تقنية

نظارات

في الوقت الذي يُخطط فيه تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، لإطلاق نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتكون في متناول الجميع، تواصل شركة “ميتا” تعزيز هيمنتها على سوق النظارات الذكية، محققة نجاحات ملفتة تجعلها في الصدارة من دون منافس حقيقي حتى الآن.

ميتا
ميتا

ففي النصف الأول من عام 2025، شهدت مبيعات نظارات “راي-بان ميتا” قفزة كبيرة، حيث تضاعفت المبيعات بأكثر من ثلاث مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يؤكد الإقبال المتزايد على هذا النوع من الأجهزة القابلة للارتداء، خاصة تلك التي تُدمج بين التكنولوجيا المتقدمة والتصميم الأنيق.

وتعاونت شركة ميتا في هذا الإنجاز مع “إيسيلور لوكسوتيكا” — إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال النظارات — حيث تجمع النظارات بين خبرة لوكسوتيكا في التصميم وصناعة الإطارات، مع تقنيات ميتا المتطورة في الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والتصوير. وقد ساعد هذا التعاون الثنائي في تقديم منتج متميز يجمع بين الأناقة والوظائف الذكية، مما جذب المستخدمين من مختلف الفئات.

في تقريرها المالي الأخير للربع الثاني والنصف الأول من عام 2025، أعلنت شركة إيسيلور لوكسوتيكا عن نتائج قوية تُظهر مدى النجاح التجاري لهذا المنتج. وبحسب ما نشره موقع “PhoneArena”، فقد أكدت الشركة أن شراكتها مع ميتا تُحقق “نتائج مُبهرة”، سواء من حيث الإيرادات أو حجم الطلبات الجديدة.

تتميز نظارات “راي-بان ميتا” بعدد من الخصائص الذكية التي جعلتها أكثر من مجرد نظارة شمسية عصرية. فهي مزودة بكاميرات صغيرة عالية الجودة تُتيح التصوير الفوري، وميكروفونات ومكبرات صوت تُمكن المستخدم من إجراء المكالمات أو التفاعل مع المساعد الصوتي، إضافة إلى دعمها لميزات الواقع المعزز التي تفتح آفاقًا جديدة في عالم التفاعل البصري والرقمي.

ويأتي هذا النجاح في وقت حساس لسوق الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، حيث تسعى شركات تقنية كبرى، مثل آبل، لدخول المنافسة عبر ابتكار منتجات جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد. ومع أن تيم كوك قد ألمح إلى نية شركته خوض غمار هذا السوق من خلال تطوير نظارات ذكية تعمل بتقنيات متقدمة، فإن الواقع يشير إلى أن ميتا تُحرز تقدمًا ملموسًا، خاصة على صعيد التسويق والوصول المبكر إلى الجمهور.

وفي ظل غياب منتجات منافسة قوية في السوق حاليًا، يبدو أن “ميتا” تستفيد من تفوقها الزمني والتقني، كما تُثبت قدرتها على الابتكار وتحقيق مبيعات قوية في قطاع لا يزال في طور النمو. وإذا استمر هذا الاتجاه، فقد نكون أمام تغير كبير في طبيعة الأجهزة الذكية الشخصية، تتحول فيه النظارات الذكية من مجرد أداة ثانوية إلى محور رئيسي في تفاعل الإنسان مع العالم الرقمي.

شهدت نظارات “راي-بان ميتا” الذكية نموًا لافتًا خلال النصف الأول من هذا العام، حيث أعلنت شركة “ميتا” أن مبيعات هذه النظارات قد ارتفعت بنسبة تفوق 200% مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق. كما سجلت الشركة نموًا ملحوظًا في إيرادات الربع الثاني بنسبة 7.3% على أساس سنوي، ما يشير إلى الطلب المتزايد على هذه الفئة من المنتجات.

ورغم أن سوق النظارات الذكية لا يزال يشكل جزءًا صغيرًا من أعمال “ميتا” وشريكتها “إيسيلورلوكسوتيكا” – الشركة الأم لنظارات “راي بان” – فإن كلتا الشركتين تبديان تفاؤلًا كبيرًا تجاه المستقبل، وتعتبران هذه الفئة من المنتجات محورية في استراتيجياتهما التقنية المستقبلية.

وفي خطوة تعكس هذا التوجه، كشفت الشركتان في يونيو الماضي عن طراز جديد من النظارات الذكية، وهي نظارات “أوكلي ميتا” عالية الأداء والمدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. ويُنظر إلى هذا الطراز الجديد باعتباره تطويرًا وتوسيعًا لتجربة “راي-بان ميتا”. ووفقًا للرئيس التنفيذي لشركة “إيسيلورلوكسوتيكا”، فرانشيسكو ميليري، فإن هناك توقعات قوية بأن تحقق مبيعات “أوكلي ميتا” نفس الزخم الذي حققته نظارات “راي-بان ميتا”، بل وقد تتفوق عليها لاحقًا.

تجدر الإشارة إلى أن نظارات “راي-بان ميتا” كانت قد طُرحت في الأسواق منذ ما يقرب من عامين، لكنها خضعت مؤخرًا لتحديثات أضافت إليها عددًا من الميزات الجديدة. من أبرز هذه الميزات خاصية الترجمة الفورية، والتي تمكّن المستخدم من ترجمة المحادثات مباشرة من خلال النظارة. كما أصبحت النظارات قادرة على تقديم إجابات آنية استنادًا إلى ما تلتقطه كاميراتها، ما يفتح الباب أمام استخدامات عديدة تجمع بين الراحة والذكاء الاصطناعي.

في الوقت الراهن، تُعد “ميتا” من الشركات الرائدة في سوق النظارات الذكية، خاصة في ظل ضعف المنافسة من الشركات الكبرى الأخرى. ومع ذلك، لا تنوي “ميتا” التوقف عند هذا الحد، إذ تعمل حاليًا على تطوير نموذج جديد يُعرف باسم “أوريون”، وهي نظارات ذكية مزوّدة بشاشة عرض، ما يمهّد لتجربة بصرية أكثر تفاعلية. كما أفادت بعض التسريبات بأن الشركة قد تُطلق نسخة جديدة من نظارات “راي-بان” مزودة بشاشة، يُتوقع طرحها في الأسواق خلال وقت لاحق من هذا العام.

من جانبها، يبدو أن شركة “أبل” تُركز على تقنيات الواقع الممتد (XR)، حيث تشير الشائعات إلى أنها تعمل على الجيل الثاني من نظارة Apple Vision Pro، ما يضعها في مسار مختلف عن نظارات “ميتا”. أما “سامسونغ”، فقد كشفت عن نيتها العودة إلى هذا السوق من خلال مشروع يحمل اسم “موهان”، وهو عبارة عن نظارة واقع مختلط قيد التطوير.

في ضوء هذه التطورات، يبدو أن سوق النظارات الذكية يوشك على دخول مرحلة جديدة من النمو والمنافسة، تقودها ميتا حاليًا، لكن مع بوادر تحركات استراتيجية من عمالقة التكنولوجيا الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى