واتساب
يبدو أن تطبيق واتساب التابع لشركة ميتا يقترب من طرح واحدة من أبرز المزايا الجديدة التي طال انتظارها، وهي ميزة حجز أسماء المستخدمين الفريدة، في خطوة من شأنها أن تغيّر طريقة استخدام التطبيق وتضيف له بعدًا جديدًا يشبه ما هو متاح على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل إنستغرام وفيسبوك. تأتي هذه الميزة ضمن جهود ميتا المستمرة لتطوير واتساب وتحويله من مجرد تطبيق مراسلة فورية إلى منصة متكاملة للتواصل والخدمات الرقمية.

وفقًا لما ورد في تقرير حديث نشره موقع ديجيتال تريندز واطلعت عليه قناة العربية بزنس، فإن النسخة التجريبية الأخيرة من تطبيق واتساب على نظام أندرويد، والتي تحمل الرقم 2.25.32.3، تتضمن خيارًا جديدًا يسمح للمستخدمين بحجز اسم مستخدم فريد خاص بهم، بحيث يمكنهم اختيار نفس الاسم الذي يستخدمونه على حساباتهم الأخرى في إنستغرام أو فيسبوك. هذه الخطوة تمثل توجها واضحًا نحو توحيد هوية المستخدمين عبر تطبيقات ميتا المختلفة، مما يسهل على الأفراد والشركات إدارة حضورهم الرقمي بطريقة أكثر تكاملًا وتنظيمًا.
الميزة الجديدة ستتيح للمستخدمين الحصول على اسم مستخدم ثابت يمكن من خلاله الوصول إلى حساباتهم بسهولة دون الحاجة إلى رقم الهاتف، وهو ما يُعد تحولًا كبيرًا في طريقة التعرف على الحسابات داخل واتساب. كما أن هذا النظام سيمنح الشركات والعلامات التجارية فرصة أفضل لحجز أسمائها التجارية الرسمية، ما يسهم في تعزيز الثقة بينها وبين العملاء ويقلل من احتمالات انتحال الهوية أو إنشاء حسابات مزيفة تحمل أسماء مشابهة.
ورغم أهمية هذه الخطوة، إلا أن واتساب لا يخطط لإطلاق الميزة بشكل واسع في الوقت الحالي. فبحسب ما تشير إليه المعلومات الأولية، ستبدأ الشركة بتجربة النظام الجديد على نطاق محدود يضم مجموعة مختارة من المستخدمين والشركات، وذلك بهدف اختبار آلية الحجز والتأكد من فاعلية النظام واستقراره قبل طرحه على نطاق شامل. ومن المتوقع أن يتم الإطلاق الكامل لهذه الميزة خلال عام 2026 بعد الانتهاء من جميع المراحل التجريبية وضمان جاهزية البنية التقنية اللازمة لدعمها.
هذا التطور يأتي في إطار استراتيجية ميتا لتوسيع قدرات واتساب وتحويله إلى منصة أكثر مرونة تتجاوز حدود المراسلة النصية والمكالمات الصوتية والفيديو. فمن خلال إدخال أسماء المستخدمين الفريدة، يصبح التطبيق أقرب إلى منظومة شبكات التواصل الاجتماعي المتكاملة التي تجمع بين الخصوصية وسهولة الوصول والتفاعل. كما من المرجح أن تفتح هذه الميزة الباب أمام تطوير خدمات جديدة مثل ملفات التعريف العامة وروابط الوصول المباشر للحسابات التجارية والشخصية.
من جهة أخرى، يرى خبراء التقنية أن إدخال هذه الميزة سيجعل واتساب أكثر تنافسية في مواجهة تطبيقات المراسلة الأخرى التي سبقت في اعتماد أنظمة مماثلة مثل تيليغرام وسناب شات. ومع أن واتساب حافظ لسنوات على بساطته كمنصة تراسل آمنة تعتمد على الأرقام الهاتفية، فإن هذه الخطوة تمثل تطورًا طبيعيًا لمواكبة التغيرات في سلوك المستخدمين الذين أصبحوا يفضلون وجود هويات رقمية مميزة وسهلة التذكر.
باختصار، تمثل ميزة حجز أسماء المستخدمين الفريدة في واتساب تحولًا نوعيًا في طريقة تفاعل المستخدمين مع التطبيق، وتفتح آفاقًا جديدة لتكامل خدمات ميتا المختلفة، في انتظار الإطلاق الكامل المتوقع خلال عام 2026 بعد اكتمال جميع مراحل الاختبار بنجاح.
وفقًا للتفاصيل التي تم تداولها مؤخرًا حول الميزة الجديدة التي تعمل عليها شركة ميتا، سيُطلب من المستخدمين في المرحلة الأولى إدخال اسم المستخدم المرتبط بحسابهم على إنستغرام أو فيسبوك، وذلك تمهيدًا لعملية تحقق تتم من خلال مركز حسابات ميتا الذي يمثل نقطة الربط المركزية بين مختلف تطبيقات الشركة. بعد إتمام هذه الخطوات بنجاح، سيتم ربط اسم المستخدم مباشرة بحساب واتساب نفسه، مما يجعل هوية المستخدم أكثر وضوحًا وتناسقًا بين تطبيقات ميتا المختلفة. هذه الخطوة تمثل نقلة مهمة في طريقة تعريف المستخدمين عبر المنصات، حيث تهدف الشركة إلى توحيد تجربة الهوية الرقمية ضمن منظومتها.
الميزة الجديدة ستُحدث تأثيرًا ملحوظًا في طريقة تعامل المستخدمين مع تطبيقات ميتا، لا سيما المبدعين وأصحاب العلامات التجارية والشركات الذين يسعون إلى الحفاظ على هوية رقمية متكاملة ومتناسقة. فمن خلال هذه الخاصية، سيتمكن هؤلاء من الظهور باسم مستخدم واحد على فيسبوك وإنستغرام وواتساب، مما يعزز من سهولة الوصول إليهم ويقوي حضورهم الرقمي. هذه الخطوة ستُسهل كذلك على المتابعين والعملاء التعرف على الحسابات الرسمية وتجنب الحسابات المزيفة أو المنتحلة، وهو ما يسهم في بناء مزيد من الثقة بين المستخدمين.
أما بالنسبة للمستخدمين العاديين الذين يمتلكون أسماء مختلفة على تطبيقاتهم المختلفة، فقد لا يحصلون على الاستفادة الكاملة من هذه الميزة في المراحل الأولى من إطلاقها. تشير بعض التقارير إلى أن ميتا ستبدأ بتطبيق النظام تدريجيًا، مع منح الأولوية للحسابات التجارية والمستخدمين الذين يعتمدون واتساب في نشاطاتهم المهنية، على أن يتم توسيع الإتاحة لاحقًا لبقية المستخدمين بعد الانتهاء من مراحل الاختبار والتطوير.
ووفقًا للتسريبات، فإن واتساب يعتزم منح الحسابات التجارية الأفضلية في الحصول على أسماء المستخدمين الفريدة بحلول منتصف عام 2026، في خطوة تهدف إلى تسهيل التواصل بين الشركات والعملاء دون الحاجة إلى مشاركة أرقام الهواتف الشخصية. هذه الميزة ستسمح للمستخدمين بإجراء محادثات مع الشركات أو الأفراد عبر اسم المستخدم فقط، مما يعزز الخصوصية ويضيف بعدًا جديدًا للأمان في استخدام التطبيق.
من خلال هذه التحديثات، يبدو أن واتساب يسير على خطى تطبيقات أخرى مثل تيليغرام وسيغنال التي تعتمد منذ فترة على نظام أسماء المستخدمين لتبسيط التواصل دون الإفصاح عن الأرقام الشخصية. ومع ذلك، فإن ما يميز خطوة ميتا هو سعيها لتأسيس هوية رقمية موحدة تربط بين تطبيقاتها الثلاثة الأساسية، بحيث يصبح للمستخدم هوية واحدة يمكن من خلالها الانتقال بسلاسة بين واتساب وإنستغرام وفيسبوك دون الحاجة إلى تسجيلات منفصلة أو بيانات متكررة.
في المجمل، تمثل هذه الخطوة توجهًا استراتيجيًا جديدًا لشركة ميتا نحو بناء بيئة رقمية متكاملة وأكثر أمانًا واحترافية. فهي لا تهدف فقط إلى تسهيل التواصل، بل أيضًا إلى ترسيخ مفهوم الهوية الرقمية الموحدة التي تجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وانسيابية، وتفتح آفاقًا جديدة للتفاعل بين الأفراد والمؤسسات في عالم التواصل الرقمي الحديث.




