واتساب

واتساب يطلق ميزة الإعلانات المدفوعة عالميًا لتعزيز الإيرادات
أعلن تطبيق واتساب، التابع لشركة “ميتا” المالكة لفيسبوك وإنستغرام، يوم الإثنين، عن إطلاق ميزة جديدة للإعلانات المدفوعة داخل التطبيق، وذلك ضمن استراتيجية الشركة لتعزيز الإيرادات عبر الاستفادة من القاعدة الضخمة لمستخدمي تطبيق المراسلة الأشهر عالميًا.

وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي “ميتا” لتوسيع قنوات الدخل الخاصة بها بعيدًا عن الإعلانات التقليدية التي تظهر على منصتي فيسبوك وإنستغرام، حيث يسعى عملاق التكنولوجيا الأمريكي إلى تحويل واتساب من مجرد أداة تواصل إلى منصة متكاملة تقدم حلولًا تسويقية وتجارية موجهة للشركات والمعلنين.
وأوضح “واتساب” أن الميزة الجديدة ستتاح على مستوى العالم خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث تتيح للشركات التي تستخدم التطبيق الترويج لمنتجاتها وخدماتها من خلال إعلانات مدفوعة تظهر لمستخدمي واتساب مباشرة داخل الدردشات أو من خلال الرسائل التسويقية.
وبحسب ما أعلنته “ميتا”، فإن التطبيق يضم حاليًا أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهريًا، كما يستخدمه أكثر من 200 مليون نشاط تجاري حول العالم للتواصل مع العملاء وتقديم الخدمات والدعم الفني. وتُعد هذه الأرقام مشجعة بالنسبة للشركة، التي ترى في واتساب سوقًا واعدًا للإعلانات الموجهة، لاسيما في الدول النامية والأسواق الناشئة، حيث يحظى التطبيق بشعبية جارفة.
الميزة الجديدة ستسمح للشركات بإنشاء حملات إعلانية مدفوعة مباشرة من داخل تطبيق “واتساب للأعمال” (WhatsApp ، وربطها مع إعلانات فيسبوك وإنستغرام لتوسيع نطاق الوصول. كما ستسهل على الشركات الصغيرة والمتوسطة استهداف شرائح محددة من المستخدمين، وتقديم عروض ترويجية بشكل مباشر، دون الحاجة إلى مغادرة التطبيق أو استخدام أدوات خارجية.
وقال متحدث باسم واتساب إن الهدف من هذه الميزة هو “تمكين الشركات من الوصول إلى عملائها بشكل أكثر فاعلية، وتوفير تجربة تسويق شاملة داخل التطبيق ذاته”، مضيفًا أن الإعلانات ستكون “غير مزعجة” وتركز على التواصل الفعّال، دون الإخلال بخصوصية المستخدمين التي لطالما كانت من أبرز سمات واتساب.
ويأتي إطلاق هذه الخدمة في وقت تواجه فيه “ميتا” ضغوطًا متزايدة لتنويع مصادر إيراداتها، في ظل المنافسة الشرسة في سوق الإعلانات الرقمية، وتراجع نمو الإعلانات على بعض منصاتها الرئيسية. كما تسعى الشركة إلى الاستفادة من التحول المتزايد نحو المحادثات التجارية والتجارة عبر الرسائل، والذي أصبح يشكل اتجاهًا متصاعدًا في العديد من الأسواق العالمية.
بذلك، تكون “ميتا” قد خطت خطوة جديدة نحو تحويل واتساب إلى منصة تجارية متكاملة، تمزج بين التواصل الشخصي والخدمات التجارية والإعلانية، وهو ما قد يغير شكل استخدام التطبيق خلال السنوات القادمة.
أعلن تطبيق “واتساب”، يوم الاثنين، عن إدخال ميزة جديدة تتمثل في عرض الإعلانات داخل قسم “الحالة”، ضمن علامة التبويب “التحديثات”، في خطوة تهدف إلى توسيع خدمات المنصة وتعزيز إمكاناتها التجارية دون التأثير على التجربة الأساسية للمستخدم. وبحسب ما ورد في مدونة الشركة، فإن هذه الإعلانات ستكون منفصلة تمامًا عن قسم المحادثات الرئيسي، ما يعني أن المستخدمين لن يشاهدوا أي إعلانات ضمن محادثاتهم الشخصية، ما يحافظ على طابع واتساب الأساسي كمنصة مراسلة خاصة وآمنة.
وأكدت الشركة أن الإعلانات التي ستُعرض ستكون مستندة إلى بيانات محدودة فقط، مثل موقع المستخدم الجغرافي (البلد أو المدينة)، اللغة المستخدمة، القنوات التي يتابعها على التطبيق، وطريقة تفاعله مع الإعلانات السابقة. وأوضح “واتساب” بشكل صريح أنه لن يشارك أو يبيع أرقام هواتف المستخدمين للمعلنين، ولن يتم استخدام محتوى الرسائل أو المكالمات الشخصية أو المحادثات الجماعية في تحديد الإعلانات الموجهة.
وفي هذا السياق، صرحت نيكيلا سرينيفاسان، نائبة رئيس قسم مراسلة الأعمال في واتساب، أن هذه الخطوة جاءت استجابةً لطلبات مستمرة من الشركات الراغبة في وسيلة للتواصل التجاري دون أن تنتهك الخصوصية الشخصية للمستخدمين. وأضافت أن إدخال ميزة الإعلانات يأتي بعد دراسة طويلة حول كيفية الحفاظ على التوازن بين توسعة الإمكانات التجارية للمنصة والحفاظ على تجربة المستخدم الخاصة والآمنة.
وتجدر الإشارة إلى أن “ميتا”، الشركة الأم لـ”واتساب”، كانت قد درست في وقت سابق دمج نموذج إعلاني ضمن التطبيق، إلا أن رئيس واتساب، ويل كاثكارت، كان قد نفى في عام 2023 وجود مثل هذه الخطط. ومع ذلك، يبدو أن استراتيجية الشركة قد تغيرت، لا سيما في ظل سعي “ميتا” لزيادة إيراداتها من أحد التطبيقات القليلة التابعة لها التي لا تولّد دخلًا كبيرًا من الإعلانات.
ومن اللافت أن واتساب كان قد تبنى منذ تأسيسه شعارًا صريحًا برفض الإعلانات، أطلقه المؤسس المشارك برايان أكتون، مفاده: “لا إعلانات! لا ألعاب! لا حيل!”، قبل أن تستحوذ “فيسبوك” (ميتا حاليًا) على التطبيق مقابل 19 مليار دولار عام 2014. إلا أن الشركة الآن ترى أن هناك “مساحة” كافية لإدخال الإعلانات دون التأثير على جوهر المنصة.
إلى جانب ميزة الإعلانات، أعلن “واتساب” أيضًا عن إطلاق خدمات جديدة، من بينها “اشتراكات القنوات”، وهي ميزة مدفوعة تتيح للمستخدمين دعم قنواتهم المفضلة مقابل رسوم شهرية للحصول على تحديثات حصرية. كما كشفت الشركة عن خاصية “القنوات المروَّجة” التي تهدف إلى مساعدة مشرفي القنوات على تعزيز ظهور قنواتهم وجذب متابعين جدد.
تُعد هذه التحسينات جزءًا من استراتيجية “واتساب” المستمرة لتطوير التطبيق من مجرد منصة مراسلة إلى بيئة أكثر شمولًا تجمع بين الخصوصية والتفاعل التجاري الذكي، بما يواكب تطور استخدامات المستخدمين وتطلعات الشركات.