تقنية

الإنترنت

أطلقت شركة Perplexity AI يوم الأربعاء أول متصفح ويب خاص بها يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويحمل اسم “Comet”، في خطوة تهدف إلى إحداث تغيير جذري في الطريقة التي يبحث بها المستخدمون عن المعلومات عبر الإنترنت. ويُعد هذا المتصفح الجديد جزءًا من جهود الشركة المتواصلة للارتقاء بتجربة البحث الرقمي، بحيث تصبح أكثر تفاعلية وسرعة وذكاء.

Perplexity
Perplexity

يعتمد متصفح Comet على تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، تتيح له تحليل الأسئلة التي يطرحها المستخدمون وتقديم إجابات دقيقة وسريعة تعتمد على مصادر موثوقة من شبكة الإنترنت. وتطمح Perplexity AI من خلال هذه المبادرة إلى تجاوز النموذج التقليدي لمحركات البحث الذي يعتمد على عرض روابط متعددة، وتحويل تجربة البحث إلى حوار تفاعلي مباشر يشبه إلى حد كبير التفاعل مع مساعد افتراضي ذكي.

في المرحلة الأولية لإطلاق المتصفح، سيكون الوصول إلى Comet مقتصرًا على فئة محددة من المستخدمين. فقد أوضحت الشركة أن المتصفح سيكون متاحًا في البداية فقط للمشتركين في باقة “ماكس” الشهرية، والتي تبلغ قيمتها 200 دولار أمريكي. كما سيتاح لعدد محدود من المستخدمين الذين سبق أن قاموا بالتسجيل في قائمة الانتظار التي فتحتها الشركة مسبقًا. وتهدف هذه الخطوة إلى اختبار المتصفح في بيئة محدودة قبل طرحه بشكل أوسع للجمهور العام، مما يسمح بجمع الملاحظات وتحسين الأداء وتطوير المزايا بناءً على احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم.

وتأتي هذه الخطوة في ظل سباق متسارع بين شركات التكنولوجيا الكبرى لتطوير أدوات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل ما تشهده خدمات مثل ChatGPT من OpenAI وGemini من Google. وتُعد Perplexity AI من الشركات الناشئة البارزة في هذا المجال، حيث استطاعت خلال فترة قصيرة جذب انتباه المستخدمين بفضل تقنياتها المتقدمة وتجربتها المختلفة عن محركات البحث التقليدية.

من جانبها، تأمل الشركة أن يشكل متصفح Comet نقلة نوعية في عالم البحث عبر الإنترنت، لا سيما من حيث القدرة على توفير إجابات فورية تعتمد على تحليل سياق الأسئلة، بدلاً من مجرد عرض نتائج بحث يتعين على المستخدم استكشافها بنفسه. كما تشير التوقعات إلى أن المتصفح سيواصل التطور بإضافة مزايا جديدة مثل دمج الفيديو، وتحليل الصور، والتفاعل الصوتي، وغيرها من التقنيات التي ستجعل عملية البحث أكثر شمولية وسلاسة.

وفي حين لا تزال التفاصيل الكاملة حول Comet محدودة حتى الآن، فإن الخطوة تعكس طموح Perplexity AI في أن تكون لاعبًا محوريًا في مستقبل البحث الذكي، معتمدة على مزج الذكاء الاصطناعي مع التصميم التفاعلي وتجربة المستخدم الفريدة.

مساعد ذكي يرافقك في كل صفحة

من أبرز مزايا المتصفح الجديد “Comet” هو دمجه لمساعد ذكي يُدعى Comet Assistant، يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي لتسهيل تجربة التصفح اليومية. يقوم هذا المساعد بتلخيص المحتوى المعروض على الصفحات فورًا، ويُسهم في أداء مهام مثل تصفح البريد الإلكتروني، إدارة علامات التبويب، وتقديم إجابات فورية بناءً على ما يظهر على الشاشة.

يمكن تفعيل “Comet Assistant” من خلال نافذة جانبية تسمح له بمراقبة محتوى الصفحة والتفاعل معه لحظيًا، دون الحاجة إلى التنقل بين نوافذ متعددة أو نسخ الروابط للاستفسار عنها في أماكن أخرى.

أداة طموحة ضد عمالقة المتصفحات

يرى أرافيند سرينيفاس، الرئيس التنفيذي لشركة Perplexity، أن “Comet” يشكل تحولًا مهمًا في طريقة التفاعل مع الويب، معتبرًا إياه بمثابة “نظام تشغيل داخل المتصفح”. الهدف الأساسي، حسب سرينيفاس، هو تمكين المستخدم من إنجاز معظم مهامه ضمن بيئة واحدة، وبسرعة، عبر تقديم ملخصات ومعلومات دقيقة دون الحاجة للغوص في صفحات طويلة.

وقد أشار إلى أن اعتماد المستخدمين على “Comet” بشكل يومي يمكن أن يخلق علاقة طويلة الأمد، تُعزز من قيمة خدمات Perplexity. ويُذكر أن المنصة سجلت في مايو 2025 أكثر من 780 مليون استعلام، مع نمو شهري يتجاوز 20%.

منافسة محتدمة في سوق مزدحمة

على الرغم من الإقبال المتزايد على أدوات التصفح الذكية، لا تزال المنافسة شرسة أمام “Comet”، حيث يهيمن على السوق متصفحات كبرى مثل “غوغل كروم” و”أبل سفاري”. كما بدأت تظهر منافسات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل “متصفح Dia”، ما يجعل البيئة تنافسية ومعقدة في آن واحد.

تجربة واقعية

في استخدام عملي لمتصفح “Comet”، لوحظ تفوق المساعد الذكي في أداء المهام البسيطة بسرعة وكفاءة، مثل تلخيص الرسائل واقتراح الأنشطة بناءً على تقويم المستخدم. ومع ذلك، واجه المساعد صعوبات في التعامل مع سيناريوهات أكثر تعقيدًا، مثل حجز مواقف سيارات بدقة زمنية، حيث ظهرت أخطاء في التفاصيل.

هذا يعكس التحديات التي تواجهها أدوات الذكاء الاصطناعي اليوم، لا سيما عندما يتعلق الأمر بـ”الهلوسة” أو تقديم معلومات غير دقيقة، ما يُبرز حدود التكنولوجيا في بعض المهام الحساسة.

تغيير عادات المستخدمين

في ظل اعتماد مليارات المستخدمين على محركات البحث التقليدية، يُعد جذبهم لتجربة “Comet” تحديًا كبيرًا. لكن المهمة الأصعب تكمن في إقناعهم بتبديل متصفحهم الرئيسي.

رغم ذلك، يراهن فريق “Perplexity” على تجربة استخدام سلسة ومساعد ذكي يُحدث فارقًا في الإنتاجية، مما يجعل من “Comet” خيارًا مغريًا لأولئك الذين يبحثون عن سرعة الوصول للمعلومة دون الحاجة لتصفح محتوى طويل ومعقد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى