ديب سيك

ذكرت تقارير صحفية يوم الاثنين أن ليانج وينفينج، مؤسس شركة “ديب سيك“، لا يبدو في عجلة من أمره لجذب استثمار من جهات خارجية.
تُعتبر “ديب سيك” الآن واحدة من أبرز شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة عالميًا، بعد أن أطلقت الشركة الصينية تقنيتها المتطورة التي اجتاحت وادي السيليكون في وقت سابق من هذا العام.
على عكس الشركات المماثلة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تعلن باستمرار عن جولات تمويل ضخمة بمشاركة مستثمرين كبار، لم يكشف ليانج عن أي جمعيات مالية، رغم الاهتمام الكبير من رأس المال الاستثماري، وفقًا لتقرير نشره موقع “تك كرانش”.
مؤسس شركة “ديب سيك” يحرص على الحفاظ على سيطرته
كشف تحليل لسجلات الشركات الصينية أجرته منصة “تك كرانش” أن شركة “ديب سيك” مملوكة بنسبة 84% لشركة “Liang”، بينما يتوزع باقي أسهم الشركة بين أفراد مرتبطين بصندوق التحوط “High-Flyer” الذي تملكه “Liang”. هذا الوضع يجعل “ديب سيك” مختلفة عن معظم الشركات الناشئة التي عادة ما تحتاج إلى رأس مال خارجي، مما يعرضها لتأثير خارجي محدود على الأقل. في حالة “ديب سيك”، فإنها تعد مشروعًا يعتمد بشكل أساسي على جهود فردية.
في مقابلة عام 2023 مع وسائل إعلام صينية، تحدث “ليانغ” عن تجربته السابقة في محاولة جمع رأس المال، وأوضح أنه كان يشعر بالإحباط من تركيز شركات رأس المال الاستثماري على تحقيق أرباح سريعة من الذكاء الاصطناعي بدلاً من الاهتمام بالبحث الأساسي.
وأضاف أن أحد الأسباب الرئيسية لرفضه عروض التمويل من المستثمرين هو عدم رغبته في فقدان السيطرة على شركته.
“ديب سيك” لا تحتاج إلى تمويل خارجي
بينما تتطلب معظم الشركات الناشئة رأس مال من مستثمرين منذ البداية، تعد “ديب سيك” استثناءً لهذا الأمر. استطاع “ليانغ” تمويل شركته عبر أرباح “High-Flyer”، مما قلل من الحاجة إلى استثمارات خارجية.
وأشار “ليانغ” في عام 2023 إلى أن المال لم يكن المشكلة الأساسية بالنسبة لهم؛ بل كانت مشكلة الحظر المفروض على شحنات الرقائق المتقدمة هي التحدي الأكبر.
التمويل يزيد من القلق بشأن الثقة والخصوصية
كشركة صينية، تعمل “ديب سيك” في إطار قوانين صارمة تمنح الحكومة الصينية وصولاً واسعاً إلى البيانات، وهو ما أثار مخاوف متزايدة لدى العديد من الحكومات والشركات الخاصة، مما دفعهم لحظر التعامل مع “ديب سيك”. وقد تزداد هذه المخاوف إذا قررت “ديب سيك” قبول تمويل من مستثمر صيني، حيث قد يواجه نفس القضايا.
تاريخ الحكومة الأمريكية في فرض عقوبات على شركات التكنولوجيا الصينية، مثل “هواوي” و”DJI”، يسلط الضوء على تلك المخاوف، رغم أن التقارير تشير إلى أن بعض الكيانات الحكومية الصينية حاولت التواصل مع “ديب سيك” للاستثمار، دون أن توجد أي دلائل على قبول الشركة لهذه العروض.
مستقبل التمويل لشركة “ديب سيك”
مع إعلان “ديب سيك” عن تحقيق أول هامش ربح لها، فإن هذا قد يشير إلى تحول نحو التركيز على تحقيق الأرباح النقدية، وهو شيء كانت شركات رأس المال الاستثماري تفضله، رغم أن “ليانغ” كان يرفضه في الماضي.
لمواكبة التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، من المحتمل أن تحتاج “ديب سيك” إلى المزيد من رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة، وهي أحد التحديات الكبرى التي تواجهها الشركة، حيث أن هذه الرقائق تعتبر باهظة الثمن وتخضع لضوابط تصدير صارمة من الولايات المتحدة إلى الصين.