غروك 4

في خطوة جديدة نحو تعزيز المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي، أعلنت شركة xAI، المملوكة لرائد الأعمال الشهير إيلون ماسك، عن إطلاق أحدث نموذج لها في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي يحمل اسم “غروك 4″، وذلك في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء. وتُعد هذه الخطوة استمرارًا لرؤية ماسك الرامية إلى تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة توازي أو تتفوق على ما تقدمه الشركات العملاقة الأخرى مثل “OpenAI” و”غوغل“.

يمثل “غروك 4” الجيل الأحدث من سلسلة نماذج “غروك”، ويأتي مزودًا بقدرات متقدمة تشمل تحليل الصور، وفهم الأسئلة المعقدة، وتقديم إجابات دقيقة وسريعة، ما يجعله منافسًا مباشرًا لنماذج مثل ChatGPT من “OpenAI” وGemini من “غوغل”. ووفقًا لما ورد في تقرير نشره موقع “تك كرانش”، فإن “غروك” لا يقتصر على المحادثة النصية، بل يمتلك أيضًا إمكانيات متعددة الوسائط، مما يعزز من قدراته كأداة ذكية متعددة الاستخدامات.
بالتزامن مع الإعلان عن النموذج الجديد، كشفت شركة xAI عن إطلاق خطة اشتراك متميزة تحت اسم SuperGrok Heavy، وهي باقة شهرية موجّهة للمستخدمين المتقدمين والشركات، وتبلغ كلفتها 300 دولار شهريًا. وتهدف هذه الخطة إلى تقديم تجربة ذكاء اصطناعي محسّنة، تشمل أداءً أسرع، وتحليلاً أعمق، وقدرات إضافية، ما يعكس تركيز الشركة على شريحة المستخدمين التي تحتاج إلى أداء استثنائي يتجاوز الاستخدام اليومي البسيط.
ومن التطورات اللافتة في مسيرة “غروك” خلال الأشهر الأخيرة، هو تعزيز التكامل بين نموذج الذكاء الاصطناعي ومنصة “إكس” الاجتماعية، التي يملكها ماسك أيضًا. فقد بدأت xAI بدمج “غروك” بشكل أوسع داخل المنصة، لتقديم تجربة استخدام متكاملة تشمل التفاعل المباشر مع المستخدمين، وتحليل المحتوى، وتقديم توصيات، مما يساهم في جعل منصة “إكس” بيئة ذكية مدمجة بالذكاء الاصطناعي، تتجاوز إطار التواصل الاجتماعي التقليدي.
وتشير هذه التحركات إلى أن ماسك يسعى لإعادة تعريف الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع الشبكات الاجتماعية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، عبر دمج القدرات التقنية المتقدمة مباشرة في صلب التجربة الرقمية اليومية. ويبدو أن xAI تراهن بقوة على هذا التكامل كأحد أعمدة استراتيجيتها المستقبلية.
من خلال هذا الإطلاق الجديد، تسعى xAI إلى توسيع حصتها في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي، الذي يشهد تنافسًا شديدًا بين عمالقة التكنولوجيا. وبالرغم من التحديات التقنية والتنظيمية، فإن دخول “غروك 4” إلى الساحة يعزز ديناميكية السوق، ويقدم للمستخدمين خيارًا جديدًا يتسم بالمرونة والقدرة العالية.
وبذلك، يُعدّ إطلاق “غروك 4” وباقة SuperGrok Heavy علامة فارقة في مسيرة xAI، ويعكس الطموحات الكبيرة لإيلون ماسك في الهيمنة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، عبر تقديم أدوات قوية لا تقتصر على الأداء فحسب، بل تعيد صياغة طريقة التفاعل بين البشر والتقنية.
في أعقاب إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد “غروك 4” من شركة “xAI” التابعة لإيلون ماسك، تصاعد الاهتمام عالميًا ليس فقط بسبب إمكانيات النموذج التقنية المتقدمة، بل أيضًا بسبب الجدل الذي رافق أداء النسخ السابقة منه، ما وضع سلوك “غروك” تحت المجهر أمام ملايين المستخدمين.
التوقعات عالية جدًا تجاه “غروك 4″، حيث تسعى “xAI” إلى منافسة أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي من الشركات الكبرى، وعلى رأسها النموذج المرتقب “GPT-5” من “OpenAI”، والمتوقع إطلاقه في وقت لاحق من هذا الصيف. وخلال بث مباشر، صرّح ماسك بأن “غروك 4” يتمتع بمستوى يفوق درجة الدكتوراه في جميع التخصصات الأكاديمية. لكنه أقرّ بأن النموذج لا يزال يفتقر إلى بعض مظاهر التفكير المنطقي والابتكار العلمي، مشيرًا إلى أن هذه نقاط سيتم تجاوزها بمرور الوقت.
إلا أن إطلاق النموذج جاء في وقت حرج لشركات ماسك، إذ استقالت ليندا ياكارينو من منصبها كرئيسة تنفيذية لمنصة “إكس”، مما زاد من التوتر العام حول مستقبل الشركة. كما واجه حساب “غروك” الرسمي مؤخرًا انتقادات حادة بعد نشره تعليقات معادية للسامية، مما اضطر “xAI” إلى تقييد الحساب مؤقتًا وحذف المحتوى المسيء، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا.
وردًا على الحادث، قامت “xAI” بإزالة قسم مثير للجدل من موجه نظام غروك، والذي كان يمنع النموذج من الالتزام بالتوجهات “الصحيحة سياسيًا”. ورغم ذلك، لم يتناول ماسك ولا قادة “xAI” هذه الأزمة بشكل مباشر، وركزوا بدلًا من ذلك على أداء “غروك 4” وقدراته التقنية.
وقد أطلقت الشركة نسختين من النموذج: “غروك 4” الأساسي و”غروك 4 Heavy”، وهو إصدار معزز قادر على تشغيل عدة وكلاء لحل المشكلات بشكل جماعي، كأنه يعمل ضمن “مجموعة دراسة”. ووفقًا لـ “xAI”، فقد حقق النموذج أداءً متقدمًا في عدة اختبارات معيارية. أبرزها “Humanity’s Last Exam”، حيث سجل غروك 4 نسبة 25.4% بدون أدوات، متفوقًا على نماذج مثل “جيميني 2.5 برو” ونسخة من “OpenAI”، بينما سجل “غروك 4 Heavy” نسبة 44.4% عند استخدام أدواته.
وعلى مستوى اختبار “ARC-AGI-2″، وهو من أصعب الاختبارات التي تقيس قدرة الذكاء الاصطناعي على التعرف على الأنماط البصرية المعقدة، سجل “غروك” نسبة 16.2%، أي ضعف أداء نموذج “Claude Opus 4″، ثاني أفضل نموذج تجاري.
وفي خطوة استراتيجية، أطلقت “xAI” أيضًا باقة اشتراك شهرية جديدة بقيمة 300 دولار تحت اسم “SuperGrok Heavy”، وهي الأعلى سعرًا في سوق الذكاء الاصطناعي حتى الآن. وتمنح هذه الباقة المستخدمين وصولًا مبكرًا إلى غروك 4 Heavy وبعض الميزات والمنتجات القادمة، بما في ذلك نموذج لترميز الذكاء الاصطناعي في أغسطس، ووكيل متعدد الوسائط في سبتمبر، ونموذج لإنشاء الفيديو في أكتوبر.
ورغم الأداء التقني المذهل، لا يزال أمام “xAI” تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بكسب ثقة المؤسسات، وسط الجدل القائم حول أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي وسلوك النماذج. يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن “xAI” من تجاوز هذه العقبات والتنافس بجدية مع عمالقة المجال مثل “OpenAI” و”أنثروبيك” و”غوغل”؟