تيك توك
قد يُنظر إلى اقتراب موعد حظر تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة على أنه ضربة لشركته المالكة، بايت دانس، وللملايين من المستخدمين الأميركيين، إلا أنه يُعتبر أيضًا خبرًا سارًا للمنافسين الآخرين.
ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ حظر التطبيق في الولايات المتحدة اعتبارًا من 19 يناير المقبل، وذلك تنفيذًا لقانون أقرته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل الماضي، والذي يلزم ببيع التطبيق أو حظره في البلاد. وقد أيدت محكمة أميركية مؤخرًا هذا القانون.
رفضت محكمة استئناف أميركية يوم الجمعة طلبًا طارئًا من “تيك توك” لتعليق تنفيذ القانون، الذي كان يهدف إلى منح المحكمة العليا في الولايات المتحدة مزيدًا من الوقت لمراجعة القضية.
من المتوقع أن يؤثر الحظر على عشرات الملايين من مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة، إضافة إلى أن شركات صغيرة أميركية قد تتكبد خسائر شهرية تصل إلى ملايين الدولارات.
من ناحية أخرى، قد تستفيد شركات كبرى وتطبيقات أخرى من هذا الحظر، مثل “غوغل”، “ميتا”، “أمازون”، “إكس”، و”سناب شات”.
ميتا
إن حظر تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة قد يحقق لشركة “ميتا” ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ هدفًا طالما سعت لتحقيقه، وهو إقصاء منافس قوي.
لقد استطاعت شركة “ميتا”، التي كانت تعرف سابقًا باسم “فيسبوك”، تعزيز مكانتها على مر السنين عبر استراتيجيات استحواذ على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل “واتساب” و”إنستغرام”، كما نجحت في إقصاء منافسين آخرين مثل “سناب شات” بفضل ميزة القصص (Stories).
لكن استراتيجية الشركة لم تنجح ضد “تيك توك” حتى الآن. وكان زوكربيرغ قد حاول في الماضي شراء تطبيق “Musical.ly” الصيني، الذي كان يتميز بمزامنة الشفاه، ولكن انتهى الأمر بسيطرة شركة بايت دانس عليه في 2016 ودمجه في “تيك توك”، الذي كان موجودًا وقتها.
وفي عام 2020، أطلقت “فيسبوك” ميزة الفيديوهات القصيرة (Reels) لتنافس “تيك توك”، ورغم نجاحها النسبي، إلا أن “تيك توك” استطاع الحفاظ على قاعدة مستخدميه من المراهقين وجذب شريحة واسعة من البالغين أيضًا.
وفي عام 2022، وبعد أن شهد تطبيق “فيسبوك” انخفاضًا في عدد مستخدميه لأول مرة، عملت “ميتا” على تحديثه ليصبح أكثر مشابهة لـ”تيك توك”، وفقًا لتقرير صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
أمازون
من المتوقع أن تستفيد شركة أمازون من حظر “تيك توك” في الولايات المتحدة، خاصة مع التوسع الكبير الذي يشهده “متجر تيك توك”.
وقد أصبح “متجر تيك توك”، الذي يسمح للبائعين بإنشاء متاجر إلكترونية على التطبيق لعرض منتجاتهم، في غضون عام ونصف من إطلاقه، قوة كبيرة في مجال التجارة الإلكترونية، حسب شركة الأبحاث “ecommerceDB”.
يمثل هذا تحديًا متزايدًا لشركة أمازون، التي تعد رائدة في هذا القطاع.
ووفقًا لتحليل من “مورغان ستانلي”، قد يكون من المنطقي لشركة أمازون شراء “تيك توك”، في إطار سعيها لتعزيز وجودها في سوق التسوق عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفقًا لوكالة “بلومبرغ”.
وفي مواجهة احتمال حظر التطبيق في الولايات المتحدة، يسعى “تيك توك” لتوسيع وجوده في أسواق جديدة، حيث أطلق متجره الأسبوع الماضي في إسبانيا.
غوغل
سيمنح حظر “تيك توك” في الولايات المتحدة فرصة لـ”غوغل” للتنفس براحة، حيث أصبح “تيك توك” يستخدم كمحرك بحث مشابه لـ”غوغل”، وفقاً لموقع “Zdnet” المتخصص في أخبار التكنولوجيا.
وأظهرت الدراسات أن 74% من مستخدمي جيل “زد” (المولودين بين منتصف التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين) يعتمدون على “تيك توك” في البحث، ويُفضل 51% منهم “تيك توك” على “غوغل” كمحرك بحث.