تقنية

أبل

تخطط شركة أبل لإرسال المزيد من هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة من الهند كإجراء لتعويض التكلفة المرتفعة للرسوم الجمركية الأميركية الجديدة المفروضة على الواردات من الصين.

وتُعتبر هذه التعديلات بمثابة حل مؤقت على المدى القصير، بينما تسعى أبل للحصول على إعفاء من الرسوم الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، وهو الإعفاء الذي سبق أن حصل عليه الرئيس التنفيذي لأبل، تيم كوك، خلال إدارة ترامب الأولى.

تعتبر الشركة أن الوضع الراهن غير واضح للغاية بحيث يصعب اتخاذ قرار بتغيير استثماراتها طويلة الأجل في سلسلة التوريد التي تعتمد على الصين، حسبما أفادت مصادر مطلعة في تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

حزمة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب ترفع الرسوم على السلع الصينية إلى 54% على الأقل، بينما تفرض رسوماً بنسبة 26% على السلع الهندية.

وفي يوم الاثنين، هدد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الصين إذا لم تُلغِ الأخيرة الرسوم الانتقامية التي أعلنت عنها بعد الكشف عن خطط الرسوم الأميركية في 2 أبريل.

ويعتبر هاتف آيفون المنتج الرئيس لشركة أبل، حيث يشكل حوالي 50% من إيراداتها. وقد أثار الاعتماد الكبير للشركة على الصين في عملية التصنيع قلق المستثمرين، مما أدى إلى انخفاض أسهم أبل بنسبة 19%، وهو أسوأ أداء لها على مدى ثلاثة أيام منذ نحو 25 عاماً، وفقاً للتقرير

قبل إعلان الرسوم الجمركية

كانت أبل تخطط لإنتاج حوالي 25 مليون هاتف آيفون في الهند هذا العام، وفقاً لمحلل بنك أوف أميركا، وامسي موهان. ومن المتوقع أن يُخصص نحو 10 ملايين من هذه الهواتف للسوق الهندي المحلي.

وأضاف أنه في حال قررت أبل توجيه جميع هواتف آيفون المصنوعة في الهند إلى الولايات المتحدة، فقد تلبي نحو 50% من الطلب الأميركي على الجهاز هذا العام. وتعمل أبل على زيادة إنتاج آيفون في الهند منذ عدة سنوات.

من جهة أخرى، قد تضيف الرسوم الجمركية على السلع الصينية نحو 300 دولار إلى تكلفة الأجهزة الحالية، مثل هاتف “آيفون 16 برو”، الذي يباع حالياً بسعر 1100 دولار، وفقاً لمنصة “TechInsights” المتخصصة في التحليلات.

لكن يمكن لشركة أبل تقليل الأضرار عن طريق استيراد الهواتف من الهند، حيث تكون الرسوم الجمركية عليها أقل بنسبة نصف تقريباً.

مشكلة التصنيع محليًا

بينما دعا ترامب إلى إحياء الصناعة في الولايات المتحدة، أشار محللون وموردون إلى أن نقل إنتاج هواتف آيفون إلى الأراضي الأمريكية سيكون عبئًا ثقيلًا، حيث ستكون تكلفته أعلى بكثير من مجرد دفع الرسوم الجمركية.

وفي مذكرة حديثة لشركة الأبحاث “Wedbush”، تم التأكيد على أنه “إذا كان المستهلكون يرغبون في شراء هاتف آيفون بسعر 3500 دولار، فسيكون علينا تصنيعه في نيوجيرسي أو تكساس أو أي ولاية أخرى”.

على الرغم من أن “أبل” تصنع العديد من مكونات هواتف آيفون في الصين، فقد بدأت مؤخرًا في تجميع المزيد من الأجهزة في الهند. وهذا يسمح لها بتصنيف الهند كبلد المنشأ لتلك الأجهزة، نظراً لتحولها الكبير هناك من مكونات مفككة إلى هواتف ذكية تعمل بكفاءة.

منذ عام 2017، تعاونت “أبل” مع شركاء في الهند لتجميع هواتف آيفون، بدءًا من الطرازات القديمة وتوسيع ذلك تدريجيًا ليشمل الطرازات الحديثة. تهدف هذه الخطوة إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالصين، بالإضافة إلى تجنب الرسوم الجمركية على الواردات عند بيع الأجهزة في الهند، التي تعد واحدة من أسرع أسواق الهواتف الذكية نموًا في العالم.

ومع ذلك، لا يزال الجزء الأكبر من إنتاج الشركة في الصين، حيث تدير شركات تصنيع مثل “فوكسكون” منشآت ضخمة في البلاد، مستفيدة من شبكة الموردين الكبيرة، والعمالة الماهرة، والدعم الحكومي.

تستثمر “أبل” أيضًا في تصنيع منتجات أخرى في الولايات المتحدة، مثل الخوادم اللازمة لميزات الذكاء الاصطناعي “Apple Intelligence”.

وفي فبراير، أعلنت “أبل” عن خطط لإنفاق أكثر من 500 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة في التصنيع الأمريكي، وهو ما روج له ترامب كدليل على نجاح سياساته. يشمل هذا المبلغ التزام الشركة بشراء رقائق متطورة من إنتاج شركة “Taiwan Semiconductor Manufacturing” في أريزونا.

من جهة أخرى، تعرضت فيتنام، التي أصبحت مركزًا لتصنيع سماعات آيربودز وساعات آبل وأجهزة آيباد، لتعريفة جمركية بنسبة 46% بموجب خطة ترامب، وهي نسبة مشابهة لتلك المفروضة على الصين. ومع ذلك، أشار ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة، بعد محادثة مع زعيم فيتنام، إلى أنه قد يعرض صفقة أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى