تقنية

OpenAI

أعلنت شركة OpenAI يوم الثلاثاء عن إطلاق ميزة جديدة تُعرف باسم “وضع الدراسة” (Study Mode) ضمن منصة “شات جي بي تي”، بهدف دعم الطلاب وتعزيز مهاراتهم في التفكير النقدي والتحليل بدلاً من الاعتماد على تلقي الإجابات الجاهزة فقط. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الشركة إلى تحويل تجربة التعلم باستخدام الذكاء الاصطناعي من تجربة تلقينية إلى تجربة تفاعلية تُشجع على الفهم العميق والتفكير المستقل.

OpenAI
OpenAI

تتيح ميزة “وضع الدراسة” للطلاب بيئة تعليمية أكثر تفاعلاً، حيث لا يكتفي شات جي بي تي بتقديم الإجابات المباشرة، بل يعمل على تحفيز المستخدم على التفكير وتحليل الأسئلة من خلال طرح أسئلة ارتجاعية أو استيضاحية. فبدلاً من أن يقدم الإجابة على الفور، يقوم أحيانًا بإرجاء الرد لحين قيام الطالب بمحاولة تفسير أو تحليل السؤال بنفسه، مما يساعد على تعزيز الفهم الذاتي وتطوير مهارات حل المشكلات.

وتُعد هذه الميزة مفيدة بشكل خاص للطلاب الذين يسعون لتحسين قدراتهم الدراسية بطريقة أكثر نشاطاً وتفاعلية، حيث يشعر الطالب بأنه شريك في عملية التعلم وليس مجرد متلقٍ. وتُشجع هذه الآلية أيضًا على تنمية مهارات المناقشة والتفكير النقدي، إذ يتعين على الطلاب في بعض الأحيان تبرير إجاباتهم أو شرح مفاهيم معينة قبل أن يقدم النظام ملاحظاته أو الإجابة النهائية.

ووفقًا لما أورده موقع “تك كرانش”، فإن ميزة “وضع الدراسة” أصبحت متاحة ابتداءً من يوم الثلاثاء لجميع المستخدمين، سواءً كانوا ضمن الباقة المجانية أو المشتركين في الباقات المدفوعة، بما في ذلك باقات “شات جي بي تي بلس” (Plus)، و”شات جي بي تي برو” (Pro)، والمشتركين في الحلول الجماعية مثل “شات جي بي تي تيمز” (Teams).

ويمثل إطلاق هذه الميزة توجهًا جديدًا من OpenAI نحو استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة تعليمية تفاعلية تُعزز الفهم العميق لاكتساب المعرفة، وليس فقط أداة لتوليد المعلومات. وتُشير هذه الخطوة إلى إدراك متزايد بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا في التعليم إذا ما تم توظيفها بشكل مدروس يراعي الأهداف التربوية.

من جانب آخر، يرى خبراء التعليم أن مثل هذه المزايا قد تُحدث تحولًا في كيفية تعامل الطلاب مع التكنولوجيا التعليمية، إذ سيتعين عليهم تطوير مهارات جديدة في التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل التفكير النقدي، وتحليل المعلومات، والتعبير عن وجهات نظرهم بشكل منطقي ومنظم.

في المحصلة، يبدو أن “وضع الدراسة” هو بداية مرحلة جديدة في العلاقة بين التكنولوجيا والتعليم، حيث يتطور دور الذكاء الاصطناعي من كونه مزودًا للمعلومات إلى شريك نشط في رحلة التعلم، مما قد يغير الطريقة التي يتعلم بها الطلاب في العصر الرقمي.

تتجه شركة “OpenAI” إلى طرح ميزة جديدة تُعرف بـ “وضع الدراسة” (Study Mode) لمشتركي باقة Edu، والتي غالبًا ما تعتمدها إدارات المدارس لتوفير وصول جماعي لجميع الطلاب، لا سيما الفئة الشبابية منهم. ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذه الميزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في محاولة واضحة من الشركة للاستجابة لاحتياجات الملايين من الطلاب الذين باتوا يستخدمون “شات جي بي تي” بانتظام ضمن بيئاتهم التعليمية.

تسعى “OpenAI” من خلال هذا الوضع الجديد إلى تعزيز دور “شات جي بي تي” كأداة تعليمية فعالة، وليس فقط كمحرك للبحث السريع أو وسيلة للحصول على إجابات جاهزة. ورغم الشعبية الكبيرة التي حققها البرنامج منذ إطلاقه أواخر عام 2022، فإن استخدامه في المدارس أثار الكثير من الجدل في البداية، حيث سارعت العديد من المناطق التعليمية، خاصة في الولايات المتحدة، إلى حظر استخدامه بدافع القلق من تأثيره السلبي على العملية التعليمية، وخاصة على تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب.

إحدى الدراسات المنشورة في يونيو 2024 أظهرت أن الطلاب الذين استخدموا “شات جي بي تي” لكتابة المقالات أظهروا نشاطًا دماغيًا أقل مقارنة بأقرانهم الذين اعتمدوا على محركات بحث تقليدية مثل “غوغل” أو لم يستخدموا أدوات رقمية على الإطلاق. ورغم ذلك، فإن الواقع التكنولوجي فرض نفسه تدريجيًا، فبحلول عام 2023 تراجعت العديد من المدارس عن قرار الحظر، وبدأ المعلمون في تقبّل حقيقة أن الذكاء الاصطناعي سيظل جزءًا من التجربة التعليمية للطلاب في السنوات المقبلة.

وتُعد “OpenAI” ليست الوحيدة في هذا التوجه، فقد سبقتها شركة “Anthropic” التي أطلقت وضعًا مشابهًا يُعرف باسم “وضع التعلم” ضمن روبوت الدردشة الذكي “كلود” في أبريل الماضي. إلا أن “OpenAI” تأمل أن يتميز “وضع الدراسة” بالتركيز على دعم العملية التعليمية بشكل أكثر منهجية، من خلال تشجيع الطلاب على التفكير والتحليل بدلاً من الاكتفاء بالأجوبة السريعة.

ورغم النوايا الطموحة، يواجه “وضع الدراسة” بعض التحديات، أهمها عدم وجود وسيلة لإجبار الطلاب على استخدام هذا الوضع بدلاً من الوضع العادي الذي يقدّم إجابات مباشرة دون توجيه تعليمي. وصرّحت ليا بيلسكي، نائبة رئيس قسم التعليم في “OpenAI”، بأن الشركة لا توفّر في الوقت الحالي أدوات للآباء أو الإداريين لفرض استخدام “وضع الدراسة”، لكنها لم تستبعد إدخال ضوابط أبوية أو إدارية مستقبلًا.

وهذا يعني أن فعالية هذه الميزة تعتمد بشكل كبير على التزام الطالب ورغبته في التعلم الحقيقي، بعيدًا عن السعي السطحي لإتمام الواجبات الدراسية. وتؤكد الشركة أن “وضع الدراسة” ليس إلا البداية ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تحسين تجربة التعلم عبر الذكاء الاصطناعي، مع خطط للكشف عن المزيد من الأدوات والمعلومات حول كيفية استخدام الطلاب لـ “شات جي بي تي” في مراحل تعليمهم المختلفة مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى