غوغل

غوغل تُحذّر من هجوم إلكتروني جديد يستهدف الهواتف الذكية مباشرة دون الحاجة لشبكة المحمول
أطلقت شركة “غوغل” تحذيراً أمنياً شديد اللهجة بشأن نوع جديد من الهجمات الإلكترونية، يُمكن أن يُعرّض الهواتف الذكية لخطر كبير دون الحاجة إلى الاتصال بشبكة الهاتف المحمول. ويعتمد هذا الهجوم على أساليب متقدمة تسمح للمخترقين بتجاوز نظم الحماية التقليدية، مما يجعله أكثر خطورة من التهديدات السابقة.

وبحسب ما نقل موقع “PhoneArena” فإن هذا النوع من الهجمات يُعد تطوراً نوعياً في أساليب الاختراق، إذ لا يعتمد على وسائل الاتصال التقليدية التي تُستخدم عادةً للوصول إلى الهواتف، مثل الرسائل النصية أو المكالمات المشبوهة عبر شبكة المحمول، بل يستهدف الجهاز نفسه بشكل مباشر، متجاوزاً الطبقات المعتادة من الحماية.
وأكدت غوغل أن هذا الهجوم يمكن أن يُستخدم لإرسال رسائل خبيثة إلى الأجهزة المستهدفة، ما يؤدي إلى فتح ثغرات أمنية تُمكّن المهاجمين من الوصول إلى معلومات حساسة مثل الصور، والرسائل، وكلمات المرور، وحتى بيانات المواقع الجغرافية. والأسوأ من ذلك، أن الهجوم قد يتم دون أن يشعر المستخدم بأي نشاط غير طبيعي على جهازه.
وفي سياق التحذير، شددت “غوغل” على ضرورة اتخاذ خطوات احترازية عاجلة من قِبل المستخدمين لتقليل خطر التعرّض لهذا النوع من الهجمات. ومن بين أبرز التوصيات التي أشارت إليها الشركة، تعطيل دعم شبكات الجيل الثاني (2G) على الهواتف الذكية، وهي خطوة يراها الخبراء ضرورية لتقليل فرص استغلال ثغرات أمنية مرتبطة بهذه الشبكة القديمة.
وتُعتبر شبكات الجيل الثاني أكثر عرضة للاختراق مقارنة بالأجيال الأحدث مثل 4G و5G، نظراً لافتقارها للتشفير القوي ومعايير الأمان المتطورة، ما يجعلها هدفاً سهلاً للقراصنة. ورغم أن معظم شركات الاتصالات بدأت تتخلى تدريجياً عن شبكات 2G، إلا أن العديد من الهواتف لا تزال تحتفظ بخيار الاتصال بها، الأمر الذي يُبقي الباب مفتوحاً أمام المخاطر الأمنية.
ويأتي هذا التحذير ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها غوغل لتعزيز أمن أنظمة أندرويد، خاصة في ظل تزايد تعقيد الهجمات الرقمية، وتطور أدوات المخترقين. فقد لاحظت الشركة ارتفاعاً في عدد الهجمات التي تعتمد على رسائل قصيرة خبيثة تُستخدم كمدخل أولي لاختراق الهاتف.
في الختام، تؤكد غوغل على أهمية وعي المستخدم بمخاطر الأمن السيبراني، وعدم الاكتفاء بالإعدادات الافتراضية للهاتف. كما تنصح الشركة بالتحقق بشكل دوري من إعدادات الأمان، وتحديث نظام التشغيل باستمرار، مع تجنب فتح روابط أو ملفات واردة من مصادر غير موثوقة.
هذا التحذير يُشكّل جرس إنذار جديد في عالم الأمن الرقمي، ويعكس حجم التحديات التي تواجه المستخدمين في الحفاظ على خصوصيتهم وأمان بياناتهم في عصر تتطور فيه التهديدات بوتيرة سريعة وغير مسبوقة.
كيف يحدث الاختراق؟
يعتمد المهاجمون على أجهزة تُعرف باسم “مرسلات الرسائل النصية القصيرة” (SMS Blasters)، والتي تُنشئ نقاط اتصال مزيفة تجبر الهواتف القريبة على الاتصال بها مباشرة، متجاوزة بذلك شبكات شركات الاتصالات.
ولا يتطلب الأمر من القراصنة معرفة رقم هاتفك؛ إذ يكفي وجودك في منطقة مستهدفة وغالبًا ما تكون من الأحياء الراقية لتصل إليك الرسائل الخبيثة دون سابق إنذار.
وقد دفعت خطورة هذه الهجمات السلطات البريطانية إلى إصدار تحذيرات رسمية، لا سيما بعد اعتقال أحد المتورطين مؤخرًا، مشيرة إلى أن هذا النوع من الهجمات قادر على تجاوز نظم الحماية التي توفرها شركات الاتصالات لمكافحة الاحتيال والرسائل المزعجة.
2G: البوابة الضعيفة
تشير “غوغل” إلى أن الخطر الرئيسي ينبع من شبكة الجيل الثاني (2G)، التي لا تزال تعمل على غالبية الهواتف رغم أنها قديمة وتفتقر لمعايير الأمان الحديثة.
حتى في المناطق التي تم فيها إيقاف تشغيل شبكة 2G، قد يستمر الهاتف في الاتصال تلقائيًا بأي نقطة وصول مزيفة إذا لم يتم تعطيل دعم 2G يدويًا من الإعدادات.
ماذا تفعل لحماية نفسك؟
إذا كنت تستخدم هاتفًا يعمل بنظام أندرويد 16، اتبع الخطوات التالية لتعزيز أمان جهازك:
1. اذهب إلى: الإعدادات > الأمان والخصوصية > الحماية المتقدمة
2. فعّل خيار حماية الجهاز
هذا الخيار يوفّر عدّة مزايا أمنية مهمة:
يمنع الاتصال بشبكات 2G (إلا في حالات الطوارئ).
يقيّد التوصيلات عبر USB عند قفل الهاتف.
يُجبر الجهاز على إعادة التشغيل تلقائيًا بعد 72 ساعة من القفل.
يراقب نشاط الهاتف لرصد أي محاولات اختراق أو سرقة.
أما بالنسبة لمستخدمي أجهزة آيفون، فإن الوسيلة الوحيدة لتعطيل شبكة 2G هي عبر تفعيل خيار “وضع الإغلاق الشامل” (Lockdown Mode)، والمصمم خصيصًا لحماية الأفراد المعرضين للاستهداف من جهات متقدمة. لكن تفعيل هذا الوضع يؤدي إلى تقليص كبير في وظائف الجهاز اليومية.
لا تنخدع برسالة تبدو “عادية”
بحسب شركة “تريند مايكرو”، يظل الاحتيال عبر الرسائل النصية هو التهديد الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما تستخدم أسماء علامات تجارية معروفة مثل “باي بال”، “نتفليكس”، “تويوتا”، و”غوغل” لإيهام الضحية.
وتحذر الشركة من الوقوع في الفخ:
“إذا بدا العرض مغريًا إلى درجة لا تُصدق، فغالبًا ما يكون عملية احتيال.”
من أبرز مؤشرات الرسائل المزيّفة:
وجود أخطاء إملائية أو لغوية واضحة.
طلب معلومات شخصية أو مالية في رسالة غير متوقعة.
وعود بجوائز أو طرود لم تطلبها أنت.
وفي مواجهة هذه التهديدات، تعمل “غوغل” على دمج تقنيات متقدمة لرصد الاحتيال والتعرف على المكالمات المشبوهة مباشرة في إعدادات هواتف Pixel، مما يسهّل على المستخدمين تفعيل الحماية من أول استخدام للجهاز.