاً وتقنية ProMotion، مع سطوع يصل إلى ثلاثة آلاف نقطة ضوئية. أما Galaxy S25 Edge فيقدّم شاشة Dynamic AMOLED 2X بدقة QHD+ وحجم يقترب من ستة فاصل سبع بوصات، مع معدل تحديث متغير يتراوح بين واحد ومئة وعشرين هرتز، وتحسينات واضحة على مستوى الألوان ووضوح الرؤية في الخارج.
الأداء وتجربة المستخدم
تقدم الهواتف الثلاثة أداءً مرتفعاً، لكن كل منها يعتمد على فلسفة مختلفة في تصميم المعالج ونظام التشغيل. فهاتف Mate 70 Air يأتي بمعالجين مختلفين من سلسلة Kirin 9020، أحدهما يحمل علامة A والآخر B، وكلاهما مصنعان بتقنية سبعة نانومتر من الجيل المتطور، لكن النسخة A تقدم ترددات أعلى تؤدي إلى أداء أقوى. ويتوفر الهاتف بخيارات ذاكرة عشوائية تصل إلى ستة عشر جيجابايت، وسعات تخزين تبدأ من مئتين وستة وخمسين جيجابايت وصولاً إلى خمسمئة واثني عشر. ويعتمد الجهاز على نظام HarmonyOS 5.1 الذي يقدم تكاملاً متقدماً بين وظائف الهاتف والتطبيقات، إضافة إلى دعم الاتصال بالأقمار الصناعية عبر منظومة بايدو، ما يجعله مناسباً للاستخدام في المناطق التي لا تتوفر فيها تغطية شبكة.
أما أبل فقد زودت iPhone Air بمعالج A19 Pro المطوّر بتقنية ثلاثة نانومتر، إضافة إلى شرائح N1 وC1X للاتصال، ودعم شبكات Wi-Fi 7 وBluetooth 6، ما يرفع من كفاءة الأداء وجودة الاتصال. ويقدم الجهاز مجموعة متكاملة من أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن إطار Apple Intelligence، التي تشمل الترجمة الفورية وتحليل الصور وتنظيم المهام، كما يقدّم نظام iOS 26 تجربة استخدام سلسة وهادئة من خلال تحسين إدارة الطاقة وتوزيع الحرارة ودعم eSIM حصراً، ما يوفر مساحة داخلية إضافية لصالح البطارية والمكوّنات الأخرى.
وفي المقابل، يعتمد Galaxy S25 Edge على معالج Snapdragon 8 Elite من كوالكوم، وهو أحد أقوى المعالجات في الهواتف الذكية حالياً والمصمم بتقنية ثلاثة نانومتر. كما يضم نظام تبريد يعتمد على غرفة بخار نحيفة تتميز بكفاءة أعلى، ويعمل الجهاز بنظام أندرويد خمسة عشر مع واجهة One UI 7 التي تقدم أدوات ذكاء اصطناعي متنوعة مثل Now Brief وGemini Live لتحسين الإنتاجية ورفع مستوى الجودة في الاستخدام اليومي.
الكاميرا
يقدم كل من الهواتف الثلاثة نظام تصوير متطوراً يعتمد على رؤيته الخاصة. فهاتف Mate 70 Air يأتي بكاميرا خلفية رباعية تشمل مستشعراً رئيسياً بدقة خمسين ميجابكسل مع فتحة عدسة واسعة وتثبيت بصري. كما يتضمن كاميرا زووم بدقة اثني عشر ميجابكسل وأخرى واسعة جداً بدقة ثمانية ميجابكسل تدعم تصوير الماكرو، إضافة إلى مستشعر طيفي يعزز دقة الألوان في الصور. أما الكاميرا الأمامية فتأتي بدقة عشرة فاصل سبعة ميجابكسل.
وتقدم أبل في iPhone Air نظام تصوير يعتمد على كاميرا رئيسية بدقة ثمانية وأربعين ميجابكسل، مع تحسينات كبيرة في التقاط الضوء وفي جودة التصوير الليلي. وتأتي الكاميرا الأمامية بدقة ثمانية عشر ميجابكسل وتدعم التصوير بزوايا واسعة وتسجيل فيديو بدقة 4K مع خاصية التصوير المتزامن من الكاميرتين الأمامية والخلفية.
أما Galaxy S25 Edge فيقدم كاميرا رئيسية بدقة مئتي ميجابكسل مع تقنية Nightography التي تحسن التصوير الليلي بشكل ملحوظ. كما يتضمن عدسة واسعة بدقة اثني عشر ميجابكسل وكاميرا أمامية بالدقة نفسها، ويعتمد نظام التصوير على محرك ProVisual Engine الذي يعزز التفاصيل وملامح الوجه بدعم الذكاء الاصطناعي.
البطارية
تشهد الهواتف الثلاثة تبايناً واضحاً في حجم البطارية. إذ يتفوق Mate 70 Air ببطارية ضخمة تبلغ سعتها ستة آلاف وخمسمئة مللي أمبير، وهي سعة غير معتادة في الهواتف فائقة النحافة، وتدعم شحناً سريعاً بقدرة ستة وستين واطاً. وعلى النقيض، لم تعلن أبل عن السعة الفعلية لبطارية iPhone Air لكنها تؤكد أنه يضمن استخداماً يمتد طوال اليوم بفضل كفاءة المعالج ونظام التشغيل. أما Galaxy S25 Edge فيأتي ببطارية سعتها ثلاثة آلاف وتسعمئة مللي أمبير مع شحن سريع بقدرة خمسة وعشرين واطاً، ودعم الشحن اللاسلكي والشحن اللاسلكي العكسي لشحن الأجهزة الصغيرة.
السعر
تطرح الهواتف الثلاثة بأسعار متفاوتة. فهاتف Mate 70 Air يبدأ سعره في الصين من أربعة آلاف ومئة وتسعة وتسعين يواناً، أي ما يعادل نحو خمس مئة وتسعة وثمانين دولاراً، ويصل إلى نحو سبعمئة وتسعة وعشرين دولاراً للإصدار الأعلى. بينما يبدأ سعر iPhone Air من تسعمئة وتسعة وتسعين دولاراً، وهو السعر ذاته الذي يبدأ به هاتف Galaxy S25 Edge في الأسواق العالمية. وبذلك تظل الهواتف الثلاثة ضمن الفئة العليا، لكن Mate 70 Air يقدم سعراً أقل مع مواصفات قوية مقارنة بمنافسيه.
