كشف المدير التنفيذي لقطاع المستهلكين في شركة هواوي، هي غانغ ، عن أن الشركة تعمل حالياً على مجموعة من المنتجات الجديدة كلياً والمبتكرة، والتي من المقرر طرحها خلال السنوات القليلة المقبلة. وقد جاءت هذه التصريحات لتؤكد التزام الشركة الدائم بدفع حدود الابتكار في عالم التكنولوجيا الذكية، وتلمّح في الوقت نفسه إلى إمكانية تطوير هاتف ذكي قابل للطي بأربع طيات ، في خطوة قد تمثل نقلة نوعية في تصميم الهواتف القابلة للطي عالميًا.
جاءت هذه التصريحات خلال لقاء خاص عُقد ضمن فعالية “نادي مجتمع هواوي”، والتي حملت عنوان “Pollen Living Room Face-to-Face”، وجمعت بين هي غانغ وبطل تنس الطاولة الأولمبي ما لونغ . وقد شكل هذا الحدث مساحة مفتوحة للنقاش بين قادة التكنولوجيا والمستخدمين المخلصين لعلامة هواوي، حيث تبادلوا الآراء حول مستقبل الأجهزة الذكية واتجاهات التطوير في القطاع.
وفي أثناء الحوار، وجّه أحد الحضور سؤالاً مباشراً إلى المدير التنفيذي حول نوايا الشركة فيما يتعلق بالجيل القادم من الهواتف القابلة للطي، متسائلاً عمّا إذا كانت هواوي تخطط للتركيز على تطوير هاتف ثلاثي الطي في المرحلة المقبلة، أم أنها تنوي القفز مباشرة إلى تصميم بأربع طيات ، ربما بحلول عام 2026 .
ورغم أن هي غانغ لم يؤكد بشكل صريح طبيعة الجهاز القادم أو موعد إطلاقه، فإن إجاباته أوحت بأن الشركة تستكشف بالفعل إمكانيات جديدة في مجال تقنيات الطي المتعددة ، بما يتجاوز المفاهيم التقليدية المعروفة حاليًا. وأشار إلى أن هواوي تمتلك فريقاً بحثياً وهندسياً متكاملاً يعمل باستمرار على تطوير هياكل ميكانيكية أكثر مرونة، وشاشات مبتكرة يمكنها تحمّل الطي المتكرر دون التأثير في الجودة أو الأداء.
وأضاف أن هواوي تسعى دائماً إلى تحقيق توازن مثالي بين التصميم العصري، والمتانة، والتجربة الذكية المتكاملة، بحيث لا يكون الابتكار في الشكل فقط، بل في المضمون أيضًا. وأوضح أن الشركة تضع المستخدم في قلب عملية التطوير، ما يجعل كل منتج جديد ثمرة لتفاعل مستمر بين احتياجات العملاء وتوجهات التكنولوجيا الحديثة.
وأشار هي غانغ كذلك إلى أن رؤية هواوي المستقبلية لا تقتصر على الهواتف الذكية فحسب، بل تمتد إلى منظومة متكاملة من الأجهزة الذكية التي تعمل بتناغم تام فيما بينها، مثل الساعات الذكية، والأجهزة اللوحية، والحواسيب المحمولة، وحتى السيارات المتصلة. ويأتي هذا ضمن استراتيجية الشركة لبناء نظام بيئي رقمي متكامل يعزز مفهوم الحياة الذكية.
وفي ختام اللقاء، أكد المدير التنفيذي أن هواوي ستواصل استثمارها في البحث والتطوير ، بهدف تقديم تجارب مبتكرة تواكب تطلعات المستخدمين العالميين وتضع الشركة في موقع ريادي في سوق الأجهزة الذكية. كما شدد على أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق منتجات “غير مسبوقة” من شأنها أن تعيد تعريف حدود التكنولوجيا المحمولة، في إشارة واضحة إلى أن المستقبل يحمل مفاجآت كبيرة لعشاق العلامة الصينية الرائدة.
وبذلك، تواصل هواوي تأكيد مكانتها كإحدى الشركات الأكثر طموحاً في العالم التقني، مستندة إلى تاريخ طويل من الابتكار، ورؤية استراتيجية تجعلها لاعباً محورياً في رسم ملامح الجيل القادم من الأجهزة الذكية.
في حديثه الأخير مع وسائل الإعلام، علّق هي غانغ ، أحد أبرز مسؤولي شركة هواوي ، على الأسئلة المتكررة التي تدور حول خطط الشركة المستقبلية في مجال الأجهزة الذكية القابلة للطي، قائلاً: “بعض الأسئلة يصعب الإجابة عنها، لكن يمكنني أن أؤكد أننا سنواصل تقديم مزيد من المنتجات المبتكرة في المستقبل.”
هذه العبارة المقتضبة، على بساطتها، أثارت موجة جديدة من التكهّنات داخل الأوساط التقنية حول الخطوات القادمة لهواوي، خاصة بعد تسريب تفاصيل تتعلق ببراءة اختراع جديدة تحمل ملامح ثورية في تصميم الشاشات.
فقد كشفت تقارير حديثة عن تسجيل هواوي لبراءة اختراع جديدة تحت عنوان: “طريقة عرض، جهاز إلكتروني، ووسيط تخزين قابل للقراءة. وتشير الوثيقة التقنية إلى تطوير الشركة لتقنية عرض متعددة الطيات، ما يعني تحسين تصميم الشاشات القابلة للانحناء لتكون أكثر مرونة وقدرة على الطي بعدة اتجاهات. ويُعتقد أن هذه التقنية قد تمهّد الطريق لإطلاق أول هاتف رباعي الطي في السوق، وهو مفهوم يتجاوز التصميمات الحالية ذات الطي المزدوج التي لا تزال قيد التطوير لدى معظم الشركات المنافسة.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الخطوة، في حال تحقّقت فعلاً، ستمثل نقلة نوعية في عالم الأجهزة الذكية، إذ يمكن أن يتيح الهاتف القابل للطي رباعياً تحوّله من حجم الهاتف التقليدي إلى حجم يشبه الحاسب اللوحي كبير الشاشة في ثوانٍ معدودة، ما يفتح الباب أمام تجربة استخدام جديدة كلياً تجمع بين الإنتاجية والترفيه وسهولة الحمل.
ورغم أن تسجيل براءة اختراع لا يعني بالضرورة أن المنتج سيرى النور قريباً، فإن مراقبين في قطاع التقنية يرون أن هواوي ترسل من خلال هذه التحركات إشارات واضحة تؤكد نيتها الاستمرار في ريادة سوق الأجهزة القابلة للطي. وتأتي هذه الخطوة في وقت تتسابق فيه شركات مثل سامسونغ و شاومي و أوبو لتقديم تصاميم مبتكرة، ما يجعل المنافسة على أشدها. ويُعتقد أن هواوي تسعى إلى تحقيق قفزة تصميمية جديدة تضمن لها البقاء في صدارة هذا السوق الديناميكي الذي يشهد تطوراً متسارعاً.
وفي موازاة الحديث عن الابتكارات التقنية، تطرّق هي غانغ إلى التحديات الكبرى التي واجهتها الشركة خلال العام الجاري. وعندما سُئل عن أصعب ما واجهوه في مسيرتهم الأخيرة، أجاب قائلاً إن تطوير نظام تشغيل خاص بالشركة وبناء منظومة متكاملة من التطبيقات والخدمات كان “أصعب مهمة على الإطلاق” طوال أكثر من عقدين أمضاها في هواوي. وأوضح أن هذه العملية لم تقتصر على كتابة الشيفرات أو تطوير الواجهة فحسب، بل شملت أيضاً إنشاء نظام بيئي متكامل يضم مطورين وشركاء ومستخدمين، وهو أمر يتطلب وقتاً وجهداً واستثماراً كبيراً في البحث والتطوير.
وأضاف أن الهدف من هذا النظام المستقل هو تقليل الاعتماد على المنصات الأجنبية وتقديم تجربة استخدام محلية أكثر تكاملاً وأمناً. ويأتي هذا التوجه في ظل التحديات الجيوسياسية والعقوبات التي دفعت هواوي إلى تعزيز قدراتها الذاتية في مجالات المعالجات والبرمجيات وأنظمة التشغيل. وقد بدأت نتائج هذه الجهود تظهر بالفعل من خلال سلسلة من الأجهزة التي تعمل بنظام HarmonyOS ، والذي أصبح الآن أحد الأعمدة الرئيسة في استراتيجية الشركة المستقبلية.
ويؤكد مراقبون أن تصريحات هي غانغ الأخيرة تعبّر عن ثقة هواوي في قدرتها على تجاوز العقبات وتحويل التحديات إلى فرص. فبينما تركّز بعض الشركات على المنافسة السعرية، تراهن هواوي على الابتكار الحقيقي كعامل تفوّق طويل الأمد. ومع اقتراب الإعلان عن منتجات جديدة خلال العام المقبل، يبدو أن الشركة ماضية بثبات نحو توسيع مفهوم الأجهزة الذكية المرنة والمتكاملة.
وفي النهاية، تلخّص كلمات هي غانغ روح المرحلة التي تمر بها هواوي: تحدّيات كبيرة، لكن طموحات أكبر. وبينما يترقّب العالم ما ستقدّمه الشركة في الجيل القادم من الهواتف القابلة للطي، يبقى السؤال الأبرز: هل سيصبح الهاتف الرباعي الطي واقعاً ملموساً قريباً، أم أنه سيبقى في حدود الابتكار الورقي؟ الإجابة، على ما يبدو، ستأتي من مختبرات هواوي نفسها، التي لا تتوقف عن العمل بحثاً عن “الابتكار القادم”.
