تقنية

AirTag 2

هيمن جهاز تتبع الأغراض من شركة أبل على هذا المجال لفترة طويلة دون أن يواجه منافسة حقيقية تذكر، حيث استطاع أن يرسخ مكانته كخيار أول للمستخدمين الباحثين عن وسيلة سهلة وموثوقة لتحديد مواقع أغراضهم الشخصية. ومع مرور الوقت، بدا أن هذا التفوق المطلق بدأ يتراجع تدريجيًا، خاصة مع دخول أجهزة تتبع تعمل بنظام أندرويد إلى الساحة وتطورها بشكل ملحوظ. هذه الأجهزة الجديدة لم تعد مجرد بدائل محدودة الإمكانات، بل أصبحت تقدم خصائص متقدمة جعلتها قادرة على الوقوف في وجه جهاز أبل الشهير ومنافسته بشكل مباشر.

AirTag 2
AirTag 2

في السنوات الماضية، اعتمد جهاز أبل على قوته الأساسية المتمثلة في تكامله العميق مع منظومة الشركة الواسعة، إضافة إلى الانتشار الكبير لأجهزة أيفون حول العالم، وهو ما منحه شبكة تتبع فعالة للغاية. في المقابل، كانت حلول أندرويد تعاني من التشتت وقلة الدعم الموحد، الأمر الذي جعلها أقل كفاءة وأضعف حضورًا. إلا أن هذا الواقع بدأ يتغير مع تحسن البنية التحتية لأجهزة أندرويد وازدياد التعاون بين الشركات المطورة، ما أدى إلى ظهور أجهزة تتبع أكثر دقة واعتمادية.

ورغم هذا التطور الملحوظ لدى المنافسين، ظل جهاز أبل دون تحديثات جوهرية لفترة طويلة، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل هذه الفئة من المنتجات لدى الشركة. فبينما كانت المنافسة تشتد، كان المستخدمون ينتظرون خطوة جديدة تعيد لجهاز أبل بريقه وتؤكد تفوقه من جديد. هذا الانتظار فتح الباب أمام انتشار الشائعات والتكهنات بشأن الجيل الثاني من الجهاز، حيث تحدثت تقارير غير رسمية عن نية الشركة إدخال تحسينات كبيرة تشمل الأداء والتصميم والوظائف.

ومع مرور الوقت، بدأت تظهر تسريبات جديدة تلقي الضوء على ما يمكن أن يحمله الجيل القادم من الجهاز. هذه التسريبات تشير إلى أن الشركة تدرك حجم المنافسة الحالية، وتسعى إلى تقديم تحديثات تتجاوز مجرد تحسينات طفيفة. من المتوقع أن يشمل الجهاز الجديد تقنيات أكثر تطورًا في تحديد الموقع، مع مدى تتبع أوسع ودقة أعلى، إضافة إلى تحسينات في مستوى الأمان والخصوصية، وهي عناصر تحرص أبل دائمًا على إبرازها في منتجاتها.

كما يتوقع أن يحمل الجيل الجديد تحسينات في كفاءة استهلاك الطاقة، ما يعني عمر بطارية أطول وتجربة استخدام أكثر راحة. وقد تشمل التحديثات أيضًا تكاملا أعمق مع الأجهزة والخدمات الأخرى، بما يعزز من قيمة الجهاز داخل منظومة أبل المتكاملة. كل هذه المؤشرات توحي بأن الشركة تستعد لإعادة فرض سيطرتها على سوق أجهزة تتبع الأغراض، بعد أن شعرت بأن المنافسين أصبحوا قريبين منها أكثر من أي وقت مضى.

في النهاية، يبدو أن سوق أجهزة التتبع مقبل على مرحلة جديدة من التنافس الحقيقي، حيث لم يعد التفوق حكرًا على طرف واحد. ومع اقتراب الكشف عن الجيل الثاني من جهاز أبل، يترقب المستخدمون ما إذا كانت هذه الترقية ستنجح في استعادة الصدارة وترسيخ الريادة من جديد، أم أن المنافسة ستظل مفتوحة على مصراعيها في ظل التطور السريع للتقنيات البديلة.

استنادا إلى معلومات استخلصت من نسخة داخلية مسربة من نظام تشغيل آيفون القادم iOS 26 تتجه شركة أبل إلى إدخال مجموعة من التحسينات المهمة على الجيل الثاني من جهاز التتبع AirTag وهو ما يكشف عن توجه واضح لإعادة تعريف تجربة التتبع الشخصية بشكل أكثر دقة وذكاء. هذه التفاصيل وردت في تقرير نشرته مجلة ماك وورلد واطلعت عليه العربية بيزنس حيث أشار التقرير إلى أن أبل تعمل على تحسين عملية الاقتران بين الجهاز وهاتف آيفون بما يجعل الإعداد الأولي أسرع وأكثر استقرارا مقارنة بالجيل الحالي

ومن أبرز ما لفت الانتباه هو تطوير ميزة العثور الدقيق التي تعد من أهم نقاط القوة في AirTag إذ تخطط أبل لتعزيز دقتها وسرعة استجابتها مع إضافة عرض تفصيلي لمستوى البطارية يتيح للمستخدم معرفة حالة الطاقة بشكل أوضح وأكثر واقعية بدلا من المؤشرات العامة التي اعتاد عليها المستخدمون سابقا. هذا التحسين من شأنه تقليل المفاجآت المرتبطة بنفاد البطارية وتعزيز الاعتماد على الجهاز لفترات أطول دون قلق

إلى جانب ذلك تعمل أبل على ميزة جديدة تعرف داخليا باسم الحركة المحسنة وهي مصممة لمعالجة واحدة من أبرز نقاط الضعف في الجيل الحالي من AirTag حيث يواجه المستخدم صعوبة في التتبع الدقيق عندما يكون الهدف في حالة حركة مستمرة. الميزة الجديدة يتوقع أن تمكن المستخدم من تحديد موقع الجهاز بدقة حتى أثناء تنقله وهو ما يجعل AirTag أكثر فاعلية في تتبع الأغراض المتحركة مثل الحقائب أو الدراجات أو حتى الحيوانات الأليفة

كما تشير التسريبات إلى وجود تحسينات إضافية تركز على رفع دقة التتبع في الأماكن المزدحمة وهي بيئات تشكل تحديا تقنيا بسبب كثافة الإشارات وتداخلها. تحسين الأداء في هذه السيناريوهات سيمنح AirTag أفضلية واضحة ويجعل استخدامه أكثر موثوقية داخل المدن الكبرى والمطارات ومراكز التسوق

ويذكر التقرير أن هذه الميزات كانت تحمل داخل أبل اسما داخليا يشير إلى عام 2025 ما يوحي بأن الشركة كانت تخطط لإطلاق الجيل الجديد خلال هذا العام إلا أن الإطلاق تم تأجيله بهدوء لأسباب غير معلنة. ووفقا للمعلومات المتاحة الآن من المتوقع أن يتم طرح AirTag 2 في النصف الأول من عام 2026

ورغم ذلك لا تستبعد أبل إمكانية توفير بعض هذه التحسينات للجيل الحالي من AirTag من خلال تحديثات برمجية مستقبلية وهو ما يعني أن المستخدمين الحاليين ليسوا مضطرين للتعجل في الترقية طالما أن أجهزتهم الحالية تفي بالغرض

وعند إطلاق AirTag 2 من المتوقع أن يفرض الجهاز تحديا كبيرا على أجهزة التتبع العاملة بنظام أندرويد حيث تعاني معظمها من محدودية عرض معلومات البطارية وعدم دقتها. وفي حال قدمت أبل تقارير تفصيلية وشاملة عن مستوى الطاقة فإن ذلك سيجعل حلول التتبع المنافسة تبدو أقل تطورا ويعزز موقع AirTag كخيار مفضل في هذا المجال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى