Kimi K2

أصدرت شركة “موون شوت” المدعومة من عملاق التكنولوجيا الصيني “علي بابا” نموذجها الجديد “كيمي كيه 2” يوم الجمعة، وهو نموذج لغوي كبير مفتوح المصدر يتميز بانخفاض تكلفته وتعدد اللغات التي يدعمها. يُنظر إلى هذا الإطلاق على أنه خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصة بعد أن أحدثت شركة “ديب سيك” الصينية تحوّلاً كبيرًا في هذا القطاع في يناير الماضي بإطلاقها نموذجًا قويًا ومفتوح المصدر كذلك.

يأتي نموذج “كيمي كيه 2” في وقت تتسابق فيه شركات التكنولوجيا العالمية على تطوير نماذج لغوية ذكية يمكنها فهم وتوليد اللغة البشرية بكفاءة عالية. ويُعد الاتجاه نحو المصادر المفتوحة توجهًا غير مألوف في هذا المجال، لا سيما أن معظم النماذج المتقدمة تظل حكرًا على عدد محدود من الشركات العملاقة التي تختار عدم نشر الشيفرة المصدرية لنماذجها، سواء لدواعٍ تجارية أو أمنية. ومع ذلك، قررت بعض الأسماء الكبرى مثل “ميتا” و”غوغل” تبني هذا النهج مؤخرًا، في محاولة لتوسيع التعاون البحثي والمساهمة في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي بطريقة شفافة ومسؤولة.
تُعتبر خاصية “المصدر المفتوح” من أبرز مميزات نموذج “كيمي كيه 2″، حيث تُتيح للمطورين والباحثين والشركات في جميع أنحاء العالم الاطلاع على الشيفرة المصدرية والتعديل عليها وتطويرها حسب احتياجاتهم. هذا النوع من النماذج يعزز من الابتكار المفتوح، ويقلل من تكلفة البحث والتطوير، كما يسمح بظهور تطبيقات محلية مخصصة يمكن أن تكون أكثر ملاءمة للسياقات الثقافية واللغوية المختلفة، وخاصة في الأسواق الناشئة.
وفي المقابل، تسود مخاوف متزايدة في الأوساط التقنية حول الآثار السلبية المحتملة لهذا الانفتاح. فقد أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، سام ألتمان، صباح السبت عن تأجيل غير محدد لإطلاق أول نموذج مفتوح المصدر من الشركة، مرجعًا القرار إلى اعتبارات تتعلق بالسلامة والأمن السيبراني، حسب ما نقلته شبكة “سي إن بي سي”. ويعكس هذا القرار التوتر القائم بين الرغبة في مشاركة التكنولوجيا وبين الحذر من إساءة استخدامها.
تسعى الشركات الصينية من خلال نماذج مثل “كيمي كيه 2” إلى ترسيخ مكانتها كمنافس رئيسي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، في وقت تسعى فيه الصين إلى تحقيق الاستقلال التكنولوجي وتخفيف الاعتماد على النماذج الأميركية. كما يعكس توجه “موون شوت” نحو المصدر المفتوح رغبة في استقطاب مجتمع المطورين العالمي وتسريع عجلة الابتكار المشترك.
من خلال هذه الخطوة، تؤكد الصين التزامها باللعب دورًا فاعلًا في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، ليس فقط كمستخدم للتقنيات المتقدمة، بل كمصدر لها أيضًا. ويبقى أن نرى كيف ستتفاعل الأسواق العالمية والمؤسسات التقنية مع هذا التطور، خاصة في ظل التحديات المتعلقة بالسلامة والتنظيم والتنافس الجيوسياسي المتزايد في هذا المجال.
قوة Kimi K2 في البرمجة وتفوقه على المنافسين
يتميز Kimi K2 بقدرته القوية على كتابة الأكواد البرمجية للتطبيقات، وهو مجال ترى فيه الشركات إمكانات هائلة لاستبدال الموظفين بالذكاء الاصطناعي.
تفوّق على نموذج Claude Opus 4 التابع لـ Anthropic في معيارين رئيسيين ، وأظهر أداءً عامًا أفضل من GPT-4.1 في مجالات البرمجة.
نموذج مفتوح المصدر وبأسعار منافسة
وصفه كبير المحللين في Counterpoint بأنه “نموذج تنافسي عالميًا ومفتوح المصدر”.
يتميز بانخفاض تكلفة الرموز (Tokens)، مما يجعله مناسبًا للنشر واسع النطاق أو المشاريع ذات الميزانية المحدودة:
15 سنتًا/مليون رمز إدخال
2.50 دولار/مليون رمز إخراج
بالمقارنة:
Claude Opus 4 يفرض 15 دولارًا/مليون إدخال و 75 دولارًا/مليون إخراج.
GPT-4.1 يفرض 2 دولار/مليون إدخال و8 دولارات/مليون إخراج.
توفر مجاني ومرونة في الاستخدام
يتوفر Kimi K2 مجانًا عبر تطبيق Kimi وعبر المتصفح، دون الحاجة لاشتراكات.
يُمكن استخدامه تجاريًا بحرية، بشرط الإشارة إلى “Kimi K2” في حال تجاوز المنتج:
100 مليون مستخدم نشط شهريًا
أو 20 مليون دولار من الإيرادات الشهرية
اهتمام عالمي وتقييمات إيجابية
تقييمات أولية إيجابية على منصات التواصل الاجتماعي باللغتين الصينية والإنجليزية.
تم الإبلاغ عن بعض حالات “الهلوسة”، وهي مشكلة معروفة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
قال مؤسس MagicPath إن K2 هو أول نموذج يشعر بالراحة لاستخدامه في الإنتاج منذ Claude 3.5 Sonnet.
منافسة متزايدة في السوق الصينية
ازدحام السوق الصينية بنماذج من شركات كبرى مثل:
ByteDance
Tencent
Baidu (التي طورت أدوات ذكاء اصطناعي لمحرك بحثها)
Moonshot قدمت نسخًا مفتوحة المصدر من نماذجها السابقة.
منافسون مثل DeepSeek وManos لا يزالون يواجهون تحديات في الابتكار والإصدار.
Kimi-Researcher: الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي الفاعل
أطلقت Moonshot نموذج Kimi-Researcher الشهر الماضي.
يدّعي أنه يُضاهي أداء Gemini Deep Research من Google ويتفوق على OpenAI في “الاختبار الأخير للبشرية”.
بحسب أستاذ من جامعة نيويورك، النموذج يُظهر قدرة على اتخاذ قرارات متعددة بشكل مستقل لإكمال مهام معقدة، وهو تطور نوعي مقارنة بالنماذج السابقة.