iPad Pro

تستعد شركة “أبل” لإجراء تحديث ملحوظ على تصميم جهاز iPad Pr القادم، وذلك بعد التغييرات التي طرأت على الجيل السابق الذي حمل معالج M4 وشهد نقلة تصميمية هامة تمثلت في نقل الكاميرا الأمامية من أعلى الجهاز إلى جانبه لتوفير تجربة استخدام أفضل في وضعية العرض الأفقي. ويبدو أن “أبل” تسعى لمواصلة تحسين التصميم وتجربة المستخدم من خلال مجموعة من التعديلات الجديدة على الجهاز المنتظر، أبرزها تزويده بالجيل الأحدث من المعالجات، وهو معالج M5 ، بالإضافة إلى إضافة كاميرا أمامية ثانية .

ووفقًا لتقرير حديث نشرته وكالة بلومبرغ عبر نشرتها الأسبوعية “Power On”، فإن الشركة الأمريكية تعتزم إضافة كاميرا أمامية ثانية في الجانب الرأسي من الجهاز، لتعمل جنبًا إلى جنب مع الكاميرا المثبتة في الجانب الأفقي. وتُعد هذه الخطوة تطورًا لافتًا في تصميم الجهاز، إذ تتيح للمستخدمين مرونة أكبر في استخدام تطبيقات مكالمات الفيديو مثل FaceTime ، إضافة إلى إمكانية التقاط صور السيلفي بجودة عالية سواء في الوضع الأفقي أو الرأسي، وفقًا لتفضيل المستخدم أو بحسب نوع الاستخدام.
وفي حين لا تُعتبر هذه الإضافة ثورية من حيث التقنية، إلا أنها تُظهر حرص “أبل” على تحسين تجربة الاستخدام اليومية ، خاصة لأولئك الذين يعتمدون على iPad Pro في الاجتماعات الافتراضية أو إنشاء المحتوى عبر الكاميرا. وتُشير بلومبرغ إلى أن الكاميرا الجديدة ستوفر مستوى أعلى من الراحة للمستخدمين، حيث لن يُضطر المستخدم إلى تدوير الجهاز للحصول على الزاوية المناسبة للمكالمة أو الصورة، وهو ما يمثل ميزة عملية مهمة في الأجهزة المحمولة.
ويُتوقع أن يأتي المعالج الجديد M5 ليمنح الجهاز أداءً فائقًا وكفاءة أعلى في استهلاك الطاقة ، مما سيعزز من مكانة iPad Pro كجهاز احترافي قادر على تنفيذ المهام الثقيلة مثل تحرير الفيديو، التصميم ثلاثي الأبعاد، واستخدام التطبيقات الاحترافية المتقدمة. وتأتي هذه التحديثات في سياق سعي “أبل” للحفاظ على ريادتها في سوق الأجهزة اللوحية الفاخرة، وتلبية تطلعات المستخدمين المحترفين الذين يعتمدون على iPad Pro كأداة عمل متكاملة.
وتجدر الإشارة إلى أن تحديث تصميم الكاميرا لا يقتصر فقط على الإضافة الجديدة، بل يعكس أيضًا توجهًا أوسع من أبل لتحسين التفاعل البصري مع أجهزتها، لا سيما في ظل تزايد الاعتماد على مكالمات الفيديو والبث المباشر في حياة المستخدمين اليومية والمهنية.
في المحصلة، قد لا تبدو إضافة كاميرا أمامية ثانية تحولًا جذريًا في مسيرة iPad Pro، لكنها بكل تأكيد خطوة محسوبة نحو تحسين واقعي ومفيد ، من شأنه أن يُسهم في تعزيز تجربة المستخدم وزيادة مرونة الجهاز في تلبية مختلف سيناريوهات الاستخدام.
رجحت وكالة “بلومبرغ” في تقرير حديث لها أن التغييرات المتوقعة في تصميم جهاز iPad Pro المقبل من شركة آبل قد جاءت استجابة مباشرة لشكاوى عدد كبير من مستخدمي هذا الجهاز اللوحي، وخصوصاً ما يتعلق بموقع الكاميرا الأمامية. حيث أعرب العديد من المستخدمين عن استيائهم من نقل الكاميرا الأمامية إلى الوضع الأفقي في الإصدارات الأخيرة، ما جعل استخدامها في الوضع الرأسي أقل راحة وغير عملي في بعض الحالات، خصوصاً أثناء مكالمات الفيديو أو عند استخدام الجهاز في وضعه التقليدي كجهاز لوحي محمول باليد.
وتبعاً لما ذكرته بلومبرغ، يبدو أن الشركة الأميركية تدرس إمكانية معالجة هذا التحدي التصميمي بإضافة كاميرا أمامية ثانية. وقد أوضحت الوكالة أن هذه الخطوة، رغم أنها قد تبدو غير تقليدية أو مألوفة من حيث التصميم العام للجهاز، إلا أنها لن تكون خطوة سلبية بأي حال. ويرجع ذلك إلى أن الكاميرات الأمامية في أجهزة آبل عادة ما تكون مدمجة بذكاء في حواف الشاشة، بحيث يصعب ملاحظتها أو الشعور بوجودها، مما يُبقي على أناقة التصميم دون أن يؤثر على تجربة الاستخدام.
وفي سياق التطويرات الأوسع، من المنتظر أن تطلق شركة آبل الجيل الجديد من iPad Pro في وقت لاحق من العام الجاري. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الجهاز سيأتي مزوداً بشريحة المعالجة الجديدة M5، لتكون هذه المرة الأولى التي يُطرح فيها جهاز من أجهزة آبل بهذه الشريحة المتطورة. ويُعد هذا التحديث في المعالج من أبرز التحسينات المنتظرة في الجهاز، بالنظر إلى الأداء العالي والفعالية التي تعد بها سلسلة معالجات M التي طورتها آبل.
ومن جهة أخرى، أكدت بلومبرغ أنه إلى جانب إدخال تحديثات على الكاميرا وإضافة المعالج الجديد، فإن iPad Pro المرتقب لن يشهد تغييرات جذرية أو تعديلات رئيسية أخرى في التصميم أو المواصفات العامة. ويبدو أن آبل اختارت التركيز على تحسين بعض العناصر الأساسية، بدلاً من إجراء تحديث شامل.
ومن المهم الإشارة إلى أن إطلاق شريحة M5 في iPad Pro يأتي قبل استخدامها في أجهزة ماك، إذ من المتوقع ألا تصل هذه الشريحة إلى حواسيب ماك قبل النصف الأول من عام 2026. وهو ما يعكس اهتمام آبل بإعادة تعزيز مكانة iPad Pro كسلسلة أجهزة متقدمة وقادرة على تقديم تجربة أداء تضاهي الحواسيب المحمولة في بعض جوانبها.
وفي ضوء كل هذه التحديثات، يبدو أن آبل تستعد لإطلاق منتج يجمع بين الحفاظ على هوية التصميم المعتادة وتقديم تحسينات عملية تُلبي تطلعات المستخدمين، سواء من حيث الأداء أو سهولة الاستخدام، خاصة مع ازدياد الاعتماد على الأجهزة اللوحية في مختلف جوانب الحياة اليومية والمهنية.
أثار التصميم الجديد المتوقع لجهاز iPad Pro الكثير من الجدل بين المستخدمين والمراقبين، بعد تسريبات أفادت بوجود تعديلات في موضع الكاميرات الأمامية. ففي الوقت الذي أبدى فيه بعض المستخدمين تفاؤلهم من إمكانية تزويد الجهاز بوحدتي Face ID، لتحسين دقة وفعالية خاصية التعرف على الوجه، عبّر آخرون عن استيائهم من الموقع المقترح للكاميرا الأمامية، مشيرين إلى أنها قد تتعرض للحجب أثناء استخدام الجهاز في الوضع الأفقي، خصوصاً من قِبل اليد اليمنى.
وفي سياق النقاشات الدائرة، ظهرت اقتراحات بديلة من بعض المستخدمين الذين رأوا أن الأولوية يجب أن تُمنح لتحسينات تتعلق بتجربة الاستخدام اليومية، مثل دعم تقنية الشحن المغناطيسي MagSafe أو إضافة منفذ شحن إضافي، بدلاً من التركيز المفرط على خصائص الكاميرا التي لا تُعد مركزية بالنسبة لجميع المستخدمين. هذه الآراء تعكس تبايناً واضحاً في الأولويات بين فئات المستخدمين، وهو ما قد يشكّل تحدياً أمام آبل في تحديد اتجاهات التطوير المقبلة.
ومن ناحية أخرى، قوبلت التسريبات الأخيرة بكثير من التشكيك من قِبل بعض المتابعين، الذين رجّحوا أن تكون هذه المعلومات مجرّد مناورة داخلية من الشركة بهدف تتبع مصادر التسريب، أو أنها بيانات غير دقيقة جرى تسريبها عن قصد. هذا الاحتمال تعزّز بعد الإجراءات القانونية التي اتخذتها الشركة مؤخراً، حيث رفعت دعوى قضائية ضد المدون المعروف “جون بروسر”، متهمةً إياه بتسريب تصميم واجهة استخدام نظام التشغيل iOS 26، قبل الإعلان الرسمي عنه في الشهر الماضي.
ويذهب محللو التكنولوجيا إلى أن التصميم الجديد – رغم ما يثيره من جدل – قد يكون خطوة ضرورية، نظراً إلى طبيعة الاستخدام المتنوعة لجهاز iPad Pro، والذي يُستخدم بكثرة في كل من الوضعين الرأسي والأفقي. وبالتالي، فإن دعم ميزة Face ID في الاتجاهين يعكس استجابة عملية لهذه الحاجة المتزايدة، حتى وإن كانت هناك تحديات تتعلق بالمساحة الداخلية للجهاز. فالتصميم الداخلي يضم عدة مكونات رئيسية مثل منافذ USB، وقاعدة تثبيت قلم Apple Pencil، بالإضافة إلى المفاتيح المغناطيسية التي تتيح توصيل لوحة المفاتيح الذكية.
ويرى هؤلاء الخبراء أن تحقيق توازن بين الابتكار التقني واحتياجات المستخدم الفعلية هو ما سيحدد مدى نجاح التعديلات الجديدة. ففي ظل المنافسة الشرسة في سوق الأجهزة اللوحية، لم يعد كافياً الاعتماد على تحسينات تجميلية أو ترقيات طفيفة، بل أصبحت الحاجة ملحّة لإدخال تغييرات جوهرية تحسّن من وظائف الجهاز وتجعله أكثر ملاءمة لتجربة الاستخدام المتقدمة، لا سيما من قبل المحترفين والمبدعين الذين يشكّلون شريحة مهمة من جمهور iPad Pro.
وفي النهاية، يبقى القرار النهائي بيد آبل، التي تحاول دائماً أن توازن بين السرية التامة في التطوير والتجاوب مع توقعات المستخدمين. وإذا صدقت التسريبات، فقد يشهد الجيل القادم من iPad Pro نقلة نوعية في التصميم والوظائف، ربما تكون الأجرأ منذ سنوات.