أبل

كشفت هيئة رقابية أميركية عن وجود تجاوزات دعائية في إعلانات شركة أبل المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن الشركة لم توضح بشكل كافٍ أن الميزات التي تم الترويج لها في حملاتها التسويقية لم تكن متاحة فعليًا في ذلك الوقت.
وأفاد قسم الإعلان الوطني (NAD)، التابع لبرامج BBB الوطنية غير الربحية، بأنه فتح تحقيقًا بعد ملاحظته مبالغات في إعلان تلفزيوني بعنوان “سيري أكثر شخصية”، كانت أبل قد بثته في سبتمبر للترويج لهاتف آيفون 16.
وقد سلط الإعلان الضوء على تطويرات كبيرة في مساعد “سيري” باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن تقريرًا نشره موقع “CNBC” أشار إلى أن هذه التحسينات لم تكن قد طُرحت بعد عند عرض الإعلان.
قامت الهيئة الرقابية المعنية بمراقبة الإعلانات

بإصدار بيان أكدت فيه أن شركة “أبل” وافقت على سحب إعلان ترويجي حديث بعد أن تبيّن أن الإعلان قد يوحي بشكل غير دقيق بتوفّر بعض ميزات الذكاء الاصطناعي المتقدمة عند إطلاق أجهزة آيفون 16. رغم عدم اتفاق “أبل” مع نتائج التحقيق، إلا أنها أكدت التزامها الكامل بالتوصيات الصادرة عن الهيئة، وأشارت إلى احترامها لمعايير الشفافية والدقة في التواصل مع عملائها.
وكان الإعلان قد أُزيل فعليًا من منصة “يوتيوب” في مارس الماضي، كما قامت “أبل” بإجراء تغييرات جوهرية على حملتها الإعلانية، بهدف تفادي أي إشارات قد تُفهم على أنها تضليل للمستهلك بشأن موعد توفر الميزات الجديدة.
تعود جذور الأزمة إلى إعلان “أبل”
في يونيو الماضي عن إطلاق حزمة “Apple Intelligence”، التي تضم مجموعة من التقنيات الجديدة المبنية على الذكاء الاصطناعي، مثل توليد الصور، تصميم رموز تعبيرية مخصصة، ميزة الإشعارات الذكية، وتحسينات جوهرية على المساعد الصوتي “سيري”. إلا أن الهيئة الرقابية رصدت أن بعض هذه الميزات، وعلى وجه الخصوص دمج تقنيات “تشات جي بي تي” وتوليد الصور، لم تكن متاحة عند الإطلاق الرسمي، رغم استخدامها كعناصر تسويقية رئيسية لجذب المستهلكين وتشجيعهم على شراء الجهاز الجديد.
ورداً على هذه الاتهامات، أكدت “أبل” أنها قامت بإجراء تعديلات لاحقة على المواد التسويقية لتوضيح حالة توفر الميزات بشكل دقيق. كما أشارت إلى أن غالبية هذه الميزات أصبحت فعالة ومُتاحة حالياً على أجهزة آيفون الأحدث داخل الولايات المتحدة، وأن العمل لا يزال جارياً لتوسيع نطاق التوافر عالمياً.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تواجه فيه “أبل” تحديات متزايدة في مجال تسويق تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تزايد المنافسة من شركات أخرى، إضافة إلى ضغوط قانونية تمثلت في دعاوى قضائية جماعية تتعلق بادعاءات حول تحريف بعض مزايا التلخيص الإخباري، وهو ما دفع “أبل” إلى سحب واحدة من الميزات التي تبيّن لاحقاً أنها قدّمت معلومات غير دقيقة في بعض السيناريوهات.
على الرغم من هذه الانتقادات
إلا أن ثقة المستخدمين في “أبل” وتقنياتها لا تزال قوية. فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة “مورغان ستانلي” أن نحو 80% من مستخدمي آيفون المؤهلين في الولايات المتحدة قد قاموا فعليًا بتجربة ميزات Apple Intelligence. كما أبدى أكثر من نصف المشاركين في الدراسة استعدادهم لدفع رسوم اشتراك شهري للاستفادة من هذه القدرات، وهو ما يعكس استمرار ثقة شريحة واسعة من العملاء في رؤية “أبل” لمستقبل الذكاء الاصطناعي.
ومن الواضح أن “أبل” تسعى لإعادة ضبط استراتيجيتها التسويقية بما يتماشى مع التوقعات المتزايدة للمستهلكين، وبما يضمن التوازن بين الابتكار والشفافية.