تقنية

شاومي

حذرت شركة شاومي الصينية، يوم الثلاثاء، من أن المستهلكين قد يواجهون على الأرجح زيادة إضافية في أسعار الهواتف الذكية خلال العام المقبل، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في تكاليف رقائق الذاكرة المستخدمة في تصنيع هذه الأجهزة. وأقرت الشركة بأن هذا الإجراء لن يكون كافيًا لتعويض جميع التكاليف الإضافية التي تتكبدها نتيجة ارتفاع أسعار هذه المكونات الأساسية، مؤكدةً أن السوق سيشهد تأثيرات ملموسة على أسعار المنتجات الإلكترونية.

شاومي
شاومي

وتأتي تحذيرات شاومي في وقت يشهد فيه السوق العالمي للرقائق الإلكترونية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، ويُعزى هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى الطلب المتزايد على وحدات خوادم الذكاء الاصطناعي. فقد دخلت شركات التكنولوجيا في سباق محموم لبناء مراكز بيانات ضخمة، ما أدى إلى ضغط إضافي على توريد رقائق الذاكرة وارتفاع تكلفتها بشكل كبير. ويؤثر هذا التطور بشكل مباشر على شركات تصنيع الهواتف الذكية، حيث تشكل رقائق الذاكرة جزءًا أساسيًا من مكونات الهواتف الذكية الحديثة، سواء بالنسبة لذاكرة الوصول العشوائي أو التخزين الداخلي أو معالجات البيانات التي تعتمد عليها الأجهزة لتقديم أداء سلس وسريع للمستخدمين.

وفي تصريحات رسمية، أوضحت شاومي أن الشركة تعمل على إدارة التكاليف بأفضل شكل ممكن من خلال تحسين سلاسل التوريد والتفاوض مع الموردين، لكنها أشارت إلى أن ارتفاع أسعار الرقائق لا يمكن تحمله بالكامل دون أن ينعكس جزئيًا على أسعار الهواتف الذكية في السوق. وأكدت الشركة أن هذه الزيادة لن تكون موحدة لجميع الأجهزة، وإنما ستختلف بحسب الفئة والموديل، حيث ستتأثر أكثر الهواتف الذكية ذات الإمكانيات العالية والمواصفات المتقدمة، التي تعتمد بشكل أكبر على وحدات الذاكرة المتطورة.

ويشير خبراء السوق إلى أن هذا الاتجاه في الأسعار ليس مقصورًا على شركة واحدة، بل إنه يطال غالبية شركات تصنيع الهواتف الذكية حول العالم، بما في ذلك كبرى الشركات مثل سامسونغ وآبل، حيث أن الطلب العالمي على رقائق الذاكرة يتجاوز بكثير العرض الحالي في السوق. ويضيف الخبراء أن الطلب على وحدات خوادم الذكاء الاصطناعي، الذي يشهد نموًا سريعًا بسبب توسع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة مثل معالجة البيانات وتحليل المعلومات الضخمة وتطوير البرامج الذكية، يمثل العامل الأبرز وراء هذا الضغط المستمر على الأسعار.

من جانبها، تحاول شركات الهواتف الذكية مواجهة هذا التحدي من خلال البحث عن حلول تقنية لتقليل الاعتماد على الرقائق الأكثر تكلفة، أو تطوير أجهزة بقدرات محسنة دون زيادة كبيرة في استهلاك الذاكرة. ومع ذلك، فإن الخبراء يحذرون من أن هذه الإجراءات قد لا تكون كافية لإيقاف تأثير ارتفاع أسعار الرقائق على المستهلك النهائي، حيث إن تكلفة المكونات تمثل نسبة كبيرة من تكلفة تصنيع الهواتف الذكية.

وفي ظل هذه التطورات، يُتوقع أن يشهد المستهلكون في العام المقبل زيادة تدريجية في أسعار الهواتف الذكية، مع اختلاف مقدار الزيادة بحسب نوع الهاتف ومواصفاته، ما سيجعل سوق الهواتف الذكية أكثر تحديًا للمشترين الذين يسعون للحصول على أجهزة متقدمة بأسعار معقولة. كما يُشير المحللون إلى أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تغييرات في استراتيجيات الشركات في تطوير المنتجات وتسويقها، وربما ظهور خيارات بديلة تعتمد على تقنيات أقل تكلفة مع الحفاظ على الأداء المقبول للمستخدمين.

حوّلت شركات تصنيع الرقائق، مثل سامسونغ، جزءًا من طاقتها الإنتاجية نحو شرائح الذاكرة عالية الأداء، بينما قلّصت إنتاج الرقائق المستخدمة في أجهزة مثل الهواتف المحمولة، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

وقال لو وي بينغ، رئيس شركة شاومي، للصحفيين خلال مكالمة حول أرباح الشركة يوم الثلاثاء، إنه يتوقع أن يكون الضغط في السوق العام المقبل أشد بكثير من هذا العام، في إشارة إلى ارتفاع تكاليف رقائق الذاكرة. وأضاف أن المستهلكين من المرجح أن يشهدوا زيادة كبيرة في أسعار التجزئة للمنتجات، معربًا عن أن رفع الأسعار وحده لن يكون كافيًا لمواجهة هذا الضغط.

وأشار لو الشهر الماضي إلى أن ارتفاع أسعار شرائح الذاكرة أدى إلى زيادة أسعار الهواتف الذكية، بعد أن أبدى بعض المستهلكين استياءهم من سعر هاتف “Redmi K90” الجديد.

وخلال الربع الثالث، شحنت شاومي 43.3 مليون هاتف حول العالم، بزيادة طفيفة بلغت نصف بالمئة على أساس سنوي، محافظة بذلك على مركزها الثالث عالميًا بحصة سوقية بلغت 13.6 بالمئة، وفقًا لتقرير مالي نقلًا عن شركة الأبحاث أوميديا.

وارتفع إجمالي إيرادات الشركة للربع المنتهي في سبتمبر بنسبة 22.3 بالمئة ليصل إلى 113.1 مليار يوان، وهو أقل من متوسط توقعات المحللين البالغ 116.5 مليار يوان، وفق بيانات جمعتها بورصة لندن.

وأغلقت أسهم شاومي في بورصة هونغ كونغ على انخفاض بنسبة 2.81 بالمئة، بعد أن كان السهم قد ارتفع بنسبة 18.2 بالمئة منذ بداية العام. وأوضحت الشركة أن نمو الإيرادات جاء مدعومًا بمبادرات جديدة مثل السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي، التي ساهمت بنسبة 25 بالمئة من إجمالي الإيرادات.

وتمسكت شاومي بدخول قطاع السيارات الكهربائية، حيث سجل هذا القطاع إيرادات بلغت 28.3 مليار يوان للربع المنتهي في سبتمبر، مقارنة مع 20.6 مليار يوان في الربع الثاني و18.1 مليار يوان في الربع الأول. وأضافت الشركة أن المبادرات الجديدة في مجالات السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي حققت لأول مرة ربحًا تشغيليًا بلغ 700 مليون يوان في الربع المنتهي في سبتمبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى